غياب العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية

30 مارس 2021
غياب العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية

سلمان الحنيفات

العلاقات العامة لها أهمية كبيرة نظرا لأنها تكون الصورة الصحيحة لأي مؤسسة كانت فعند اتصالها بالإدارة العليا مباشرة تستطيع إنجاز المهام الموكلة إليها أسرع وأفضل ومعالجة كل الصعوبات التي قد تواجة تنفيذ العمل كما تمثل العلاقات العامة أهمية كبرى في كل حكومة ولكل مؤسسة عامة أو خاصة كونها وسيلة ربطها بجماهيرها التي ازداد وعيها الثقافي وارتفعت توقعاتها وتطلعاتها وآمالها في أن يتوفر لها العيش الكريم المناسب بواسطة المؤسسات الخادمة لها في القطاعين العام والخاص فمهمة العلاقات العامة إيجاد الترابط الوثيق بين المصلحة التابعة لها والمتعاملين معها من المصالح الأخرى والجمهورفما هي إلا مجال من مجالات الخدمة الإنسانية والعلاقات العامة تختلف في مفاهيمها وفي تطبيقاتها تبعا للشخص الموجود على قمة الهرم الوظيفي وهي بذلك تتشكل حسب المفاهيم الخاصة والشخصية لذلك المسؤول فالمدير الواعي الفاهم لمسؤولياته جيدا والعارف بأهمية العلاقات العامة وأهميتها وحقيقة دورها بلا شك غير المدير الذي لا يعرف عن العلاقات العامة سوى جزئية بسيطة جدا تنحصر غالبا في الأعمال ذات العلاقة بالضيوف والزائرين وهذه الجزئية وان كانت ذات أهمية إلا أنها تمثل جزئية بسيطة في الإطار العام لمفهوم العلاقات العامة ومن هنا فان بعض المدراء يولون العلاقات العامة اهتماما خاصا ويستشيرونها في مختلف القرارات التي يصدرونها انطلاقا من مفهومهم لدور العلاقات العامة في التعرف على آراء الجماهير واتجاهاتها، في حين نجد في الطرف الآخر نوعية أخرى من المدراء يختصر دور العلاقات العامة إلى مجرد استقبال الضيوف وإعداد برامجهم.

مع التطور الذي شهدته الدول واتساع مجالتها على كافة الصعد والذي شمل أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والكثير من القطاعات ومؤسسات خدمية وبرامج إجتماعية وزياده في عدد الوزارات والمؤسسات وتضاعف في أعداد العاملين فيها مما استدعى ضرورة الاهتمام ببناء علاقات جيدة مع الجماهير وذلك بإنشاء اقسام متخصصة في العلاقات العامة لكي تنظم العلاقات وتبني جسور من الثقة بين الأجهزة الحكومية وجماهيرها.

هذه الاقسام تعمل على إيجاد قنوات اتصالية عديدة تربط الحكومة بالمواطنين فالحكومة بالمفهوم الحديث أضحت مسألة إدارية معقدة نتيجة تداخل أدوارها المتعددة التي تحتاج بالضرورة لشرح وتفسير وتوضيح حتى تستطيع أن تبقى على صلة مباشرة بالمواطنين والإدارة الحكومية المؤثرة تنمو وتزدهر من خلال قربها من المواطن ومشاكله.

لذلك إذا لم تكن إدارة العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة على مستوى علمي عال من الخبرة والكفاءة فلا شك أن علاقاتها مع جمهورها الداخلي والخارجي سوف تتأثر بذلك وقد يحدث أن تواجه المؤسسة بمواقف سيئة وصعبة تحتاج إلى القدرة واللباقة والحكمة في معالجتها حتى لا يظهر أي رأي مضاد أو كراهية للمنشأة ومنتجاتها وبخاصة في مجالات المنافسة والتي يسعى فيها المتنافسون إلى إطلاق الشائعات والتشويش ضد المنشآت الأخرى وهنا تبرز أهمية العلاقات العامة في مواجهة هذه الصعوبات.