زمان غير زمانكم…!

4 يونيو 2021
زمان غير زمانكم…!

زهدي جانبيك

لم يدعوا لنا ثابنا نتمسك به، لا شيء بتاتاً. سوى بطولات الشاشات ومعارك الكيبورد.

خوف أمريكي يكسر كل البروتوكولات في الخمس دقائق الأخيرة من عمر حكومة نتنياهو الحالية ، خوف من أن يرتكب هذا الاخرق حماقة مهاجمة إيران بسبب الاصرار الاسرائيلي على عدم تمكين إيران من السلاح النووي (بزعمهم)…

لأول مرة تشارك القوائم العربية في اسرائيل بتشكيل الحكومة الاسرائيلية… ومن الذي يشارك؟؟؟ القائمة الإسلامية، التي كان حلفاؤها بالأمس يمطرون اسرائيل بوابل من سجيل… ما الذي يحدث…

هل تعلمون ان اول دولتين في العالم الإسلامي ذات أغلبية مسلمة تعترفان باسرائيل هي تركيا وايران!!!!!

طيب،… إذا كان الخوف من حصول الأعداء (اليوم) على السلاح النووي هو دافع اسرائيل لمحاربة إيران… فكيف سمحت اسرائيل للباكستان بالحصول على هذا السلاح والانضمام الى النادي النووي!!!!!

للعلم الباكستان وإسرائيل هما الدولتان الوحيدتان اللتان تم (إنتاجهما) على اساس ديني من قبل الأمم المتحدة خلال القرن العشرين. الأولى بتاريخ 17 آب 1947 والثانية بتاريخ 29 تشرين ثاني 1947….

فقط 3 شهور فصلت ما بين تأسيس باكستان، وبين تصويتها ضد انشاء اسرائيل وكانت (الباكستان) واحدة من 13 دولة صوتت ضد قيام (انشاء) اسرائيل من أصل 57 دولة في حينها. والى يومنا هذا لا تعترف الباكستان بدولة اسرائيل رغم الضغوط الإماراتية (كانون اول 2020) ولا تقيم معها علاقات دبلوماسية…. ومع ذلك ومع كل هذا العداء لم تثير اسرائيل اي ضجة لامتلاك باكستان القنبلة النووية… بينما تقيم الدنيا ولا تقعدها على احتمال امتلاك إيران (الحليف القوي السابق واول دولة إسلامية تعترف باسرائيل) للسلاح النووي….

منذ عام 2014 أصبحت الهند حليفا استراتيجيا لإسرائيل على الرغم من انها (الهند) لم تقيم اي علاقات مع إسرائيل حتى عام 1992… أي بعد أن أخرجنا العراق من المواجهة، وبدأت السلطة الفلسطينية مفاوضات أوسلو…. 40 عاما من المقاطعه بين اسرائيل والهند من أجل حلفاءها العرب لم تكسب الهند منا سوى تشغيل السواقين الهنود والسيرك الهندي (يتم تحويل 17 مليار دولار سنويا من الهنود المقيمين في الإمارات الى الهند) … 12 عاما من العلاقات بين اسرائيل والهند رفعت التبادل التجاري بينهما من 200 مليون دولار عام 1992 الى ما يقارب 5 مليار دولار عام 2020 باستثناء الصفقات العسكرية التي لا يكشف عنها البلدان وتقترب من مليار دولار سنويا على الاقل…

اذا، فمسوغات اعتراض اسرائيل على التطور النووي الإيراني ليست متعلقة بالتهديد المحتمل عليها، لأن التهديد النووي الباكستاني اكبر… وإنما هو التنافس على الردع والنفوذ في المجال الحيوي العربي تحديدا، كما أن التنافس مع تركيا على نفس المجال الحيوي هو محرك العداء بينهما (صادرات تركيا الى اسرائيل عام 2020 بلغت 4.7 مليار دولار، بينما وارداتها 1.5 مليار دولار).

من المؤكد ان تخرج علينا القائمة العربية الموحدة بتصريحات تؤكد ان انضمامها للحكومة الاسرائيلية اليمينية تم لخدمة القضية الفلسطينية والقومية العربية…

لكن الأكثر تأكيد ، انهم جميعا ، لم يتركوا لنا ثابتا من الثوابت… اللهم الا ان المجال الحيوي العربي… ليس للعرب