صراع الكراسي .. والضحية طلاب التوجيهي

10 يوليو 2021
صراع الكراسي .. والضحية طلاب التوجيهي

 

لم يمر على تاريخ توجيهي الاردن مثل ما مر عليه في السنوات الاخيرة من ملاطمة وملاخمة فتارة تكون النتائج خيالية لا يصدقها عقل ولا منطق وتارة تتهاوى النتائج إلى تذبذبات غير مثالية .. وتارة اسئلة ككرج المي تنساب انسيابا وتارة اسئلة لا يحلها لا نيوتن ولا انشتاين.. تلاعب باعصاب الطلاب واهاليهم حتى افقدتهم كل انواع الثقة ..

هذه المتلاطمات لا تاتي من فراغ .. فهناك كل امين عام وكل مدير يسعى من خلال بطانته ان يكون هو المؤثر وهو الآمر الناهي وهو الذي يحرك الوزارة على اصابعه .. وهناك لوبي الوزارة وهناك لوبي المدراء ..كلا من كل واحدٍ منهم يريد ان يكون هو الوزير المنتظر وهو الرجل الاول ..فيحاول كل واحدٍ منهم ان يدب الاخر في جورة ويقع به ليتسلق على ظهره وكله على حساب الوطن وعلى حساب الطلاب ومستقبلهم ..

عام مضى ولم يكن فيه سوى طلاب في البيوت ومنصات شغالة ومعلمين في بيوتهم .. الا تكلفوا انفسكم يا حضرات الفئة الاولى في وزارة التربية والتعليم ان تكون الاسئلة منطقية وحازمة حازمة لا غلو فيها ولا تهاون .. لا استرخاء فيها ولا تعقيد .. الم يكن لديكم الوقت الكافي وانتم تتلقون المكافأة تلو المكافأة على لا شيء سوى الاستعداد لعشرين يوم توجيهي … ومراقبة منصة درسك ..

جيش من الموظفين وجيش من الخبراء وجيش من الصحاب الخبرات في مجال التوجيهي .. لتكون النتائج كما انصدم بها الشارع بالامس ..

خرج الوزير بالامس وهو يحاول ان يصلح ما افسدته الادارة .. خرج وهو يحول ترقيع ما خرقه اصحاب العطوفة الذين يعملون بامرته .. والذين لم يكونوا على قدر المسؤولية الادارية ولم يكونوا على قد. الثقة التي اعطيت لهم …في ما آل اليه الوضع التعليمي بشكل عام والتوجيهي بشكل خاص .. حتى اصبح التعليم والتربية لدى الاردن اضحوكة .. بعد ان كان هو الاول وهو الموجه وهو الداعم لكل الاقليم في التدريب والتعليم والتوجيه ..

معظم دول الاقليم حتى التي فيها حروب لم نسمع ونشاهد من تردي حقيقي فيها في مجال التعليم …ولم نسمع .. ان اوراق التوجيهي سربت او ان الاسئلة عبارة عن تطبيق مختبرات تحتاج الى ستة اشهر لتحقيق النتائج ..

تاريخ التعليم في الوطن مشرف .. ولم يتم التلاعب به لان القائمين عليه كانوا يعلموا ان التقدم والازدهار والتطور في ثبات الاساسيات وثبات القيم التعليمية التربوية .. وان اي خلل يعتبر خلل في مستقبل الوطن .

لكن للاسف …لم يعد هناك قيادات وطنية ترمي كل المصالح الشخصية وراء ظهرها وهمها الوطن …وفقط الوطن ومستقبله… اصبح هناك مصالح فئوية شخصية بالمعنى الدقيق …همها نفسها بس … وكيف تتلاعب بمستقبل الوطن على حساب مستقبلها الشخصي …وهما الايقاع بفلان وعلان حتى يتم تسويد صفحته والجلوس مكانه …. ليكون الوطن ومستقبله اخر اهتماماته …. حتى حديثهم ومقابلاتهم هزلية .. فيها مراوغة وكذب وضحك على اللحى .

ساورد لكم ماتضمنته الورقة النقاشية ..السابعة .. لجلالة ألملك :

 

( إنه لم يعد من المقبول، بأي حال من الأحوال، أن نسمح للتردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم، أن يهدر ما نملك من طاقات بشرية هائلة. إن قطاع التعليم هو قطاع استراتيجي ومن غير المقبول أيضا، بل من الخطير، أن يتم الزج بالعملية التعليمية ومستقبل أبنائنا وبناتنا في أي مناكفات سياسية ومصالح ضيقة، غير آبهين بأهمية وضرورة استمرار التطوير والإصلاح وأثره العميق على أمتنا وحاضر الأجيال ومستقبلهم.)

اين انتم يا وزارة التربية والتعليم ..من هذه الورقة … وما تحويه ..من غير المقبول … بل من الخطير .. ان يتم الزج بالعملية التعليمية ونستقبل أبناءنا وبناتنا في اي مناكفات …. ومصالح ضيقة …. وهذا هو الذي صار… يا حضرات … مناكفات … ومصالح ضيقة…. والنتيجة … هاهي الان امامكم .. فماذا انتم فاعلون …؟

صالح الشرّاب العبادي

يا سادة : العملية التعليمية ليست بورصة .. وليست تعاملات مالية .. وليست تسعيرة .. وقود سنوية .. بل هي مستقبل الوطن بل الوطن نفسه …..

 

العميد الركن المتقاعد

عضو مجلس محافظة العاصمة

رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس

صالح الشرّاب العبادي