نحن والتعليم الإلكتروني الى اين ؟!

26 مارس 2021
نحن والتعليم الإلكتروني الى اين ؟!

 رهف العلي

لا شك أن التطور العلمي والتكنولوجي المذهل والذي تحققَ في القرن العشرين قد أثّر بفاعليةٍ على أساليبِ الحياة في كافةِ المجتمعاتِ المعاصرة ، ومع بداية القرن الواحد والعشرون أصبحَ لزاماً على كافةِ المؤسسات ان تعملَ على توافقِ أنشطتها مع الحياةِ العصريةِ التي تتطلبها تكنولوجيا المعلومات.

ولذلكَ ومن هذا المنطلقِ أصبحت تكنولوجيا المعلومات بكافةِ أشكالها البديلَ الموجود لمواجهةِ التحديات العديدةِ التي نواجهنا في مؤسساتنا المختلفةِ لا سيما التعليمية منها.

إن من اهمِ تلكَ التحديات التي نواجهها في يومنا هذا ، جائحة كورونا وما رافقها من شللٍ كاملٍ في العديدِ من القطاعات ، والبحثُ عن البدائل لاستمراريةِ تلكَ القطاعات في ظلِ التهديدِ المستمرِ لتلكَ الجائحة ، وتكييف تلك البدائلَ والمتغيرات بما يتناسب مع مصالحِ المواطنِ والوطن .

منذ بدءِ جائحةِ كورونا الذي اجتاحت العالم بأكملهِ ، وما رافق ذلك من تحدياتٍ كبيرةٍ في القطاعِ التعليمي ، كان البديلُ هو التحول من التعليمِ في صورتهِ المعتادة (التعليم الوجاهي) إلى صورةٍ لم يعتد عليها الغالبية العظمى ممن يعملونَ في القطاعِ التعليمي – من طلبةٍ ومعلمين وكوادر تعليمية – الى التعليمِ عن بعد او ما يسمى بالتعليمِ الإلكتروني(E-learning)

وقد سلكت معظم الدول ومنها الاردن هذا المسلك بعدما أصبحَ نظامُ التعليم عن بعد ضرورةً حتميةً وملحة وواقعاً فرضته أزمة انتشارِ فيروس كورونا ، بعد ان اضطرت الجامعاتُ والكلياتُ والمدارسُ على إغلاقِ أبوابها لحمايةِ أعضاء هيئاتها التدريسية وكذلك الطلاب .

وامام تلكَ الضرورة الحتمية لاستخدامِ التعليم عن بعد ، أصبحَ ذاك أمراً واقعاً لا مفرَ منه ، وأصبحنا نمارسهُ في جميعِ جامعاتنا ومدارسنا وعلى كافةِ المستوياتِ التعليمية ، وبالرغم من حَداثةِ هذا النوعُ من التعليمِ – على الاقل في الاردن – بَرزت العديد من المعوقاتِ والمشاكلِ التي عصفت بالعمليةِ التعليميةِ برمتها ، حيث ان تلكَ المشاكلِ والمعوقاتِ شتّت الاهدافَ التي كنا نرجوها ونصبو اليها من التعليمِ عن بعد .

لعلَّ من اهمِ تلكَ المعوقات ، هي المشاكل التقنية على الشبكةِ العنكبوتيةِ وتغطيتها لجميعِ المناطق الجغرافية على امتدادِ الوطن الحبيب ، والتكلفة المالية التي تترتب على مستخدمي التعليم عن بعد ، عدم توفر الاجهزةِ الحاسوبيةِ الذكيةِ للطلابِ

وخاصة في ظلِ الظروفِ الإقتصادية التي نعيشها ، ولا ننسى في هذا المقام أهمية العملية التفاعلية فيما بين المدرس والطالب في انجاحِ العمليةِ التعليمية ، وإبراز إبداعات الطلبةِ المختلفة التي لا يمكن إظهارها إلا من خلالِ التعليمِ الوجاهي التفاعلي .

إنّ ما شهدناه ونشهدهُ في القطاعِ التعليمي يجعلنا نقول بكلِ جديةٍ وصدق إنَ الأنظمةَ التعليمية في مختلفِ دولِ العالم بحاجةٍ لجهودٍ كبيرة لإيجادِ العديد من الطرائقِ ، والإستراتيجياتِ الحديثة التي تضمن تفاعل للطلبةِ مع المدرسين ، فربما يستمرُ نظامُ التعليمِ عن بعدِ كنظامٍ تعليمي موازٍ لنظامِ التعليمِ الوجاهي المعتاد لنا جميعاً.

ولا ننسى دورَ المؤسساتِ الوطنيةِ الحكوميةِ الإيجابي ، كوزارةِ التربيةِ والتعليم من خلالِ إنشاءِ قنوات فضائية للتعليمِ عن بعد ، ووزارةِ التعليمِ العالي والبحثِ العالي في تقديمِ حزم إنترنت مجانية للطلبةِ على المقاعد الجامعية لديمومة العمليّة التعليميّة.

وختاماً أقول : علينا جميعاً التعاون التام وتعزيزُ الجهود ، والعمل بروحِ الفريقِ الواحد فيما بين كافة الجهات الحكومية من أجلِ الوصول لجيلٍ متميز مسلح بالعلمِ والمعرفةِ والتكنولوجيا ، جيلٌ قادرٌ على إستشرافِ المستقبلِ وريادتهُ بإقتدار.