مائة عام والهاشميون ملوك الإراده

12 أبريل 2021
مائة عام والهاشميون ملوك الإراده

🖋️🖋️🖋️
الشيخ /حمود بن رشيد المجلاد

عرف التاريخ للهاشميون مكانا فريدا متميزا قلما يوجد له مثيل
هم حكام الاراده لا القوه ولم يذكر في تاريخ تربعهم على العروش الملكيه انهم اغتصبوا ملكا لآحد او انهم حكموا شعوبا بالقوه ولذلك لم تسل قطرة دم عربيه عند استلامهم مقاليد الحكم حيث يجدون قبولا شعبيا أينما اتجهت مراكبهم للحكم ولا غرابة في ذلك فهم البيت الهاشمي الأصيل الذي يحضى باحترام كل العرب وكيف
لا يكون كذلك وقد خرج منه نور الهدى ورسول الامه محمد صلى الله عليه وسلم ذلك النبي الأمي الذي بعث برسالة السلام والاسلام ومحبة الإنسان للإنسان
لقد تغذت اخلاقهم بأخلاق البيت الهاشمي الذي عرف بمكارم الأخلاق قبل الإسلام وبعده فالعرب لهم من المكارم ما أقره الإسلام ولم ينكره فهاهو ابو جهل عمرو ابن هشام يرد على سادات العرب اللذين تآمروا على قتل النبي حيث لاموه لماذا لا تكسر الباب وتقتل محمد قائلا اتربدون ان يقول العرب ان عمرو بن هشام روع بنات محمد
انها الأخلاق التي تحكم السلوكيات وتنقاد لها الجوارح احتراما وامتثالا وتضرب لنا مثلا ضاربا في ابجديات السلطه والتي في هذا الزمن تروع البنات والأمهات وحتى الأطفال الرضع وتقهر وتحبس الدماء بالأورده لأقل الأسباب والدوافع فهل ضاعت الأخلاق من بعض نماذج الحكم العربي مع تيار السباق صوب نماذج السلطه للغرب والشرق
لله در التسامح الذي هو فقط ما يجلب الرضا والمحبه والندم على الأخطاء ان وجدت
لقد بلغت أعماق جذور التسامح في الحكم الهاشمي ما لا حد له ولقد نجح هذا النهج في استمرار الشعور المسئول محبة ورضا في استتباب الأمن والأمان وبالتالي الاستقرار الذي ينشده قادة المراكب والمواكب نحو مجتمع يعمل بإخلاص ولا يقبل الإتصاف بصفات الغدر والمؤامره مهما بلغت به الأحوال
ان بيت الحكم الهاشمي يستمد قبوله ومهام قيادته من الاراده الشعبيه والرضا القائم على قناعة المحكوم بحسن خلق الحاكم
أليس ذلك نموذجا فريدا في الاداره يستحق الاهتمام وان يكون مرجعا ناجحا غنيا بالتفاصيل التي تستند لثقافتنا العربيه والنهج المحمدي الواجب الاستناد اليه والذي يفضي إلى قيادة الشعوب نحو آفاق المستقبل بأمان لينتهي معه هاجس انعدام الثقه في الشعب المكون الأساسي لوجود الدوله وعماد قوتها وهيبتها والذي له الحق في العيش آمنا على أرضه مستقرا في بيئه تتوفر بها مقومات النجاح
مئة عام يا أردن تحت ظل الرايه الهاشميه التي يلتحف بظلالها كل العرب وبإذن الله تتلوها مئات وإلى ان يرث الله الأرض بمن عليها والقلب الهاشمي ينبض بجسد الامه ومشاعره تخفق حبا للجميع شعاره هذا أخي وهذا ابن أخي وبهذا النهج والسلوك الرحيم يأبى الوطن تمزقا وتأبى الأوطان تنكرا لكل ذي خلق عظيم.