الحِراكيون……هنا يوجد شعبٌ حيّ

24 مارس 2021
الحِراكيون……هنا يوجد شعبٌ حيّ

دعواتٌ تتوالى منذ أيام يرددها الحراك الشعبي الأردني،تترأَّسه ثُلَّةٌ من الحراكيين الذين يتجاهلون إلى ما إليه يسوقون الوطن،لِوقفات سلمية -كما يُجاهرون- اليوم 24 آذار.

هل بات 24 آذار ذكرى عطرة يُخلدها الحراكيون؟

لمْ نر منهم ذلك في يوم الكرامة الذي لم يمضِ عليه سوى أيام معدودة.

ثم لماذا في الوقت الذي ينادي فيه الشعب بِفَكِّ الحظر،يختار الحراك هذا التوقيت؟عليكم التفكير ملِيّاً قبل أن تخْطوا هكذا خطوة قد تكون سبباً في إعادتنا إلى المربع الأول.

حتماً سيكون هذا بدايةٌ لحظرٍ أكثر صعوبة على الشعب الذي متنفسه الوحيد هو الشارع،ويناشد الحكومة بإلغائه وتقليص ساعاته ، لا تكونوا السبب في حظره لمدة طويلة،ولا تجعلوه يترحم على هذا الحظر الذي نحن عليه اليوم.

ثم من يدعو منكم للتجمهر مع التباعد واتباع البرتوكول الصحي فهو يناقض نفسه بنفسه،حيث لا يوجد تجمهر دون تقارب،سِيّما وأنكم تدْعون للتجمهر عند دوار الداخلية،ومسجد فلان،ومبنى محافظة ما،أيُّ تباعدٍ وأيُّ التزامٍ بالبروتوكول الصحي تدَّعونه!! عند الوقوف على دوار وغيره.

يُصرِّحون بأنها سلمية،ووقفات للتعبير عن حرية الرأي،إذاً لماذا يُساهمون في خَلق الفوضى اليوم وهو كما صرحت الحكومة يوم صرف رواتب القطاع العام أي ستكون الشوارع مزدحمة ولا ينقصها الازدحام،والكل يريد التسوق واقتناء حاجياته الضرورية،وبما أنها سلمية لماذا لا يجعلونها كما طلبوا من كبارالسن!!!!بالمشاركة من خلال المنازل وتعليق اليافطات على الشبابيك والجدران،وهكذا يُحافظون على التباعد واجتناب التجمعات،ويساهمون في الحفاظ على الأنفس والأرواح والحدّ من انتشار الأوبئة والامراض مع يقين العلم أن كبار السن سيكونوا اللسان الناطق باسم الوطن،ومن منازلهم سيدعون الله بقلوب نظيفة أن ينتقم من كل عابث بأمْنِهِم وسَكينَتِهِم.

يُؤكدون على ان أفراد الأجهزة الامنية هم أخواننا وأهلينا،فهل يضمنون لنا أن لا يُقدِم مُغرضٌ-وهم كُثر-على تصرّفٍ أرعن يقلب السِّلمية إلى كارثية لا قَدَّر الله.

لقد تغنى مليكنا الراحل غفر الله له وأسكنه فسيح جنانه-الحسين بن طلال-بالاحتجاجات،وقال أنها تُعبر عن وجود شعب حي،ولكن الوضع الراهن اليوم لا يساعد على ذلك،فالتوقيت غير مناسب مع انتشار هذا الوباء القاتل-عافانا الله وإياكم منه-لأنها ستكون التعبير عن شعب حي ولكنه مُقدِمٌ على الانتحار.

إن كان الشعب بحاجة لشيء فهو بحاجة لعقلاء لا يسكبون الزيت على النار،يهتفون من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة،ونرى ونشاهد ما يكتبون،فلا حاجة لنا لسماع هتافاتهم في الشوارع والأزقة لن يكون هناك من جديد سوى اتساع رقعة انتشار الوباء وازدياد اعداد الإصابات،والتدافع وربما صِدام لا تُحمد عقباه،ليتهم يدَّخرون رأْبَ الصّدع بعده، ،فالوضع لا يحتمل المزيد؛لأن من يخشى على البلد ويدَّعي الولاء والانتماء،عليه المحافظة عليه والابتعاد عن إثارة المشاعر والعزف على الوتر الحساس.

نحن على يقينٍ تام أن الشارع الاردني ينادي بالالتفات له،ومراعاة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه،ويطالب بتأمين حياة كريمةٍ تحفظ له كرامته وديمومته،ولكنه أيضاً شعبٌ مُحِبٌّ لثرى الوطن،وعندما يرى أن الحراك سيؤدي إلى الفوضى العارمة والصدام مع الأجهزة الأمنية لن يكون في صفهم،فلا يُراهنوا عليه.

لن يفرحوا بِهَبَّةٍ شعبية وهناك عقلاء بيننا يرفعون أكُفَّهم في كل صلاة ويدعون الله في السر والعلانية أن يحمي البلد من الفِتن.

الشعب يريد الإصلاح….لكنه يعشق الوطن

الشعب مُنْهَكٌ لا محالة….لكنه يرفض الفِتَن

لا تزيدوا الطين بِلّة….الشعب سيغضب عليكم والزمن