وطنا اليوم – دأبت أمانة عمان الكبرى وبالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية / سلاح المدفعية ودائرة الآثار العامة كل عام في رمضان، على إطلاق مدفع رمضان من جبل القلعة بالتزامن مع آذان المغرب إيذانا بموعد الإفطار .
وتعود قصة أول طلقة لمدفع الإفطار بالعالم الإسلامي إلى أكثر من 560 عاما بمدينة القاهرة المصرية.
ففي إحدى أيام شهر رمضان الموافق لعام865 هـ/1460م، وقبل موعد الغروب واقتراب وقت الإفطار كان السلطان المملوكي الظاهر أبو سعيد خُشقدم، السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين دولة المماليك، يُجرب أحد المدافع التي بدأ المماليك في التسلح بها درءا لأطماع القوى الخارجية وعلى رأسها الدولة العثمانية، فدوت في سماء القاهرة طلقة المدفع، فظن سكان القاهرة أن هذا إيذانا لهم بالإفطار فأفطروا.
وفى اليوم التالى توجه مشايخ الحارات إلى بيت القاضي، ليشكروا له وللسلطان هذا التقليد الجديد، فلما عرف القاضي بالحكاية، أُعجب بذلك أيما إعجاب ، وأحبر السلطان بذلك، فأمر بإطلاق المدفع لدى غروب شمس كل يوم من رمضان.
وذكرت رواية أخرى، إن بعض الجنود فى عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الشعب أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأصدرت فرمانًا باستخدام المدفع عند الإفطار والإمساك وكذلك في الأعياد الرسمية، ومن هنا ارتبط اسمها باسم المدفع فأصبح اسمه “مدفع الحاجة فاطمة”.
وأما الرواية الثالثة، تفيد بأن إطلاق مدفع رمضان يعود لعهد حكم محمد على باشا، حيث أراد تجربة أحد المدافع التى وصلت من ألمانيا، وتصادف ذلك فى وقت المغرب بأول أيام رمضان، فظن الشعب أن الحكومة أرادت تنبيههم بموعد الإفطار، مما نال استحسانهم وبدأو يتحدثون عن المدفع، مما دفع محمد على لاستمرار التجربة طوال الشهر.
انتشرت فكرة مدفع رمضان بين الدول العربية، فبدأت تنتشر في الشام ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، ثم انتلقت إلى دول الخليج وكذلك اليمن والسودان و دول غرب أفريقيا ودول شرق أسيا .