الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
استبشرنا خيرا بالحكومة الحالية وعقدنا الآمال على قدرتها على تغيير الوضع الراهن، وتحسينه والتقليل من نسب البطالة بين الشباب، وتوفير فرص العمل لهم، وهذا الاستبشار مرتبط بشخصية الرئيس ومهنيته وجديته في التعامل مع الملفات الحساسة.
أدركنا وجود حمولة زائدة في التشكيلة الأولى والتي تمت محاولة تداركها في التعديل الأول ومن خلال الإلغاء والدمج.
تجارب ومخاض متنوعة مرت بها هذه الحكومة، والتي يمكن تفسيرها بسوء الحظ وبالإرث القديم والمتراكم من الفساد والمحسوبية، فالتعيينات سابقا في كثير من الوظائف الادارية المساندة كانت تتم بطرق بعيدة عن المهنية والكفاءة، وكان اهتمام النواب والمسؤولين في حينه منصب على إرضاء فئة محددة من المحسوبين عليهم، مما نتج عنه ولفترات متتالية، موظفين يفتقدون للمهنية في العمل وبسبب اركانهم على الواسطة وعدم الالتزام بالتعليمات والأنظمة، تولد لديهم شعور بأنهم أكبر من وظيفتهم، مما تسبب بعدم الإخلاص والانتماء للعمل، وتبعه محاولات مستمرة للتطور والقفز الوظيفي وعلى حساب أصحاب الخبرة والكفاءة.
ما حصل هنا وهناك وما قد يحصل لاحقا – لا سمح الله – كله بسبب الطريقة التي اتبعت في التعيين وهي المحاصصة و التنفيع على حساب الوطن والمواطن.
ندرك أيضا بأن هذه الحكومة بتركيبتها الحالية تتعرض للانتقاد المستمر بهدف إرباكها ومن ثم تغييرها، والنتيجة الجميع خسران، فكثرة التغيير والتبديل في شخوص الوزراء أثبت عدم فعاليته، فلابد من منح الحكومة الفرصة الكافية لتنفيذ استراتيجيتها ولتتمكن من إحداث التغيير، وهذا ينطبق على جميع الحكومات، وأقترح أن يعامل الوزير على الأقل معاملة رئيس الجامعة ومنحه أربع سنوات للعمل وإحداث الفرق، لأن كثرة التغيير وعدم الاستقرار يربك الحكومات ويعطل مسيرة العمل والعطاء.