كتب: اطراد المجالي
يقولون الانجليز: النمر لا يستطيع ان يخرج من جلده، ويقول اجدادنا: الزعامة ليست رسما يوشم به الناس وانما اسما يحك بين الناس، كما قيل ان احسن الناس من اجتمع على خير طباعه الناس، فالسنديانة التي اسوق لها تعريفا لم اقابلها بحياتي او قد اكون قد قابلتها ولكن كالعوام، فلم احتاجه يوما ولم تك لي عنده مرة حاجة، ولكن عندما يذكر اسمه عند الخيرين تتعدل الهيْة ويذكر بطيب معشره وسرعة استجابته وفزعته ومواقفه الرجولية التي تذكرنا بمواقف الرجال بالزمن الجميل. زمن اولئك الذين لا يتلذذون الا بموقف رجولي او “بفزعة” فهي كما قيل عمر المرء منا الاخر وهو ذكره الحسن.
تنادت ابحاث الادارة لتفرق بين المدير والقائد، وخلصت ان القائد مدير لكن ليس كل مدير قائد، هذا بالعمل الرسمي ولكن بما يخص الزعامة فلها تعريف آخر، فهي القيادة والحكمة في العمل والمحبة من الناس، فهي والله ضالة كل الرجال الذين يريدون بصمة تتوارثها الاجيال.
الزعيم توفيق كريشان، كما احب ان اسميه بسمعته ليس بالبشوية ولا بالمعالية فكثير من الذكور حملت بعضا منها، اما الزعامة فكانت حكرا على من اختصهم الله و الناس بانهم “النوماس”، فقد ذكر لنا ابن خلدون في مقدمته، بانه في بداية انهيار الدول واليعاذ بالله تظهر الوجوه المريبة وتختفي تلك الوجوه المؤنسة، فالزعيم كريشان نتلمسه من الوجود المؤنسة كلما التحق ذئب او افعى بانيابهم هنا وهناك في رعاية الناس ومسؤوليتهم، ممن ابتلى الله فيهم هذا البلد الصابر اهله بافعال كانها الابتلاء او اشد- عندما توقف تفعيل مصانع الرجال. ولكن من رحمة الله ان يبقى دائما من رجالات البلد من يخففون الاحباط وموت الامل.
الزعيم كريشان ركن جنوبي اردني عذب، صنعته حرارة الشمس وبيادر القمح وتلك الرمال في معان الابية، لا تتردد الكلمات من فمه بكل ما يحب الاردني سماعه من اسفار “الفزعة”، وانه من قلائل الرجال الذين تبقوا في اردن العزم الذين يعرفون اهات الاردنيين في كل محافظاتهم حتى دون ان يتكلموا، وانه من قليل، أصفه ولم اعاشره ولكن الامة لا تجمع على باطل، ففيهم من يوحد الله ومنهم خيرون يذكرون المعروف مهما صغر. وقد اختص الله دوما الخير بالقليل ” وقليل من عبادي الشكور” وقليل من عبادي الصالحين” وقليل من عبادي الصبور” وقليل من الاخرين. ندعو الله ان لا يحرم هذا البلد من زعاماته الذين يقسمون على الوطن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.