..والله عيب !

19 يوليو 2021
..والله عيب !

فارس الحباشنة

..لربما لا يسمع و لا يقرأ شعر زاهي وهبي الا الاردنيون .

قلبت جوجل و ارشيف الصحف العربية و المواقع الالكترونية لاقرأ خبرا عن امسية شعرية ومشاركة ثقافية لزاهي وهبي ، و لم اعثر- والله شهيد –
على أثار و بقايا خبر .

يزور زاهي وهبي الاردن .وتفتح له المنتديات و بيوت الثقافة و الفن ، و بعضها اول مرة نسمع بها . تظهر لمناسبة واحدة و تختفي للأبد . وهذا من تجليات صناعة الثقافة و الفن في الاردن .

في لبنان لا يقدم زاهي وهبي على انه شاعر . مذيع تلفزيوني قدم الى الادب من ” خارج النص” ، وتحصن بشهرة الشاشة و شيطانها الأليف ، و تقلب بين شاشات الموالة و المعارضة في لبنان من تلفزيون المستقبل الى الميادين .

من موقع السخف النقدي و الادبي التعامل مع زاهي وهبي و تقديمه ادبيا و شاعرا . و انا لا انتقص من قيمة الرجل ، وهو ضيف الاردن . وضيفها الثقافي
الوحيد في زمن كورونا ، ولا اعرف ما سر زياراته السنوية المتكررة للاردن و الاحتفال به . و لربما ان مؤسسات الثقافة و الفن و نخبة الابداع المتيبسة و البوهيمة ، هم الوحيدون في العالم يعترفون و يقدمون زاهي وهبي على انه شاعر واديب .

في الاردن مازالنا مأسورين لعقدة “الخواجة والغريب ” . هل سمعتم يوما عن احتفالية بفنان و شاعر واديب اردني اقيمت في بلد عربي ؟ و هل يستضيف لبنان مثلا فنانين و ادباء اردنيين ، و يقيم لهم ليالي ادبية و ليسمع اللبنانيون لاشعارهم و ابداعاتهم !

و في الاردن احتراف عبقري في امتهان واحتقار و تسفيه الذات .. نموت من اجل الاجنبي والغريب ، وننكر ذاتنا و مواهبنا و عبقريتنا ، وذلك سواء في الفن
و الادب و الاعلام و الثقافة و الفكر . و نتفنن في التبعية و الانبهار بالغرباء ، ولا يوجد بلد عربي يسمح لاعلامين اجانب بان يلؤثوا مسامع مواطنيه و ناسه .. لهجات و نبرات و اصوات وافدة و دخيلة و غريبة استوطنت في الاعلام وعدواها شوهه الذائقة العامة .

هناك سر و لغز اردني خطير ..بموتوا بالغريب ، دون تطرق لما تقول الامثال الشعبية بمواعظها ودروسها عن الغريب . ولو ان زاهي وهبي يقرر البقاء في الاردن ، راح تم تعيينه في ” البنك العربي” مسؤولا ثقافيا ، و ستقوم “مرجعيات عليا” في استدراجه لتطوير الفن و الثقافة ، و سيقام له نصب و تماثيل ، و ازلام وتبعية ، و سترخى له كل الستائر .

صون المزاج والوجدان العام مهمة وطنية خالصة . و تميع الهوية من هنا يبدأ بالاعلام و الفن و الثقافة “القوى الناعمة ” .. اتحدى ان منهاجا عريبا يدرس
عن عرار و حبييب الزيودي و تيسير السبول و غالب هلسا .. و اتحدى ان منهاجا عريبا يذكر حرفا واحدا عن الثورة العربية الكبرى و نصر ” حرب الكرامة ” ، وشهداء الاردن في حرب 67 ، وحرب الاردن على الارهاب و التطرف ، و حوادث الارهاب الغشيمة التي تعرض اليها الاردن في الاعوام الاخيرة .

من لا يحترم نفسه لا يحترمه الاخرون . وهذه قاعدة معيارية اخلاقية .. ويا خوفي ان تكون دعوة زاهي وهبي على نفقة الدولة ، و انه من ضيوف هئية تنشيط السياحة .