وطنا اليوم:وسط إصرار إدارة مستشفى الأميرة بسمة التعليمي في مدينة اربد على عدم التجاوب مع أي شكاوى ينقلها الإعلام، بذريعة “مركزية الردود وربطها بالوزارة وناطقها الإعلامي”، تتزايد معاناة المرضى جراء الازدحام والطوابير وبيروقراطية الأداء المتصلة بصرف العلاجات للمرضى، والتي تتعدد خطواتها وتحتاج للوقوف في 9 طوابير تستغرق ثلاث ساعات لصرفها.
ورغم الرصد الميداني للاكتظاظ الذي ترافقه إجراءات معقدة يمكن اختصارها بآليات تستنبط من واقع معاناة الناس، إلا ان إدارة المستشفى تغلق الأبواب أمام تلمس حاجات الناس والاستماع إليهم، والحال يندرج على الإعلام، حيث حسم مدير المستشفى الدكتور ابراهيم الشهابات الأمر مؤكدا أنه “لا يمكنه إبداء اي تعاون، بذريعة ان التصريحات الاعلامية مقصورة على إعلام الوزارة ومركزها حتى لو اتصلت القضية بالمؤسسات الصحية خارجها”.
واللافت أيضا، ومن باب عدم تغييب الرواية الرسمية حيال معاناة المواطنين، أن الإعلام يصطدم بدائرة اعلامية في الوزارة غالبا لا تجيب على الاتصالات، وإن أجابت في حالات نادرة تطلب مهلة لجمع المعلومات من مصادرها، لكنها تغيب، والحال متكرر باستمرار، وهو مادفع الى الاتصال بوزير الصحة الدكتور فراس الهواري، والذي هو ايضا لم يجب على هاتفه النقال.
وعودا لقضية المستشفى، حيث يبلغ عدد الطوابير التي يضطر المراجع للحصول على العلاج من خلال إجراءاتها تسعة طوابير في عيادة العظام تستغرق منه إلى حين خروجه من العيادة أكثر من 3 ساعات.
وينتقد مراجعون التعقيدات والروتين التي تتم في العيادات في ظل استمرار جائحة كورونا، واضطرار المواطن الى الوقوف في طوابير كبيرة لحين الانتهاء من العلاج ومغادرة العيادة.
ويؤكدون ان العملية يمكن اختصارها بنصف ساعة، من خلال التخفيف من الاجراءات ودمج قسم المحاسبة مع الصيدلية عبر الحوسبة، بحيث لا يضطر المراجع الى الوقوف في اكثر من طابور للحصول على الخدمة.
ويطالبون بزيادة اعداد الموظفين، خصوصا في اقسام المحاسبة والصيدلية، في ظل الضغط الكبير الذي تشهده العيادات، وللتخفيف عن المريض في ظل اضطراره للمكوث في العيادة لأكثر من 3 ساعات، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود مقاعد كافية للانتظار.
ويقولون ان التعقيد الذي يحصل في العيادات يتمثل بالإجراءات الروتينية، أما المكوث عند الطبيب فلا يستغرق ربع ساعة، داعين الى ضرورة زيادة الكادر الفني والإداري في العيادات.
ويقول احد المواطنين محمد سلامة، إن البداية تكون في الاصطفاف في طابور للتسجيل، وبعده يتم الذهاب الى قسم المحاسبة لدفع كشفية العلاج البالغة 25 قرشا، ثم الذهاب الى الطبيب المختص.
ويتابع ان الطبيب يقوم بكتابة صورة لتصوير الحالة في حال كان قد تعرض للكسر، وبعدها تعود الى قسم المحاسبة في الطابق الثاني، لتصطف في طابور اخر لختم الوصفة الطبية، ثم الى قسم الاشعة للتصوير، وتنتظر لحين وصول الدور، وبعدها لمراجعة الطبيب فتنتظر مرة اخرى إلى حين مشاهدة الطبيب للصورة.
ويضيف انه، وبعد انتظار ربع ساعة، يقوم الطبيب بمشاهدة الصورة، ويكتب وصفة وعلاجا للمريض الذي عليه بعدها الذهاب الى الصيدلية والاصطفاف اكثر من نصف ساعة لتسعير الدواء فقط، وثم الاصطفاف نصف ساعة على نافذة المحاسبة لدفع ثمن الدواء، وبعدها تعود مرة ثانية للصيدلية وتضطر للانتظار نصف ساعة للحصول على العلاج.
وتؤكد المواطنة أم محمد ان ابنها (5 سنوات) تعرض للسقوط، ما اضطرها لمراجعة المركز الصحي لتحويلها إلى عيادة العظام في مستشفى الأميرة بسمة، فراجعت العيادة الساعة الثامنة صباحا لحجز دور لها، ولتتفاجأ بوجود اكثر من 60 شخصا ينتظرون على الدور، فاضطرت للانتظار اكثر من ساعة، وبعد وصول الدور إليها تمت كتابة ورقة لاستكمال الاجراءات، وبعدها ذهبت الى قسم المحاسبة لدفع بدل كشفية ربع دينار، ولتقف في الطابور لمدة نصف ساعة إلى حين الحصول على وصل مالي.
وتشير الى انها وبعد الانتهاء من دفع الكشفية اضطرت الى الانتظار نصف اخرى لحين الدخول الى الطبيب، وعند مشاهدة الطبيب للحالة قام بكتابة صورة طبقية، وبعدها ذهبت الى قسم المحاسبة لتقف في طابور اخر لمدة ربع ساعة لختم الصورة.
وتتابع انه بعد الانتهاء من ختم الصورة اضطرت للانتظار أكثر من نصف ساعة في قسم الاشعة إلى حين وصول الدور اليها، وبعدها تم اجراء الصورة، ثم راجعت الطبيب ليشاهد الصورة، وقام الأخير بكتابة وصفة طبية وعلاجات للمريض بعد أن خلت الصورة من اي كسور، فاضطرت بعدها الذهاب الى الصيدلية والاصطفاف أكثر من ربع ساعة لتسعير الدواء، وبعد الانتهاء عاودت الاصطفاف مره اخرى في طابور كبير في قسم المحاسبة لدفع ثمن الدواء، وبعد الدفع عادت مرة اخرى للاصطفاف في طابور من جديد على نافذة الصيدلية للحصول على الدواء.الغد