لا مؤشرات على انحسار القتال بين إسرائيل وغزة رغم الجهود الدبلوماسية

18 مايو 2021
لا مؤشرات على انحسار القتال بين إسرائيل وغزة رغم الجهود الدبلوماسية

وطنا اليوم – لم تظهر يوم الثلاثاء مؤشرات تذكر على انحسار القتال المستمر منذ أكثر من أسبوع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) برغم الجهود الدبلوماسية الأمريكية والعالمية المكثفة لوقف أعنف قتال بالمنطقة منذ سنوات.

وقال الجيش الإسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إن “حماس وجماعات فلسطينية أخرى أطلقت حوالي 3350 صاروخا من غزة، 200 منها يوم الاثنين فقط، وإن الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية قتلت 130 مقاتلا فلسطينيا على الأقل”.

وقال مسؤولون طبيون في غزة إن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ اندلاع القتال الأسبوع الماضي بلغ 212 منهم 61 طفلا و36 امرأة. وقُتل عشرة في إسرائيل منهم طفلان.حسب رويترز

وفي ظل الجهود الدبلوماسية التي لم تفلح على ما يبدو في وقف العنف، حذر الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة من خطر انتشار العنف.

وأضاف في تصريحات للصحفيين قبل الوصول إلى بروكسل يوم الاثنين لإجراء محادثات مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي “تقييمي للأمر هو أنكم تخاطرون بزعزعة الاستقرار بشكل أوسع وبسلسلة من التداعيات السلبية إذا استمر القتال”. وأضاف “مواصلة القتال ليست من مصلحة أي أحد”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ست قذائف أطلقت من لبنان تجاه إسرائيل قرب منتصف الليل لكنها سقطت داخل الحدود اللبنانية. وأضاف أن المدفعية ردت بإطلاق النار باتجاه مصدر إطلاق القذائف في لبنان.

وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إنها كثفت الدوريات بعدما رصدت إطلاق صواريخ من منطقة راشيا الفخار شمالي كفر شوبا في جنوب لبنان.

وأضافت على تويتر أن الوضع هادئ الآن وأن قائدها على اتصال بالأطراف لضمان الاستقرار.

وخاضت إسرائيل حربا عام 2006 ضد حزب الله اللبناني. وتشهد الحدود هدوءا منذ ذلك الحين.

*جهود دبلوماسية

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن عبَّر في اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الاثنين عن دعمه لوقف إطلاق النار.

لكن نتنياهو قال للإسرائيليين في وقت سابق إن الضربات على مواقع وزعماء المسلحين في غزة ستستمر.

وقال عقب اجتماع بقادة الجيش والمخابرات “توجيهاتنا هي مواصلة ضرب الأهداف الإرهابية… سنستمر في التحرك كما تقتضي الضرورة لاستعادة السلام والأمن لكل سكان إسرائيل”.

وتوعد الجناح العسكري لحركة حماس بالرد بمزيد من الصواريخ. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري للحركة “لقد كثّف العدو الصهيوني المجرم قصفه للبيوت والشقق السكنية المدنية الآمنة في الساعات الأخيرة، وبناءً عليه فإننا نحذّر العدو بأنه إن لم يتوقف حالاً عن قصف البيوت الآمنة؛ فإننا سنعاود قصف تل أبيب”.

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جميع الأطراف على حماية المدنيين.

وقال بلينكن إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنه قال أيضا إنه لم يشهد أي دليل من إسرائيل يثبت استخدام حماس مبنى يضم مكاتب إعلامية ومنها وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الذي دُمر في ضربة صاروخية يوم السبت.

وقالت حماس يوم الاثنين إنها ليس لها أي مكتب في المبنى، وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان إن ما قالته إسرائيل مزاعم زائفة ومحاولة لتبرير جريمة استهداف برج يستخدمه مدنيون.

وكثف وسطاء مصريون ومن الأمم المتحدة أيضا الجهود الدبلوماسية بينما ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا يوم الخميس لبحث الموقف.

ورغم جهود الوساطة الأمريكية، أقرت إدارة بايدن صفقة بيع إسرائيل أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 735 مليون دولار، وقالت مصادر بالكونجرس الأمريكي يوم الاثنين إن من المستبعد اعتراض المشرعين على الصفقة رغم العنف.

* عنف بين العرب واليهود في إسرائيل

بدأت حماس الهجوم الصاروخي يوم الاثنين من الأسبوع الماضي بعد توتر على مدى أسابيع بسبب دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى في شهر رمضان.

ويشعر الفلسطينيون بخيبة الأمل كذلك بسبب الانتكاسات التي تعرضت لها طموحاتهم بشأن إقامة دولة مستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في السنوات القليلة الماضية.

ووقعت اشتباكات بين العرب واليهود في بلدات إسرائيلية يقطنها مزيج من اليهود والأقلية العربية التي تشكل 21 بالمئة من السكان.

وحذر الرئيس الإسرائيلي من أن التوتر بين اليهود والعرب الإسرائيليين قد يتطور إلى “حرب أهلية”.

وتخطط مدن فلسطينية بالضفة الغربية وبلدات عربية بإسرائيل لتنظيم إضراب عام يوم الثلاثاء، حيث انتشرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى التضامن “من البحر إلى النهر”.