رسالة الى السادة نواب التاسع عشر

26 أكتوبر 2020
رسالة الى السادة نواب التاسع عشر

نضال العضايلة 

اصحاب المعالي والعطوفة والسعادة النواب الاكارم

أصافحكم بالكلمة الجامعة، وقد ضاق الزمن للقاء طويل، النيابة وكالة، والمهمّة رسالة، وبين أمانة تلك وقدسيّة هذه ما قدّر الله من موجبات وعهود،ىأما بياناتكم الانتخابية، فمن بعض خطوطها العريضة لم تأتي على تحسّس الناخب لشؤونه، رغم ادراككم أنّ الوكالة عقد يمكن الرجوع عنه، وأن العمل السياسي، وقد صُنف في أعلى المراتب، ركائزه الشرف، ومناصرة الحقّ، والتطلّع الدائم إلى ما يجب أن يكون، وحشد النفوس بالأحلام الكبيرة، لينهض الوطن إلى أسمى من حاجاته.

اطالبكم بان تفتحوا مكاتبكم لكل اردني بدون تفضيل عماني على كركي او اربدي على معاني او مفرقي على سلطي، اطالبك بان لا تغلق هاتفك، واطالبك ان تمتنع عن الحصول على بدلات السفر وتحويلها لمن يستحقها، فانتم لستم الا خدم جاء بكم الاردنيون من اجل ان تخدموهم لا ان تتكبروا عليهم، وفي هذا المقام اطالبكم بانشاء صندوق يسمى صندوق القبة، يقتطع من رواتبكم نسبة 25% لتوضع في هذا الصندوق الذي يجب ان يوجه الى الفقراء والعاطلين عن العمل.

اطالبكم ان تتقوا الله في قواعدكم االانتخابية، وان لا يكون التواصل والخدمة مرتبطة بفلان صوت لي وعلان لم يصوت لي فانت لا تعلمحقيقة من صوت لك او لم يصوت، لذلك كن مع الله والناس ولا تدع النيابة تفقدك احترامك بين الناس،وتأكد ان السنة الناس مثل السنة النار تأكلك اينما ذهبت، واتعظ من المجلس السابق وكيف خرجنوابه وهم مطأطيي الرؤوس فقد خذلوا شعباً باكمله.

اطالبكم بان لا تخونوا الثقة، محصوا الوزارات والموازنات، ابعثوا في الارض من يتحدث عنكم بكلمة طيبة وانتم تجلسون على مقاعد وثيرة، وليكن شعاركم الوطن والمواطن، فالحكومات زائلة، وانتم ايضاً زائلون، كونوا كما ارادكم من اجلسكم على تلك المقاعد.

آن الاوان ان تعلموا انكم نواب وطن ولستم نواب خدمات، جئتم من اجل 12 محافظة وليس من اجل 12 فرد، وعليكم ان تعلموا ان النيابة امانه فلا تكونوا جهولين.

تصور يا رعاك الله كيف يخاطبك مواطن عادي فيقول لك – لما تعاهدنا أن نكون معاً، ونعمل معا” لمصلحة البلد، وأن نحارب الفساد والمفسدين، بقدر ما نستطيع، ونخدم مملكتنا الحبيبة، أنا كنت صادقا” معك، لكنك خنت العهد والوعد وكذبت -.

اما غير ذلك من تنقل بين القوائم وتغيير القناعات السياسية لأكثر من مرة وعدم الالتزام بالحضور الى جلسات البرلمان والانقطاع تماماً عن الناخبين والبحث عن المناصب والامتيازات والانصات الى مصالحك الشخصي اكثر من الوطنية، فانه سيضر بسمعة عموم النواب اولا، ومن كل التوجهات. ويعطل عمل البرلمان ثانيا، ويسيء الى النظام السياسي ثالثا، ويعيد تجربة الدورات البرلمانية السابقة التي اقترنت بالفشل رابعا، ويثير مشاعر الاستياء والغضب الشعبي خامسا، ضد النواب والبرلمان والاحزاب على حد سواء.

لا تجبرونا ان نسالكم اين أنتم، فاذا سالناكم فذلك  لأنكم لا تعلمون ما يجري للشعب الذي انتخبكم ووكلكم لكي تكونوا المدافعين عن مصالحه، ولا تحسون بما يعانيه وأنكم  في عالم غير الذي يعيشه.

سيدي رسالتي هذه ليس لها أي خلفية، فقط أردت من خلالها  أن أذكّرك بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقك، ولا تنسى سيدي أن مدة المجلس مهما طالت لن تدوم  ولكل بداية نهاية، سيدي أختم رسالتي هذه بأسمى عبارات الود والاحترام، لأنه مهما يكن، فسنظل أبناء وطن واحد ألا وهو الاردن، وفقكم الله لما فيه الخير للوطن وللعباد والله المستعان والسلام عليكم.

قسمة أؤكد أنها عادلة: حقوق لنا وواجبات عليك، وحسبنا أن تغنى بثقتنا عن كل ثراء.