وطنا اليوم – احتضن وثائق الفلسطينيين المقدسيين ومستندات الملكيات والأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة بين ذراعيه وسارع بها إلى عمّان، ليحمي حقوق أصحاب الأرض وملكياتهم لأراضيهم.
وبسيارته “فوكس فاغن” القديمة، خاض عبد الرزاق الرحاحلة وكان حينها مأمور تسوية أراضي القدس- معركة من نوع آخر مع الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع حرب عام 1967، وقد سجل انتصاره الخاص على قوات الاحتلال الإسرائيلي رغم نكسة القوات العربية في تلك الحرب.
بعد نشوب حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧، سارع الموظف الحكومي الأردني عبد الرزاق الرحاحلة لتجميع وثائق أراضي وعقارات مدينة القدس، وقام بإنقاذها من خلال نقلها بسيارته الخاصة إلى دائرة الأراضي في عمّان، والتي كانت مغلقة بسبب الحرب، فقام بالاحتفاظ بها في منزله الواقع في السلط.
ساهم تحرك الرحاحلة السريع والبطولي في إنقاذ وثائق تاريخية تثبت ملكية المقدسيين لمنازلهم ومستندات الأوقاف الإسلامية والمسيحية في المدينة، إذ قامت إسرائيل في اليوم التالي بقصف مكتب أراضي القدس واقتحامه لمصادرة ما تبقى من وثائق.
كان الأردن يخطط لتكريم الرحاحلة ضمن احتفالية مئوية الدولة الشهر المقبل، إلا أن الموت عاجله، فتوفي الأسبوع الماضي عن عمر ناهز ال٩٣ عاماً.