لماذا لانريد الشارع؟

18 مارس 2021
لماذا لانريد الشارع؟

د. ياسين رواشدة

احدثت كارثة مستشفى السلط هزة كبرى في المجتمع الاردني..كما ادت الى اهتمام الاعلام العربي والعالمي بشكل غير مسبوق.ورغم ان حوادث الوفيات المتعدده في دول متعددة في العالم بسبب وباء كوؤونا او حتى الاهمال الطبي في العديد من الدول اصبح خبرا مالوفا الا ان ما جرى في مستشفى السلط اخذ اكبر الاهتمام والنقد بل السخريه لان الامر لم يتعلق بنقص في الدواء او الامصال او نقص في الاجهزه بل بسبب عبث واهمال غير مسبوق بالتزويد بالاكسجين!!.

 ان هذه الفضيحه الوطنيه التي هزت المجتمع الاردني والعربي وابكت الاردنيين والاردنيات لم تهز الحكومه بالقدر الذي جعلها تتحمل المسؤليه السياسيه التامه وتستقيل.فيما اكتفى وزير الصحه بان استقال وخرج بماء الوجه.

لقد تطلع الاردنيون- بما تبقى من مخزون امل وثقه -بان يقوم مجلس النواب الذي وبغضط شعبي عقد جلسة طارئه لبحث الازمه. بان يقوم بدوره الدستوري في المحاسبه .لكن هذا الامل تبخر بسرعه عند سماع خطابات النواب والتي كانت معظمها “تجامل” الحكومه لدرجة ان احد النواب” تغزل” في عيون رئيس الوزراء التي” راى الحزن” فيها! .بل ان محاوله جمع تواقيع لطرح الثقه في الك

حكومه اختفت تماما كما اختفت العريضه التي حملت عشر تواقيع ..نعم عشر تواقيع ..لتعكس حجم المجلس الذي سقط يومها من عيون الاردنيين.هذه الورقه التي حملت تواقيع طرح الثقه اختطفها نائب قبل ان تستكمل العبور بين مقاعد النواب .بصمت مطبق من رئيس المجلس والنواب .في لحظة سوداء من تاريخ المجلس العتيد. هكذا مجلس يستثنى منه حوالي عشرة اعضاء اي( حوالي ١٠%) منه نقلوا بصدق صوت وضمير الاردنيين..هذا المجلس

فشل في محاسبة الحكومه وكلمات المزاوده اللفظيه تبخرت دون قيمه لانها لم تقترن بالافعال. الحكومه والحالة هذه رفضت الاستجابه لمطالب الاعلام الحر والراي العام بالاستقاله. واصمت اذانها عن سماع التعليقات الجارحه والمهينه للاردن على الاعلام العربي والعالمي… !!.

ولنتساءل ماذا تبقى من وسائل الاحتجاح و الحالة هذه ؟.

بقي فقط ان بخرج المواطنين الى الشارع للاحتجاج…

الدستور الاردني يكفل حق التعبير السلمي. ووانسداد ادوات التعبير والاحتجاج التقليديه تدفع نحو رفع الصوت حتى في الشارع …الشارع الذي شاهدنا ان كل الشعوب تستخدمه من باريس ولندن وبرلين ومدريد ة نيويورك وامستردام و طوكيو وغيرها. احتجاج سلمي يعبر عن غصب وحنق و الم..

ومن يتكلم اليوم عن ان خروج المواطنين للشارع قد يحمل مخاطر استغلاله لاغراض غير شرعيه..اقول لهؤلاء بان ذلك ممكن..ممكن اذا لم تتفاعل الدوله بحكمة وبعد نظر و تفاعلت مع مطالب محاسبة للحكومه عن التقصير.. السؤال لماذا نوجه التحذير للمواطن الغاضب بحق وليس للجهة التي تسببت في غضب و خروج هذا المواطن؟

لماذا لا تسال الحكومه و لا يسال المطبلين والمدافعين عنها لماذا اعداد متابعي ” المعارضه الخارجيه” تتزايد .ولماذا يتوجه المواطن لسماعهم؟ اليس السبب هو الاجراءات والممارسات الخاطئة للحكومه.

ان اطلاق اصوات” سحيجة” الحكومه بشكل منضم خلال الايام الاخيره والاساءه للمتظاهرين بانهم ” عملاء وخونه” سيزيد الاحتقان والغضب اكثر فاكثر… نحن اليوم بحاجه لصوت العقل والحكمه و ليس بردات الفعل والحشد والانقسام..

استقاله الحكومه يظل الحل الافضل لتخفيف التوتر و الاحتقان و ليس لارسال الاف الدرك الى الشارع. نريد الدرك ان يلاحق المجرمين واللصوص وقطاع الطرق والخاوانجيه..و ليس الشباب الغاضب في الطرقات…الوطن يستحق التضحيه..وقائد البلاد اكد مرارا انه مع الحق والعداله.ففيم نتردد نحن في التطبيق؟. .