بل ثورة أخلاق وضمير يا دولة الرئيس

16 مارس 2021
بل ثورة أخلاق وضمير يا دولة الرئيس

بقلم الدكتور صالح نصيرات

دولة رئيس الوزراء يعلن أنه لابد من ثورة إدارية في مؤسساتنا الحكومية و الخاصة لتجنب الكوارث التي تقع، ولتطوير الجهاز الإداري. اريد أن أذكّر دولة الرئيس أنه عندما اهتزت بنوك أمريكا وانهارت ثم تلتها انهيارات في سوق العقارات عام 2008، تنبه تربويون وفلاسفة وعلماء نفس لهذه الكارثة، وكتبوا كثيرا ليقولوا إن مؤسساتنا المالية تديرها أكثر العقول نباهة وذكاء من خريجي جامعات رابطة البلاب، هارفارد وأخواتها، ولكنهم لم يستطيعوا أن يقدموا لنا النموذج الأخلاقي الذي يحافظ على أموال الناس.

ونريد أن نذكر دولته بمقاصد شريعتنا والضروريات الخمس التي بها تحفظ الحقوق المالية والنفس والدين والعرض والحياة. هذه الضروريات هي التي تقيم مجتمعا سليما من علل السرقة و النهب والشللية و الإهمال المتعمد و غير المتعمد.

إن أرواح الناس وأموالهم وأعراضهم أمانة بيد المسؤول وسيقف بين يدي الله فيسأله عن كل من يرعاهم. فهل تحققت الأمانة وهل سادت المحبة، وانتشر الخوف على المجتمع؟ كيف يمكن أن يحدث ذلك والتربية والتعليم في بلادنا أغفلت أهمية بناء منظومة قيمية مستمدة من ديننا وعاداتنا العربية الاصيلة والخبرات الإنسانية؟ كيف يمكن أن تنشأ مخافة الله والمسجد معطل ولادور له في بناء هذه المنظومة؟. كيف ينشأ حب العمل والإحسان والإتقان الذي دعانا إليه ربنا سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم “ إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” إن الله كتب الإحسان على كل شيء” كيف ينشأ مجتمع التراحم والتكافل والمحبة في غياب منهج واضح للتعامل مع تلك المصائب؟

الأخلاق منظومة متكاملة تنشأ في بيت واسرة سليمة يرعاها ابوان كريمان، فكيف تنشأ أسرة سليمة وسيداو الاتفاقية الأممية السيئة الذكر تفرض علينا لتغير من اسس الاسرة، ولتصبح في مهب الريح؟ ومنظمات مشبوهة تملأ الفضاء تدعو تلغريب الاسرة وتتبع الغرب حذو القذة بالقذة؟

الثورة الأخلاقية أساس الثورة الإدارية، تعرف دولتكم أن الإدارة الحقة تكون بالعدل و تكافوء الفرص ومنح كل إنسان حقه في حياة كريمة، وتنشئة جيل يعتمد بعد الله على نفسه، ولا ينتظر أن يتوسط له أب أو عم أو خال لينال حقه الطبيعي. الإدارة فن وعلم، ولكن كل ذلك يذهب أدراج الرياح يا دولة الرئيس عندما يغيب من نفس المسؤول الفهم الحقيقي لمقاصد شريعتنا وديننا. الحل موجود ولكنكم تتلكأون ولاتريدون الاعتراف به. تدورون حوله دون جدوى.

إننا نشهد أهمالا واضحا في تخطيط مدننا وشوارعها وحتى مؤسساتنا التي توضع في الأحياء ولا نعرف سببا لذلك؟ أين المجمعات الحكومية التي تبنى من أموال الدولة بدلا من الاستئجار لإرضاء فلان وعلان؟

الإنسان أولا وأخيرا، الإنسان الذي يتمتع بصفات الإنسانية. الموظف الذي يخدم “بقرف” ولا يريد سماع النصيحة ولا التوجيه كيف له أن يسدد المسيرة؟ كيف يمكن أن تبقى شركات بعينها ومؤسسات بعينها تبني الطرق والجسور والمؤسسات ثم لا تلبث أن تنهار الجسور وتتلف الطرق مع اول “شتوة”؟

اقسم بالله العظيم أن حفرة في شارع حيث اسكن في منطقة ابو نصير تم ردم الحفرة ثلاث مرات، وعندت أسال المقاول أو من ينوب عنه يقول “ المقاول السابق لم يحسن العمل و لم يتقنه” ثلاث مرات لردم مترين مربعين ؟ اين مخافة الله أولا والخوف من العقاب الدنيوي. لو عرف هذا المقاول أو ذاك أن عقوبة الإهمال تنتظره لما أساء العمل

الأخلاق المبنية على حفظ الضروريات الخمس سبيلنا إلى ثورة إدارية تطور الأداء وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب و المؤهل أخلاقيا قبل أن يكون مؤهلا علميا ومهنيا هو الحل يا دولة الرئيس