وطنا اليوم – في مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠١، توفي المشير حابس المجالي، واحد من أعظم القادة العسكريين الأردنيين. ولد حابس لبندر ورفيفان المجالي عام ١٩١٤، أو عام ١٩١٠ في سجن معان أثناء اعتقال والدته بسبب أحداث ثورة الكرك ضد العثمانيين حسب روايات أخرى.
تلقى حابس المجالي تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة الكرك، وكان يحتل المرتبة الأولى في دراسته بين زملائه الإحدي عشر، أكمل بعدها دراسته الثانوية في السلط. التحق بالجيش العربي الأردني برتبة مرشح عام ١٩٣٢، وسرعان ما تدرج بالمناصب لما أبداه من شجاعة ودهاء، فعُهد إليه بتأسيس كتيبة المشاة الرابعة في الجيش استعداداً للدفاع عن فلسطين عام ١٩٤٨، فكان أول ضابط عربي يقود كتيبة في الجيش.
حققت الكتيبة الرابعة بقيادة المجالي في معارك اللطرون فوزاً أردنياً باهراً ضد القوات الإسرائيلية، والتي فشلت فيها إسرائيل من احتلال قلعة اللطرون خمس مرات، فكانت سبباً في تمكن الأردن من السيطرة على القدس الشرقية.
وهناك روايات تتحدث عن أنه أَسَر أرئيل شارون في تلك المعركة، جندي إسرائيلي أصبح لاحقاً رئيس وزراء. كُلف بعدها المجالي بتشكيل الكتيبة العاشرة، والتي أصبحت أول قوات الحرس الملكي الخاص، فكان من مرافقي الملك عبدالله الأول يوم اغتياله في القدس عام ١٩٥١.
في الخمسينات شارك المجالي في حملات التبرع للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وبعد النكبة تولى منصب مساعد مدير الأمن العام، حتى عينه الملك حسين قائداً للجيش بعد عام من تعريب قيادة الجيش وبعد استقالة حكومة سليمان النابلسي عام ١٩٥٧.
أحيل المجالي على التقاعد عام ١٩٦٧، ولكنه عاد وعُين وزيراً للدفاع بعد النكسة، وقائداً عاماً للجيش عام ١٩٧٠، ليتمكن الأردن في ذلك العام من مواجهة خطر الفدائيين وصد الغزو السوري الداعم لهم.
رفض المشاركة في مراسم معاهدة السلام مع إسرائيل عام ١٩٩٤، وخدم في أخر عشرين عام من حياته في مجلس الأعيان. مُنح المجالي العديد من الأوسمة من دول عربية وأجنبية.
تاريخه العسكري الناصع، وحقيقة أنه ضمن قلة يحملون رتبة مشير، أعلى رتبة في الجيش الأردني، جعلوه واحد من أعظم القادة العسكريين الأردنيين. توفي في 24 نيسان عام ٢٠٠١ عن عمر يناهز التسعين عاماً.
وللاسف تمر هذه الذكرى في هذه الايام دون الإشارة إليها في الإعلام الرسمي وتعزيز وغرس المفاهيم الوطنية في نفوس أبناء الأردنيين.