خلل في الروح الجمعية !!

2 يوليو 2021
خلل في الروح الجمعية !!

 

د. ذوقان عبيدات

استفاق بعضنا على مواطنة فجائية، وحددوا شروط الوطنية اللازمة للمواطنة ، وقد استفزت هؤلاء مجموعة أحداث مثل : لجنة الإصلاح والتحديث وما قد ينتج عنها من إصلاح في التمثيل السكاني، وما دار ظلما حول مقالة لا علاقة لها بمعركة الكرامة ، المقالة التي دارت حولها حروب أشبه بداحس دون الغبراء لأنها كانت من طرف واحد !! 

وأخيرا الصليّات النارية التي أطلقت حول ما سمي بالسياحة الشيعية ، والتنمر الذي تعرض له موفق محادين ! والمشترك بين هذه الأحداث هو الروح الجمعية الأردنية التي تميزت ب :

  • الحساسية المفرطة ضد الآخر غير الموجود لأننا شعب واحد.

 

  • الإحساس العالي بالوطنية غير الوطنية ، وأقصد بها ما هو أقل من المواطنة وأكثر قليلا من العشيرة، وربما ينطبق عليها لقب قطرية أو إقليمية .

 

  • الضغط المتفجر مذهبيا ، والناتج عن اختراع مفهوم السياحة الشيعية بدلا من السياحة الدينية .

وأعلن موقفي لن أتدخل في هذه القضايا الثلاث لأن الداخل فيها مفقود!! ، لكن ما يهمني الروح الجمعية الأردنية التي تقف خلف هذه القضايا : والروح الجمعية في علم الاجتماع هو ذلك القدر من المشتركات التي تعشش في كل فرد .

وهذا القدر ليس موجودا عند الأغلبية أو الأقلية ، بل عندنا جميعا وإن بتفاوت، حيث قد يتمرد بعض الأفراد ويتحرر من بعض المشتركات .

إذن الروح الجمعية تجمع بين الأردنيين جميعا ! هذه الروح الجمعية تظهر بوضوح ضد :

  • كل من يتميز عن هذه الروح سلبا أو إيجابا .
  • كل من يفكر بغير المألوف سلبا أو إيجابا .
  • كل من ينقد المألوف سلبا أو إيجابا .

هذه الروح قد تكون بانية إذا كان قادة المجتمع ” عقّالًا ” وقد تكون مدمرة إذا سيطرت الغوغاء أو الموجهون بريموت : سياسي، اقتصادي اجتماعي، وديني طائفي،  وأمني .

حيث يفرض جو من التطرف والتعصب الذي قد يقود إلى إرهاب في مكان ما .

مشكلتي هي : من خلق هذه الدرجة العالية من التوتر في الشخصية الأردنية ؟

وهنا أبدي ملاحظتين :

الملاحظة الأولى :

 في الديكتاتورية تؤخذ القرارات بقطع الرؤوس ! وفي الديمقراطية تؤخذ القرارات بعدّ الرؤوس، فبأي الاتجاهين نسير ؟

 

الملاحظة الثانية

يستسهل كثيرون ممن لا يمتلكون تاريخا نضاليا خوض المعارك السهلة التي لا تتطلب تقديم أثمان !! ويحجمون عما يحتاج ثمنا .

وأخيرا ، أنا كمواطن ليس لي عدو شرقي النهر! ولن أقبل عدوا صنعته لي إسرائيل !