هكذا تحدث أهالي حي البستان بالقدس عن صنوف التهديد والهدم

3 أبريل 2021
هكذا تحدث أهالي حي البستان بالقدس عن صنوف التهديد والهدم

وطنا اليوم – يجلس المقدسي أبو يوسف الرشق (٥١ عاما) في ساحة منزله داخل حي البستان في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك؛ فلم يرهقه مرضه بقدر ما أرهقته بلدية الاحتلال وهي تلاحق سكان الحي بأوامر الهدم والمخالفات والغرامات المالية.

ملف حي البستان عاد للواجهة من جديد بعد أن أعلنت بلدية الاحتلال مؤخرا أنها أوقفت تجميد أوامر الهدم لمنازله المئة؛ والتي تنوي هدمها جميعا لإقامة حدائق توراتية للمستوطنين على أنقاضها.
لم يجد الرشق سوى الجلوس أمام قاعة محكمة الاحتلال هو وعائلته في أحد الأيام؛ للتعبير عن رفضهم لأوامر الهدم التي سُلمت لمنزلهم والتي تفوق الخمسة إخطارات، فلا مكان يذهبون إليه إن تم هدم المنزل حسب تهديدات الاحتلال المستمرة.

ويقول لـ”عربي21″ إن منزله مشيد منذ ١٣ عاما بمساحة ٨٠ مترا مربعا، وعلى قطعة أرض ورثها من جده مساحتها ١٤٥ مترا مربعا، حيث كان يسكن في حارة السعدية بالبلدة القديمة؛ وقرر التوسع في هذا المنزل بحي البستان كي يعيش مع عائلته المكونة من تسعة أفراد، خاصة في ظل تضييق الاحتلال على أهالي البلدة وسرقة منازلها لصالح المستوطنين.

ولم يكد ينتهي أبو يوسف من بناء منزله حتى سلمته بلدية الاحتلال قرارا بالهدم مع مجموعة من منازل حي البستان، وبعد جلسات طويلة في المحاكم أجبر على دفع غرامات مالية مختلفة يصل مجموعها إلى ٦٠ ألف شيكل (١٨ ألف دولار)، وبعد سنوات اضطر إلى بناء غرفة إضافية لأحد أبنائه ولكن أجبره الاحتلال على هدمها.

وأوضح أنه منذ بناء منزله لم يمر عام إلا وتعرض خلاله لإخطار أو مخالفة؛ حتى إنه قام بنصب مظلة تحمي الأطفال من الشمس خلال اللعب فقام الاحتلال بإجباره على هدمها.

ولكن كل ذلك لم يؤثر على قرار الرشق بالبقاء في منزله وحيه؛ فهو واحد من عشرات المقدسيين الذين أصدر الاحتلال قرارا بهدم منازلهم في حي البستان، ما يجعل القلق يغزو حياتهم باستمرار خشية تنفيذ أوامر الهدم.

وأضاف: “نعيش القلق والخوف كل يوم؛ خاصة في ظل غياب الإعلام عن قضيتنا وتجاهل الدول العربية لمعاناتنا، فنحن نعيش في كابوس يومي ولا ندري متى يقتحمون منازلنا لهدمها”.

شبح الهدم ليس وحده الذي ينغص حياة الأهالي في حي البستان؛ حيث ينفذ الاحتلال سلسلة إجراءات لإجبار أهاليه على الرحيل منه، مثل انعدام الخدمات والبنية التحتية وتعمد رفض ترخيص المنازل أو إيجاد مخطط هيكلي محدد للسماح للمواطنين بالبناء، كما أنه يخلو من وجود أي ساحات أو ملاعب أو أماكن ترفيهية للأطفال، بينما تغرق منازله بالمياه في فصل الشتاء بسبب منع الأهالي من ترميمها.

عربي 21