حكومة إسرائيلية جديدة.. من الأفضل للأردن نتنياهو أم بينيت؟

4 يونيو 2021
حكومة إسرائيلية جديدة.. من الأفضل للأردن نتنياهو أم بينيت؟

وطنا اليوم:“أي رئيس وزراء للاحتلال سيكون أفضل بالنسبة للأردن والعالم الذي عانى من انتهازية وعدم صدق نتنياهو”، هذا ما قاله بعض الخبراء عن الإطاحة برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من رئاسة الحكومة.
في المقابل، عبر خبراء عن عدم تفاؤلهم بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي قد تكون أكثر تطرفاً من حكومة نتنياهو، وذلك بالنسبة للقضية الفلسطينية والأردن.

الحكومة الإسرائيلية الجديدة -في حال المصادقة عليها بالكنيست الأسبوع المقبل-، تؤسس لمرحلة جديدة بالمشهد السياسي؛ كونها تشكل الخطوة الأولى لنهاية حقبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الممتدة على مدار 12 عاماً، والذي يحاكم بتهم فساد من شأنها أن تدينه وتزج به بالسجن لسنوات.
ووفق الإتفاق الي سيصوت عليه الكنيست، سيشغل رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت -أولا- منصب رئيس الوزراء، وبعد عامين سيحل محله يائير لبيد الذي سيتولى منصب وزير الخارجية.
التعامل مع الحكومة الجديدة لن يكون سهلاً لكنه أفضل من نتنياهو
وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق، والعين محمد المومني، قال ، إن “أي رئيس وزراء سيكون أفضل من نتنياهو بالنسبة للأردن والعالم الذي عانى بسبب نزق وانتهازية وعدم صدق نتنياهو”.
وأضاف في معرض تعليقه على الحكومة الإسرائيلية الجديدة -إن تمت المصادقة عليها-، إن الأردن سيتعامل مع أي حكومة حماية لمصالحه الاستراتيجية، والمنطلقة من التأكيد على الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.
وأكد أنه لا حل مع أي حكومة إسرائيلية سوا الاشتباك السياسي مع المحيط وإحقاق حل الدولتين بما يضمن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة.
وأشار المومني إلى أن الأردن معني بالتعامل مع الحكومة الجديدة، من منطلق حماية مصالحه وتابيناً لمرحلة نتنباهو السيئة.
وتابع في حديثه :” أثبتت التجارب أن التعامل مع النزق والكذب السياسي أسوأ من التعامل مع التشدد والتطرف الاسرائيلي لذلك الحكومة الجديدة وإن كان التعامل معها لن يكون سهلاً، لكنه يبقى أفضل من نتنياهو”.

نتنياهو يكنُّ عداء للأردن ويحرض عليه

بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق، سميح المعايطة، إن سنوات حكم نتنياهو، وصلت العلاقة الثنائية بين الاردن والاحتلال الى الاسوأ.
وأضاف المعايطة، أن توتر العلاقات بين عمّان وتل أبيب، كان بسبب سياسات نتنياهو العدوانية تجاه القدس والمقدسات وادارة ظهره لعملية السلام والحق الفلسطيني، إضافة الى عداءه المباشر للأردن وتحريضه عليه.
“كان التعامل الندي والقوي من القيادة الأردنية سبباً في زيادة عداء نتنياهو للأردن، ولهذا فإزاحته أمر إيجابي في ظل عنجهيته التي كان آخرها عدواناً سافراً على غزة”، وفق المعايطة.
وأشار الى أن مقياس الأردن في العلاقة مع إسرائيل يقوم على مسارين؛ الأول والأهم عملية تعامل اسرائيل مع الملف الفلسطيني واقامة مفاوضات تقوم على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية حقيقية وعاصمتها القدس.
أما الأمر الثاني الذي تحدث عنه المعايطة، فهو القضايا الثنائية وأهمها ملف القدس والمقدسات والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولهذا فإن الحكومة الجديدة تخضع لهذا المقياس ومدى التغير عما كان في عهد نتنياهو.
ومضى في قوله: ” علينا أن ننتظر لنرى برنامج الحكومة الجديدة ومدى قدرتها في ظل تركيبتها من اليمين واليسار على التعامل ايجابياً مع الملف الفلسطيني وعملية السلام وخاصة في ظل تعامل ادارة بايدن المختلفة عما كان في عهد ترامب”.

بينيت ليس أفضل من نتنياهو

الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة، رأى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المحتملة نفتالي بينيت، ليس أفضل من بنيامين نتنياهو، سواء للقضية الفلسطينية أو للأردن.
وقال السبايلة في تصريح ، إن “عبرت هذا الحكومة بـ 61 صوتا الأسبوع المقبل، ففي كل الأحوال بتركبيتها الحالية ليست أفضل بالنسبة للأردن، بحيث لن يكون هنالك مساحة لكل طرف أن يمارس قناعاته كما يشاء؛ كون هنالك توازنات دقيقة يجب مراعاتها سواء بالنسبة للأردن أو لتل أبيب”.
وأضاف أن معادلة التعاطي الاسرائيلي مع القضية الفلسطينية يكون حسب الأمر الواقع مهما تغيرت الحكومات، مشيراً إلى أن نتنياهو قد يذهب، لكن القادم سيكون أسوأ من نتنياهو بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث سيستمر الاستيطان واقتحامات الأقصى دون حل سياسي للقضية الفلسطينية وذلك عبر انكار حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار المواجهات مع الفلسطينيين وقطاع غزة”.
واعتبر أن الحكومة الجديدة لن تعترف بأي حلول للقضية الفلسطينية ولا بأي حق للشعب الفلسطيني.
وتابع السبايلة في حديثه :” بينيت ليس أفضل من نتنياهو، والأردن يستعامل مع الواقع الجديد ومن الصعب عودة العلاقات مع تل أبيب للأفضل”.