وطنا اليوم:قالت عالمة المصريات، البروفيسورة جوان فليتشر، إنها أصيبت بحالة من الذهول عقب دخولها مقبرة الملك “توت عنخ آمون” المُلقب بالفرعون الذهبي، وذلك على خلفية المحتويات الرائعة التي شاهدتها بعينيها، مضيفة: “إنها تدعونا إلى داخل العالم السفلي وهي تجذبنا فقط نحو الظلام، إنها مقبرة عميقة للغاية حقاً”.
جاء ذلك، خلال مشاركتها في الفيلم الوثائقي “The Valley Of Kings: The Egyptian Golden Age”، بعدما مُنحت إذناً خاصاً بدخول المقبرة الفرعية للفرعون الأشهر في مصر، طبقاً لما أوردته صحيفة Express البريطانية، الأحد 18 يوليو/تموز 2021.
فليتشر تحدثت عن تلك المقبرة، بالقول: “إنها 174 متراً من الممرات والغرف، كلها منقوشة باليد ومغطاة من الأرض إلى السقف ببعض النقوش المذهلة حقاً. يا لها من غرفة مذهلة، مليئة تماماً بالنجوم الذهبية الصغيرة والمتألقة!”.
مقبرة سيتي الأول
لكن جدران مقبرة لفرعون مصر سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة تحمل رسالة واضحة، تدل على “عودة الآلهة التقليدية في مصر بكامل قوتها”، بحسب عالمة المصريات.
يشار إلى أن المقبرة رقم 17، الواقعة في وادي الملوك بمصر، وهي مقبرة سيتي، التي تعد واحدة من أفضل المقابر المزخرفة في الوادي، والتي اكتشفها أشهر مستكشف أثرى بتاريخ مصر، جيوفاني باتيستا بيلزوني في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1817، ولكنها أُغلقت منذ أوائل الستينيات، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بهيكلها.
في حين تحتوي هذه المقبرة على زخارف محفوظة جيداً في جميع الغرف باستثناء غرفتين من مجموع 11 غرفة رئيسية وجانبية. وقد زُينت إحدى الغرف الخلفية برسومات لطقوس فتح الفم، والتي تُبين أن أعضاء المومياء في الأكل والشرب تعمل بشكل صحيح.
عالمة المصريات أوضحت أنه بعد أن مات الملك “توت عنخ آمون” دون وريث، خلفته سلالة من “الحكام العسكريين”، وهم الأسرة التاسعة عشرة، مضيفة: “مع عدم وجود أصل ملكي مباشر، كانت السلالة الجديدة بحاجة إلى إعادة التواصل مع ماضي مصر اللامع، لذلك أعادت العبادات التقليدية في عصر النهضة، وذلك بقيادة أحد أكثر حكامها نفوذاً، سيتي الأول”.
أكبر مقبرة لفرعون مصري
فيما أشارت فليتشر إلى أن مقبرة الفرعون الذهبي تقع في وادي الملوك، بمدينة الأقصر (جنوبي مصر)، وهي أكبر مقبرة لفرعون أُنشئت هنا على الإطلاق، منوهة إلى أنها حصلت على إذن خاص لاستكشاف “متاهة الكنز هذه”.
و”توت عنخ آمون” من أشهر ملوك الفراعنة، ولُقب بالفرعون الصغير؛ لكونه حكم مصر في سن التاسعة من 1334 إلى 1325 ق.م.
في هذا الإطار، يشرح الخبراء كيف زُينت ونُقشت مقبرة الفرعون؛ لإظهار قوته وضمانه تذكرة عبوره إلى الآخرة.
التحنيط والموتى
كما أردفت فليتشر: “هذه غرفة رائعة، وهي مزينة بصور متكررة للفرعون مع الآلهة. هنا نراه مع أنوبيس، الإله على شكل ابن آوى الأسود الأنيق، وهو خاص بالتحنيط والموتى. وها هو يقدم القرابين لحتحور، إلهة الحب الأم، التي تأخذ جميع الأرواح الميتة في رعايتها. ويمثل الإله ست أقوى اتصال بماضي مصر في النقوش الخاصة بالإله الأساسي، أوزوريس، إله العالم السفلي”.
جدير بالذكر أن مقبرة “توت عنخ آمون” اكتُشفت عام 1922، من قِبل عالم الآثار البريطاني والمتخصص بتاريخ مصر القديمة “هوارد كارتر”، وتولي مصر اهتماماً لافتاً لمقتنياته، بفضل ضخامة عدد قطعها والعثور عليها كاملة.
تجدر الإشارة إلى أنه في مارس/آذار 2018، انطلقت من ولاية كاليفورنيا الأمريكية رحلة أثرية تشمل مدناً عالمية، لعرض الكنوز الأثرية لـ”توت عنخ آمون”، التي تتواصل على مدار 7 سنوات، مقابل حزمة عوائد مالية تصل لنحو 50 مليون دولار.
بينما عادت 293 قطعة أثرية مصرية، خلال شهر مارس/آذار الماضي، من رحلة بالخارج امتدت لنحو 6 سنوات، ضمن معرض عالمي بعنوان “أسرار مصر الغارقة”.