مشكلة وتغيرات كبيرة.. هل يمكن إعادة طلبة الاردن بعد كورونا إلى بيت الطاعة

26 مايو 2021
مشكلة وتغيرات كبيرة.. هل يمكن إعادة طلبة الاردن بعد كورونا إلى بيت الطاعة

 

الدكتور ذوقان عبيدات

سيبدأ العام الدراسي القادم، وقد تغيّر كل شيء، فما قبل كورونا لن يكون بعدها:

تغيّر الطلبة واكتسبوا عادات جديدة! صاروا يعرفون أن الدوام ليس منتظمًا وليس ضروريا، بل واكتشفوا أنهم يمكن أن يتعلموا دون معلمين، ودون مدرسة، ودون قوانين وقواعد مدرسية، تعلموا خلال الفترة الماضية أن الغش ممكن وربما مشروع، وأن هناك مواد دراسية مهمة هي: اللغات والعلوم والرياضيات، وأن هذا قد يعني أن بقية المواد ليست مهمة، وتعلموا أن الكتب ليست مهمة، وأنها تحوي تفاصيل لا لزوم لها- تعلموا عادات جديدة وقيمًا جديدة، تعلموا أنهم يمكن أن يتعلموا في أي وقت، وليس بالضرورة في تمام الساعة الثامنة صباحًا، سقطت قيم عديدة:

سقطت قيم الدوام والانتظام، وقيم الالتزام بالقوانين، هذه تغيرات قد يكون بعضها إيجابيًا وبعضها ليس كذلك، ولكن المعلمين مضطرون للتعامل مع هذه التغيرات، فما السيناريوهات المتاحة؟

1. إلزام الطلبة او إقناعهم بالعودة إلى قيم ما قبل كورونا. فهل هذا ممكن؟ وكيف؟ هل تستخدم السلطة كما كانت؟ وهل هي متاحة؟

2. السماح للقيم الجديدة بأن تستمر، وأن نقبل بالمرونة؟ ولكن هل المعلمون مهيأون لذلك؟ أم سيطالبون بالانقضاض ثانية على طلابهم وإرجاعهم إلى بيت الطاعة؟

من وجهة نظري، نحن أمام مشكلة، وقد نتج عنها أزمة شديدة مع بدء العام الدراسي، ما لم يتخذ أحد ما الإجراءات اللازمة، وهي:

تهيئة المدرسة لهذا التغير، واستبدال ثقافة المرونة بثقافة القسر والإلزام، وتعديل ثقافتها وقوانينها وقيمها لاستيعاب الجديد، وهذا ليس متاحًا – فالمعلمون اكتسبوا سلطتهم عبر آلاف السنين ولن يتخلوا عنها لطلبة المدارس!! غالبًا ما ستأخذهم العزة بالإثم، وقد لا يجدون غير اللجوء إلى خزان السلطة القديم، وهو:

من علمني حرفًا كنت له عبدًا!!

لكي لا تحدث مفاجآت، المطلوب برامج تهيئة للمعلمين تشرح لهم هذه التغيرات، وكيف يتعاملون معها، لن تنجح أساليب المدرسة السابقة: التهديد والوعيد والعنف اللفظي والجسدي.

تغير الطلبة، وعلينا أن نفهم هذا! ولن ننجح في إعادتهم إلى بيت الطاعة… إلا بعقد و مهر جديدين!!