من المسؤول عن تعيين رؤساء الجامعات!؟

4 أبريل 2021
من المسؤول عن تعيين رؤساء الجامعات!؟

د.خليل الرفوع
يتعرض التعليم الجامعي في السنوات الأخيرة إلى موجات عاصفة من النقد والتجريح والأحكام القاسية ، ولم نلحظ نقدا موضوعيا يبحث في الأسباب التي تسيء لسمعة التعليم،  وأولها أن اختيار رؤساء الجامعات يكون من رئيس الوزراء  المفترض أنه صاحب الولاية العامة ، فهو من كان يختارهم مباشرة ، ثم أصبح يختارُ أحدَهم  من ثلاثة أسماء بعد تزكية من مجلس التعليم العالي ، وهؤلاء هم أيضا يُخْتارُون كذلك من الرئيس نفسه بلا حسيب أو رقيب ، وما زالت الأسس التي تعتمد لاختيار قيادات التعليم الجامعي سرًا من أسرار رؤساء الوزارات قدس الله إسرارهم وأسرارهم ، وكم من دكتور قد تسلم منصبا قياديا بعد ترقيته بأيام إلى أستاذ دكتور اعتمادا على توصية ذوي القربى أو بموروث عائلي أو نفاق معلوم ، ولم ينجُ من تلكم السبل إلا قليلٌ ، فإن كان من محاسبةٍ رشيدة فينبغي أن  تكون لرئيس الوزراء من قبلُ ومن بعدُ، وقد يقال إنه لم ولن يُحَاسَب على اختيار مكشوف لوزير فاشل مثلا ، فكيف يحاسب على اختار رئيس جامعة لا يراقبه مسؤول أعلى ، ولا يخضع لسؤال أو استحواب أو شيء من متابعة في ظل بيات نيابي دائم.
طرائق اختيار رؤساء الجامعات تخضع لمزاجية تتحكم بها الواسطة وهي ذات المزاجية التي يُخْتَار فيها الوزراء ، وكل جامعة بعدئذٍ وحظها من الاختيار ، نعم هناك جامعات نجح فيها رؤساؤها والأمثلة ظاهرة مرئية، لكن هناك أخر توشك أن تقول وهي تتألم دعوني بلا رياسة أو رئاسة أو إدارة ،وكذلك الأمر باختيار نواب الرئيس ومستشاريه، وينسحب ذلكم على التعيين والابتعاث وإنهاء العقود ( للأسف من أمه الخبازة لا تخف عليه) ، وحينئذ يَعْرِفُ أمينُ أحد الأحزاب حينما يسأل، لماذا التعليم الجامعي يتردى كل يوم إلى درجة متدنية، وما أدراك ما تلك المتدنية .
أنقذوا جامعتنا من الوساطة، أنقذوها من العشائرية  ومن الفوقية والنرجسية والشللية  ، ضعوا قوانين لاختيار الرؤساء ونواب الرئيس والعمداء ، إن الذين يعرفون الناجحين من الفاشلين منهم ليس رئيس الوزراء غير المنتخب شعبيا ، ولا وزير التعليم المكتبي الذي يٌجَاءُ به للأسباب ذاتها ولا أية جهة أخرى،  من يعرفهم حقيقة هم أساتذة الجامعة الذين لا يرضون أو يسخطون إنْ هم لم يُعْطَوا من متاع منصبي زائل ،ولم يريقوا ماء وجوههم أو مداد بحوثهم أو كرامة أخلاقهم على نفاق متكرش لا يليق بمن يعلم الخلق والعلم معا.
وإنا لنعجب كيف يرضى قادة التعليم العالي أن يلوذوا بالعشائرية ، ويعلنون أصالة عن أنفسهم غضبهم باسمها ، ولا ندري لماذا يريدون إرجاع الأحكام إلى مزاجيتهم بدلا من حكم القضاء،  وحينئذ نعلم أي عقلية تلك التي كانت وما زالت تدير صروحا علمية وفي أكثرها كليات حقوق ومستشارون قانونيون وعقول علمية وأهل رأي وخبرة ، كتبنا من قبلُ أن آلية اختيار مجلس التعليم العالي ورؤساء الجامعات ونوابهم في أغلبها مزاجية فوضوية توجهها الواسطة حتى بعيدا عن التفرس في وجوه الرجال، دون رجوع إلى حق بعد التمادي في آبار الباطل ، وتسألون من بعدُ، لماذا يتردى التعليم العالي!!.