من قلب إسرائيل مقال: الجيش ينهب إسرائيل

7 أغسطس 2021
من قلب إسرائيل مقال: الجيش ينهب إسرائيل

وطنا اليوم –  فى الوقت الذى تروج الآلة الإعلامية الإسرائيلية لاحتمالات نشوب حرب متعددة الجبهات وتسوغ بذلك لزيادة الميزانية العسكرية، شن الصحفى الإسرائيلى أورى مسجاف هجومًا عنيفًا على المؤسسة العسكرية واصفًا إياها بالعصابة الفتاكة.

 

جاء ذلك تعليقًا على الموافقة هذا الأسبوع على ميزانية قدرها 58 مليار شيكل، مؤكدًا فى مقاله الجرىء الذى نشر بصحيفة هآرتس أنه تمت إضافة 25 مليار شيكل فى الخمس وعشرين سنة الماضية، أى بزيادة قدرها مليار شيكل فى السنة، وذلك على الرغم من تقلص الجبهات المعادية لإسرائيل.

 

 

فخلال هذه السنوات تم التوقيع على اتفاقيات أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية ونقل العديد من المسئوليات الأمنية إليها. وتحقق السلام المستقر مع الأردن، كما انسحبت إسرائيل من لبنان واستعدت للدفاع عن البلاد من الحدود الدولية. تم إخلاء جوش قطيف وفك ارتباط إسرائيل بغزة. ونجا السلام مع مصر. تفكك العراق وسقطت سوريا فى حرب أهلية. باختصار وحسب تعبيره: «باستثناء العدو الإيرانى وممثليه، تلاشت التهديدات، وضعف الأعداء أو تبخروا، لكن ميزانية الدفاع استمرت فى التوسع».

 

 

ويوضح «مسجاف» أن فاتورة العملية الأخيرة فى غزة بلغت 3 مليارات شيكل.

 

وهناك المزيد: ميزانية الدفاع التى تمت الموافقة عليها ليست 58 مليار شيكل. إذا أضفت المساعدة العسكرية الأمريكية ، والتى تستخدم لشراء أنظمة أسلحة وبضائع أخرى مصنعة فى الولايات المتحدة، فستكون 70 مليار شيكل. لكنها لا تنتهى عند هذا الحد، فقد نقل عن زميله آڤى بار إيلى، وهو مقاتل قديم يعمل فى موقع ذى ماركر، أنه بعد يوم واحد فقط من موافقة مجلس الوزراء على ميزانية الدفاع ، قدم الجيش الإسرائيلى طلبًا آخر: منحة تقاعد مؤقتة، ستكلف البلاد 15 مليار شيكل أخرى.

 

 

يصف «مسجاف» قادة الجيش الإسرائيلى بأنهم يعرفون جيدًا ما يفعلون وإنهم يعرفون أنهم يتعاملون مع الحمقى وأن كل مطالبهم ونزواتهم ستُلبى. وأنه لا توجد حكومة تجرؤ على المخاطرة بإلحاق الضرر بصورتها من خلال «الإضرار بالأمن القومي»، ولن يخرج أى معسكر سياسى أو سياسى ليخوض حربًا دفاعية ضدهم.

 

 

وجه الكاتب قذائفه نحو رئيس الأركان أڤيڤ كوخاڤى وكتب: «أنه منذ تعيينه روّجوا لأنه يطمح فى أن يكون لديه جيش فتاك، وأن كل ما يهتم به هو تحسين وتقوية الجيش فيما يسمى بخطة الزخم متعددة السنوات. الحقيقة هى أن كوخاڤى يعمل أولاً وقبل كل شيء كرئيس لأقوى نقابة وأكثرها عدوانية فى البلاد. على الأقل من هذا الجانب، فقد حقق أهدافه: إنها عصابة فتاكة يذهب أكثر من نصف ميزانيتها للرواتب والمعاشات التقاعدية». ويشرح أن الأشخاص يتقاعدون فى منتصف الأربعينيات من العمر بمتوسط حزمة تقاعدية تبلغ 8 ملايين شيكل.

 

وأن كل تحسن فى هذه الظروف يتم تطبيقه تلقائيًا على الشاباك والموساد أيضًا. أما ميزانية الدفاع الحقيقية، التى لم يتم الكشف عنها للجمهور، فتشمل ميزانياتهم أيضًا – التى تضاعفت خلال عقد من الزمن وتقترب الآن من 10 مليارات شيكل.

 

 

انتقد الكاتب كلا من نفتالى بينت وأڤيجدور ليبرمان وبينى جانتس الذين استسلموا للجيش الإسرائيلى هذه المرة وقبلوا مطالبه بالكامل.

 

 

فى ذات الوقت الذى رفعوا تكلفة الصحة والنقل العام والكهرباء؛ لذلك يحاول الجميع الاقتصاد فى استهلاك تكييف الهواء.