صالح الشراب العبادي
بالرغم من تغيير وتطوير الأجهزة والمعدات وتحديث البث ودقة البث من SD الى HD في إعلامنا الرسمي ، وبالرغم من تلميع أسنان المذيعين والمذيعات من الطبيعي المقبول الى بياض ناصع بالزريكون او الآيماس المصطنع ، وبالرغم من تلطيخ واخفاء كل الحزوز والزوان والهالات السوداء على وجوه المذيعات والمذيعين .. وبالرغم من الكلام الجانبي للمذيعين حتى يظهروا في حداثة كما المحطات العالمية ليدخلوا في أحاديث لا يعرفوا ان يخرجوا منها .
وبالرغم من حمل كل مذيع ومذيعة( آي باد )يُسحب بالإصبع دون الاعتماد عليه بشكل كامل فقط من اجل إظهار التطوير والتحديث وأنه ( اُبشن) لا اكثر ، وبالرغم من توسيع قاعات الاستوديو وتلوينها ، ووضع رجل على رجل للمذيعات لدقة الحرفية في فعالية كريم ازالة الشعر ، واظهار ( التاتو) على الذرعان المكشوفة حتى الإبطين ،
بالرغم من كل ذلك ، لا زال الإعلام الرسمي يعيش في العصر البائد وما قبل العولمة ، وعصر لن أبرح مكاني حتى يأتيني امر ، كما هي وظيفة حراسة الصبة الخضراء التي امر بها قائد فصيل عسكري من اجل عدم المرور من خلال ( صبة باطون ) قام الأفراد بإنشائها امام المعسكر فرُتب عليها وظيفة .. فنشفت الصبة ، اما الحراسة فأصبحت ابدية بهذا المسمى .. وظيفة الصبة الخضراء .،،
أقول ان إعلامنا الرسمي لا يزال ينتظر الأمر المكتوب للرد والتصدي والتصريح ، ولا زال ينتظر القرار على ماذا يقول وماذا يعلن وماذا يصرح ، حتى يصبح الخبر ( بيات ) ومستهلك .
العديد من الأخبار والفيديوهات على احداث حدثت وانتشرت بسرعة البرق الخاطف . تنتشر وتهب وتسري كما النار بالزرع القايص …
بعد ثلاث او أربعة أيام يصحوا من السبات العميق وإخراج راس النعامة من كوم الرمل ، ليأتي القرار والأمر بان يتم التصريح والإعلان عن احداث شبع العالم من مشاهدتها والإقرار بها والكتابة عليها والتعليق بكل السبل والطرق ، بل تقيمها وتقييم الوضع والبناء عليها بكل أشكال التقييم السلبي للموقف العام ..
ليخرج الإعلام الرسمي بعد ذلك تاهئا ، متخبطا ، مرتجفا ، هزيلا ، لاحقا الشتاء ، بفروة مهترئة ، بعد ما (عسكدت )الدنيا .
ليصحوا مرة أخرى وأخرى على احداث جديدة تمر تترى وبسرعة ، لينكفيء الإعلام على نفسه ، وياخذ زاوية الحياد ، خوفا ان يكون في عين الحدث دون امر ، او يصرح دون أوامر .
الصورة أعلاه هي لبرجي عمان ، تتربع عليهما الرافعتان ، كل يوم صباحا ومن خمسة عشر سنة ، اطل عليهما ، وأقول :
لقد كنتما عنوان التطور المتسرع جدا دون ادنى تخطيط او تنفيذ حتى نساكما الزمن بهذا المنظر المخزي كما هو الاعلام الرسمي لدينا … فهل آن لكما ان تترجلا وتتنفسا … اخاف يوما ان تنتهي صلاحية حديد الرافعتين وتحلل البراغي ، وتتشقق الأسطح لنصحوا على كارثة ، كما هي الأحداث اليومية التي تحدث …
ليطل علينا الإعلام الرسمي ويقول :
لقد كانت قضية فساد كبرى ، وتسلل الفاسدون عبر المطار المستأجر …..
وهات رقع ….