التهدئة التي لا يتبعها حل عادل هي تأجيل للصراع

18 مايو 2021
التهدئة التي لا يتبعها حل عادل هي تأجيل للصراع

الدكتور: رشيد عبّاس
شعوب العالم اليوم تقف على الحقيقة, لتضع نقطة, وتأخذبالتعاطف مع الشعب الفلسطيني,وتبدأ من أول السطر, نقطة التحوّل هذهكانت نتيجة طبيعية لتراكمات ماضية,اشتعلتشرارتهامن ما حدث مؤخراً في حي الشيخ جرّاح / القدس الشريف واتسعت دائرتها إلى كل فلسطين, وامتد صداها إلى خارج فلسطين,..هذا الصراع القديم الجديد هو صراع عقائدي قام على بقعة طاهرة من بقاع الأرض, ومن هنا فان التهدئة المؤقتة أو حتى الدائمة هو مجرد تأجيلللصراعالقائمبينالإسرائيليينوالفلسطينيين, واعتقد جازما أن التهدئةفي حالة الصراعات العقائدية وخصوصاً إذا ما كانت على بقعة منأطّهر بقاع الأرض ستكون دون أدنى شك هدر ومضيعة للوقت.
والسؤال الجوهري هنا, هل ستؤدي التهدئة- إن حصلت- إلى حل عادل؟
قبل كل شيء على المجتمع الدولي أن يدرك أن القضيةالفلسطينية ليست قضية محمود عباس ولا قضية اسماعيل هنية وان كانوا معنيين في ذلك ولهم منا كل الاحترام والتقدير.., القضيةالفلسطينية هي قضية (12) مليون فلسطيني اولاً,وقضية(400) مليونعربي ثانيا,وقضية(1.8)مليارمسلم ثالثاً،فهي قضية تحتاج إلى تهدئةيجب أن يتبعها تنازلاتمنجهةالإسرائيليينوتحتإشرافدوليتؤدي بدورها إلى حل عادللهذا الصراع.
ثم أن الحل الذي سيتبع التهدئةليس مجرد اتفاقبين زعامات ورموز من الطرفين, وأن كان لكل من هؤلاء دور رئيسي وفاعل في ذلك,إنما الحل العادلوالحقيقي هو ما يتعلق بمدى قناعةوتفهّم كل من الشعبين اليهوديوالفلسطينيفيالتعايش السلمي معاً, والاحترام المتبادل, وحسن الجوار, ونبذ التطرف والعنف فيما بينهما.
وهنا, على الإدارة الامريكية أن تدرك أن التهدئةالتي لا يتبعها حل عادلهو مجرد تخديروقديكونضاراً في معظم الأحيان..الحل لهذاالصراعالعقائديوالقائمعلىأرضمقدسة يحتاج كما أسلفنا إلى جملة من الـ(تنازلات) من جهةالإسرائيليين كونهم يمثلوا صفة الاحتلال للأرض, وليسوا أصحاب الأرض, وأعتقد هنا أن تهدئة الفلسطينيين اولاً, وتهدئة العرب والمسلمين ثانياً دون التوصل إلى حلول دولية سيبقي الصراع قائما, وسنبقى أمام مزيد من سفك الدوماء والدمار والقتل إلى ما شاء الله, مع اخذ بعين الاعتبار أن معادلة الصراح آخذة بالتغير التدريجي يوماً بعد يوم وربما تتجه الامور فيها لصالحالشعب الفلسطينيين.
التهدئةبينالإسرائيليينوالفلسطينيينوالتي لا يتبعها حل عادل لن تلغي الصراع القائم بين كل من الفلسطينيينوالعربوالمسلمين من جهة, وبين اليهود من جهة اخرى, وما التطبيع والمعاهدات وغيرها من المسميات إلا تخدير مؤقت لألم طويل الامد قد تعيشه شعوب المنطقة, وقد يتغافل الإسرائيليون عن حقيقة مفادها أن الفلسطينيينوالعربوالمسلمينلن يتركوا فلسطين في يد الإسرائيليين مهما طال الزمن, لكن في المقابل لدىالفلسطينيينوالعربوالمسلمين قناعة أنالإسرائيليين لديهم فرص لتقديم تنازلاتقد تؤدي إلى حلول عادلةودائمة.
التهدئةبينالإسرائيليينوالفلسطينيينوالتي لا تؤدي إلى حل الصراع القائم, ما هي إلاتأجيللعودة النزاع والقتال والحرب لاحقا, وتاريخ الصراعات بين الشعوب والأمم يؤكد مثل هذه الحقيقة, والسؤال الجديد هنا: لماذا تتباطئي الإدارة الامريكيةهذهالمرةبفرض التهدئةعلى جميع أطراف الصراع في فلسطين؟ ويمكن لنا أن نفرّع السؤال السابق أكثر ليصبح على النحو الاتي: كيف ينظر الفلسطينيين للتهدئة, وما هي شروطهم؟ثم كيفينظرالاسرائيليونللتهدئة,وماهيشروطهم؟ الإجابة على كل هذه الاسئلة يقع تحت عدة مفاهيم جديدة من أهمها أن معادلة الصراع وموازين القوى داخل وخارج الأرض المحتلة (فلسطين) آخذة دون أدنى شك في التغير ولصالح الفلسطينيين.
على جميع الأطراف أن تُدرك جيداً أن التهدئةدونحل عادل.. هيبمثابةإعلان تأجيلللصراعبينالإسرائيليين والفلسطينيين, وأن معادلة الصراعبينالإسرائيليينوالفلسطينيين لن تبقى كما كانت في السابق, كيف لا ومعادلة الصراع الأخيرة والتي كانت شرارتهاماحدثمؤخراًفيحيالشيخجرّاح/القدسالشريفواتسعتدائرتهاإلىكلشبرمنفلسطينوامتد صداهاإلىخارجفلسطين..كانتمعادلةمفاجئة للجميع, والقادم ربما يحمل المزيد من المفاجئات.
وبعد,
الجميع يأمل من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تأخذ صفة (الحياد), وأنتتحركبسرعة اتجاه تهدئةسريعة,يتبعها حلعادلوليس تخديرللصراعالقائمبينالإسرائيليينوالفلسطينيين,معأنمعادلةالصراعوموازينالقوىداخلوخارجالأرضالمحتلة (فلسطين) ربما تحمل معهاكل ما هو جديد..