وطنا اليوم – في مثل هذا اليوم من عام ١٩٣١، توفي الشريف حسين بن علي، أمير مكة، و قائد الثورة العربية الكبرى، وملك الحجاز. ولد الشريف حسين في الأستانة (إسطنبول) عام ١٨٥٣، أثناء فترة سجن والده لمتعة السلطان العثماني. ينتمي الشريف إلى الأسرة الهاشمية التي حكمت في الحجاز مدة تربو على الألف عام.
وبعد إعلان الدستور العثماني عام ١٩٠٨، عينه السلطان أميراً على مكة المكرمة، فعاد الشريف مع أسرته للحكم في الحجاز. كانت من أول مهام الشريف دعم سلطة القانون والنظام، فقاد حملات عسكرية ضد بعض الأمراء في الأقطار المجاورة.
بعد سيطرة جمعية الاتحاد والترقي على زمام الحكم في الدولة العثمانية، اشتدت السياسات العثمانية قمعاً، فأعلن الشريف الحسين الثورة العربية الكبرى يوم ١٠ حزيران ١٩١٦، حيث تولى أبناؤه قيادة قواتها.
تم هذا بعد اقرار المنظمات العربية بروتوكول دمشق وبعد مراسلات مع المندوب البريطاني في مصر السير هنري ماكمهون تضمنت وعداً بريطانياً منكوثاً لدعم إقامة دولة عربية موحدة تحت حكم الهاشميين تمتد من حلب في سوريا إلى عدن في اليمن.
قبل نفيه قام الشريف حسين بأول إعمار هاشمي في العصر الحديث للمسجد الأقصى، وأثناء اقامته في قبرص قام بالتبرع لترميم كنيسة الأرمن هناك. سافر الشريف بعد مرضه إلى عمّان عام ١٩٣٠ للإقامة مع نجله الأمير عبدالله.
توفي عام ١٩٣١ في عمّان وتم دفنه بجوار المسجد الأقصى حسب وصيته، حيث شهدت القدس يومها جنازة (الصورة) مهيبة حضرها الألاف.