وطنا اليوم – لوزان عبيدات – منذ اعلان موعد الإقتراع لإنتخابات المجلس النيابي التاسع عشر وجميع المرشحين يقومون بترويج برامجهم الإنتخابية وصورهم الإعلانية وألية تشكيل قوائمهم وترتيب الأعضاء سواء في اللوحات و اليفطات التي ملئت شوارع المملكة بالكامل او عن طريق المساحات الواسعه الموجوده على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك فلا تكاد صفحة او منشور او قصة قصيرة الا وبنيت على اساس مرشح او برنامج انتخابي ، ولا شك بأن المواقع الإخبارية الإلكترونية لها بصمة واسعه في هذا المجال فهي من روجت وصممت وحررت ونشرت ودعمت بكل ما لديها من قدرات مساحية واسعه .
ولكن هل هذه الخطوات كفيله بأن تحقق اتصال كامل مع الشعب وبأسلوب وناجح ومتكامل ام ان الندوات واللقاءات والحوارات والنقاشات والمنتديات هي من تصنع اسلوبا مميزا ومنظما ومتكاملا لحوار ديمقراطي شعبي بحت يتكلله الإستفسارات الشعبية والمناقشات الفعاله والسلبيات والإيجابيات في كتلة و على كل مرشح وفي كل محافظه او منطقة تشهد هذا العرس الوطني ، ولأن وطنا اليوم الإخباري حريص كل الحرص على تقديم ما يلزم الشعب من استفسارات جمعت اليوم نخبة متكاملة من السلطة الرابعه ” الاعلام ” لتبدي رأيها الكامل اتجاه الحملات الصحفية الإعلانية لمرشحين انتخابات المجلس النيابي التاسع عشر .
قال مدير تحرير مرصد مصداقية الاعلام الأردني ” أكيد ” الأستاذ طه درويش
أنّ الحملات الإعلانيّة التي يقوم بها المرشّحون من غير برامج هي حملات غير كافية بل ومنقوصة إلى حدّ كبير. ليس مُهمّاً أن تعتمد تلك الحملات على الصور الجاذبة للمرشّحين ولا على كثافة الحملة الإعلانيّة، ولا على منصّات التواصل الاجتماعي التي تُوظّفها للإعلان عن المحتوى الذي يتقدّم به المُرشّح، وهو المحتوى الذي ينبغي أن يُركّز أكثر ما يُركّز على البرامج الانتخابيّة التي تخاطب عقل الجمهور المُستهدَف وفكره، لا عواطفه ومشاعره ، وانه لا توجد طريقة أفضل من غيرها للتواصل مع المُرشّح، فلكلّ أسلوب وقته، ولكلّ طريقة توقيتها المناسب، وكثيراً ما يُحدّد الجمهور الذي تستهدفخ تلك الحملات الطريقة الأفضل لمخاطبته والوصل إليه. لا شكّ أنّ الندوات والمحاضرات واللقاءات المباشرة، التي تعتمد التواصل الوجاهي والمباشر مع الجمهور هي طرق لها إيجابيّات عديدة مثل الفضاء الحواريّ الواسع الذي تمنحه للمُرشّح وللجمهور على حدّ سواء. المُرشّح الذكي هو الذي يدرؤس خصائص جمهوره وطبيعة دائرته الانتخابيّة ومن ثمّ يُحدد وسيلة التواصل الأنسب والأكثر ملاءمة.
ولفت إلى ان الدور العشائري له دور بارز في تسويق حملة الناخبين، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشهد حملات الدعم والتأييد لعدد كبير من المُرشّحين على الحسابات الشخصيّة والتي يقوم بها عدد من أفراد العشيرة التي ينتمون إليها من خلال مشاركة، أو إعادة نشر البيانات الانتخابيّة لأبناء عشيرتهم. والتأييد هنا يُعدّ عنصراً من عناصر القوّة للمُرشّح وقد يكون له الدور البارز في حصوله على عدد أصوات أعلى، لا سيّما إذا كان المؤيّدون لهذا المُرشّح أو ذاك من “المؤثّرين” على السوشال ميديا، والذين يحظون بعدد كبير من المتابعين.
وتابع أن مسألة الانتخابات تعتمد عنصرين مهمين وهما التحالفات وقوة البرامج الإنتخابية فالتحالفات لها دور، قلّ أم كثُر، وقوّة البرامج الانتخابية كذلك، غير أنّ هذه الأخيرة، من وجهة نظري، ينبغي أن يكون لها الدور الأكبر في إيصال المُرشّح المناسب إلى البرلمان ، كما ان التعامل مع مضمون البيان الانتخابيّ ومحتواه برؤية نقديّة تقف عند درجة واقعيّة هذا البيان الانتخابيّ أو ذاك، والواقعيّة التي أقصدها هنا هي قابليّة تلك الوعود الواردة في البيان الانتخابيّ للتطبيق العمليّ. بهذا المعني فإنّ قوّة البيان الانتخابيّ ليست في قوّة لغته ولا في جماليّات الصياغة، ولا حتى في شاعريّة البيان، وإنّما تكمن في درجة صدقيّته وواقعيّته واقترابه من هموم الشارع وتطلعاته.
وفي السياق ذاته أشار امين سر جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين الكاتب المعتصم بالله الهامي التميمي
انه لا يمكن ان تشكل الصورة انطباع لدى الناخب عن فكر وقدرات المرشح ، وبالتالي لا يمكن ان يصل للناخب ان هذا المرشح قادر او غير قادر ، او لديه افكار للتغير او حتى مرجعيته الاكاديمية المناسبه ، وبالتالي لا تحقق الصور اي غاية تساعد الناخب ليقرر من المناسب للمرحلة القادمة، والمضحك في موضوع الصور ان عدد من المرشحين يخوض التجربة ضمن كتلة ولكن بالصور يختصرها لوحده مما يدل ان ليس هناك اي اهتمام في موضوع باقي اعضاء الكتلة ،كما ان الحملات الإعلانية الحالية لا تتجاوز ان يعلم الناخب ان هذا المرشح يخوض الانتخابات وكثيرا” ما تكون ضعيفة لكونها تعتمد فقط على صورة المرشح دون برنامجه او فكره .
وأضاف التميمي ان البرنامج الانتخابي بالاساس يجب ان يكون واقعيا” ومن خلال مركز المرشح وفي حال نجاحه قادر على تحقيقه ، ويجب ان يكون بلغة قوية وسهلة تصل للجميع دون طرح شعارات ليس له القدرة على تحقيقها او حتى له دور في اتخاذ قرار بها ، كما ان العشائرية تلعب دور كبير في تسويق المرشح لانها تم بنائها على المرشح مين وابن مين فقط وخاصة في الاحاديث والحوارات في المنطقة الموجود بها المرشح ، وفي سؤال وجهه له عن غايتة للترشح لأحد المجالس الإنتخابية القادمة اجاب بأنه لا يفكر ابدا” بالترشح في ضوء قانون الانتخابات الحالي مهما كانت الظروف ، وان حدث سوف احاول ان اصل لعقل الفئة المستهدفة بالبرامج الواقعية البعيدة عن لون ما ارتدي ونوع ساعتي وطبيعة الخلفية في صوري .
وتابعت الصحافية والكاتبة المختصة في المصالحة والسلم المجتمعي الأستاذة رلى السماعين
أن المرحلة التي نعيشها سابقة في التاريخ البشري. هناك الثورة والسيطرة التكنولوجية الكبيرة التي هي سريعة الحركة والتطور، وبالمقابل هناك رهبة في التعامل معها من الغالبية، واستسلام من البعض. ومع هذا التطور وجب عَلِينا أن نطور ادوات التواصل مع بَعضُنَا البعض وخاصة وأننا في مرحلة نحاول جاهدين أن نحمي أنفسنا من فايروس كورونا المستجد حيث يمنع التجمعات واللقاءات كبيرة العدد، وحيث التباعد ضرورة مُلحّة. لذا يبقى استخدام التكنولوجيا، والمواقع الافتراضية بالاضافة إلى اللقاءات التلفزيونية هي من أفضل الوسائل الان لكل مرشح بأن يتواصل مع القاعدة الانتخابية وعرض خططه وتوقعاته المستقبلية لخدمة الصالح العام .
اللوحات الانتخابية المنتشرة على الارصفة والشوارع في العاصمة والمحافظات هي وسيلة جيدة لمعرفة أسماء المرشحين، ولكن الصور مع ابتسامة أو دونها، ليست كافية لاقناع المواطن بانتخاب المرشح أو العدول عنه لاخر. حبذا لو يقوم كل من المرشحين بتصغير صورته لاعطاء مساحة يعرض فيها العناوين الرئيسة لحملته الانتخابية، كي نتمكن من التعرف على وجهه، وعلى فكره ولكي يشجع المواطن متابعته على صفحته الخاصة وسماع آراءه. ولكن المشكلة تبقى في العنواين نفسها كوننا نرى بعضها البراقة والمنمقة لغوياً، ولكنها فارغة المضمون ومستحيلة التطبيق .
كما ان الوعي العام عند المواطنين في تزايد مع إنتشار المعرفة الرقمية. وللاجابة عن سؤالك اذا كصحافية أستطيع أن أحدد ان كان البيان الإنتخابي للمرشح قوي ام ضعيف: نعم أستطيع كما يستطيع غيري تمييز عناوين الحملة الانتخابية وحتى شروحات عن البرنامج الانتخابي إذا كان مجرد طُعم لكسب الصوت، أو جهد عقلي قابل للتطبيق والتنفيذ على أرض الواقع. الانتخابات باتت معركة، وليست هناك معركة نظيفة. نرى مقاطع فيديوهات ينتشر عن مرشحين في تجمعات خاصة بهدف التشويه. أصبح البعض يستخدم الخاص للتأثير على العام. بالرغم من ذلك يبقى تاريخ المرشح وقوة الكتلة وقوة البرنامج الانتخابي وقابليته للتطبيق هو الفاصل .
بالإضافة الى ان العشائرية قوة لها وزنها وهي أساس متين بنيت عليه الدولة الاردنية الهاشمية. يبقى عَلِينا الان أن نرجع للعشيرة مكانتها الحقيقة وقوة وجودها المجتمعي للصالح العام. في الانتخابات، يعتمد المرشح عادةً على أهله وعزوته قبل الغريب. وهنا يأتي دور العشيرة في دعم من هم مشهود لهم في العمل المجتمعي ومن هو مؤهل ومستحق بأن يمثل العشيرة والمنطقة .
أما بالنسبة لفلسطين، فجميعنا نتبع نهج الهاشميين في الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، ففلسطين تبقى هم كل أردني، ولم أرى مرشح تناسى ذكر فلسطين والدفاع عنها بعد وصوله للبرلمان .
و يرى الدكتور فرحان عليمات وهو أكاديمي في جامعة اليرموك قسم العلاقات العامة والإعلان
ان انتخابات مجلس النواب التاسع عشر تأتي في ظروف استثنائية غير عادية بسبب جائحة كورونا وبالتالي فإن الحملات الإعلانية الوجاهية او على مواقع التواصل الاجتماعي تتاثر بدرجة كبيرة بمعرفة واطلاع الناخب على برنامج المرشح الانتخابي ، كما أن وسائل اتصال المرشح تتاثر وتتغير حسب نوعية وطبيعة مجتمع الناخبين، ف التجمعات التي يطغى عليها الجانب العشائري تحتاج لاتصال وجاهي، يتطلب لقاء المرشح مع الناخبين، سواء عن طريق الندوات والاجتماعات العامة او اللقاءات المنزلية، في حين أن المجتمعات الانتخابية غير العشائرية تبدو الحملات الإعلامية سواء عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أو الحملات الإعلانية غير الوجاهية ذات جدوى اكثر من اللقاءات المباشرة .
وزاد عليمات ان الحملات الدعائية في هذا الموسم الانتخابي الانتخابي الاستثنائي تعتمد بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي اولا بسبب الحظر، وثانيا لأنها مجانية، وثالثا لان الاردنيين يعتمدون كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك، لكن يبقى التأثير مرهون بمدى قناعة الناخب الأردني بالمشاركة السياسية، و قبوله لقانون الانتخاب الحالي، ومدى نزاهة وشفافية الانتخابات، ولعل المشاركة الانتخابية في هذا الموسم ستكون الاقل في تاريخ الاردن، وهذا يدل على ضعف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على الناخبين وتعزيز مشاركتهم الانتخابية .
وشدد الصحفي الأستاذ علاء الذيب
على انه يجب ان يكون المرشح متحاور ويحاور الناخب ويطلعه على البرامج التي لدية كما انه عليه ان يحاوره بجميع النقاط الموجوده في بيانه الإنتخابي ويحاوره بها ، وما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي هو نبذه تعريفيه لا أكثر لان العمق الداخلي يكمن في اللقاءات الحوارات والنقاشات والمؤتمرات الندوات للتعريف عن المرشحين بشكل عام وذلك من اجل ان يكون هنالك سؤال وجواب موجه من قبل الناخب للمرشح بالاضافة الى وجود ادراك كامل من قبل الناخب للمرشح وتفهم هذا المرشح والوصول الى النواه الحقيقية الي عقلة وفكره وما الذي يريد تنفيذه في حال وصوله الى قبة البرلمان .
وذكر الذيب على ان الحملات الإعلانية الموجوده على منصات التواصل الإجتماعي ليست ضعيفة جدا وليست بالحجم المطلوب وذلك بسبب التخوف الموجود لدى المرشحين بإلغاء الإنتخابات او حتى يتم تأجيلها ذلك الحملات مقتصرا نوعا ما او متوسطه لهذا السبب ، كما ان قوة البيان الإنتخابي من الممكن تحديده عن طريق المطالب التي يتم وضعها وذلك ان كانت تشريعيه او قانونية كما هو المنصوب عليه انه يمكن دورة مجلس النواب بأن يكون رقابي تشريعي وهذا يعتبر بأن المرشح قوي ولديه اهداف يسعى اليها ولكن اذا كانت مطالبة انشاء شوارع ومراكز صحيه وتوظيف وغيرها يمكن الحكم عليه بأنه يحمل بيان انتخابي ضعيف .
وتابع الذيب ان مسألة الإنتخابات تعتمد على التحالفات ومن ثم قوة البرامج الإنتخابية وخصوصا ان الأنتخابات النيابية تعتمد على نظام القوائم والبرامج التي تحدد قوة ونجاح هذا التحالف ام ضعفهم وخسارتهم في انتخابات المجلس النيابي التاسع عشر .
وأكد الدكتور قاسم العمرو وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة البتراء الخاصه
على ان الحملات الاعلانية التي يقوم بها المرشحين والذي يمارسونها عن طريق صور من غير برامج والتي تنشر في مختلف شوارع المملكة ، بالاضافة الى اعتمادهم على مساحات واسعه من منصات التواصل الإجتماعي وهي غير كافيه لإطلاع الناخب على اراء المرشحين وخصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبه التي يعيشها العالم بشكل عام والأردن بشكل خاص جراء وباء كورونا والتي تمنع اجراء افضل طريقة لتقييم المرشح وهي التواصل المباشر من خلال المحاضرات واللقاءات حيث يكون الإنسان اكثر قدرة على تقييم المرشح ، كما ان الحملات الاعلامية التي يقوم بها المرشح هي حملات ضعيفه ولا تؤدي بالغرض وغير كافية لخلق قناعة لدى الناخب للتوجه نحو هذا المرشح او غيره .
وزاد العمرو ان مسألة الانتخابات ومسألة المرشحين تعتمد وبشكل كبير على القواعد التي ينطلقو منها المرشحين وهي التحالفات والى حد ما اعتمادهم على اعوانهم عن التواصل مع فئات اجتماعيه معينه تمكنهم من جمع الأصوات و حصولهم على المقعد في المجلس النيابي التاسع عشر وتحت قبة البرلمان .
وهذه هي سيناريوهات المجلس النيابي في كل دورة انتخابية ، تبدأ بالبيان الإنتخابي و الوعود وتنتهي دون أي شيء ، لم يعد يهم المواطن اذا كان هنالك انتخابات لمجلس نيابي سابع عشر او ثامن عشر او تاسع عشر بل همه وجود وجوه جديده تحت قبة البرلمان تدافع عنه وعن حقوقه ولو بقليل وتحقق مطالبة حتى وان كانت ليست بأكملها ، اصبح المواطن ينتظر الجلسة التي ستحتوي على كلمة ” مواطن ” او حتى ” شعب اردني ” وذلك بسبب المعارك المستمره والتي تحدث تحت قبة البرلمان ، ليس من المهم اجراء انتخابات نيابية فحسب بل من المهم ان يكون هنالك مطالب حقيقية وان يكون هنالك وجوه جديده تحارب الفساد وتطلب العدالة المجتمعية والمساواه في جميع مجالات الحياة ، الرقم ليس هو المهم بس الوجوه والطالب هي الأهم حققوا مطالب الشعب ولو بقليل وتأكدوا انكم ستمنحوا لقب ” مجلس الشعب ” مرة اخرى بعد انقطاع طويل للغاية .