المجالي : انا سأكتب برقية للملك

13 مارس 2021
المجالي : انا سأكتب برقية للملك

وطنا اليوم – كتب عبدالهادي راجي المجالي

انا سأكتب برقية للملك، زمن البرقيات اندحر… ولى إلى غير رجعة، علما بأن المواقف السياسية الخطيرة، والاراء.. ومواقف الأحزاب، والعشائر كانت كلها ترسل للملك عبر برقيات تكتب في البريد، وتعد كلماتها.. وتوضع عليها الطوابع وترسل..

أنا سأستعيد زمن البرقيات.. سأبرق للملك عبدالله؛

سيدي الملك

أوجعتني اليوم كلمات لمواطن من الخليج العربي نشرها على صفحته في الفيس بوك، قال فيها – شارحا وجعه – .. الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قدم موقفا رجوليا عروبيا بطلا، حين منع طائرة نتنياهو من التحليق في الأجواء الأردنية، ومع أن نتنياهو حاول التقليل من وجع الصفعة التي تلقاها والقفز عن هذا الأمر عبر الحديث عن استثمارات ومليارات إلا أنه كان متألما من الداخل.. وردة الفعل في الشارع العربي لم تكن بمستوى الحدث للأسف.

سيدي

يضيف هذا المواطن في منشوره :-.. لو أن تركيا هي من منعت طائرة نتنياهو فماذا سيحدث؟…. سيبدأ التطبيل والتزمير من لحظة بث الخبر ولن ينتهي لهذه اللحظة.. وربما ستقوم كل صفحات الفيس بوك في العالم العربي، بوضع صورة أردوغان.. وربما ستتناول فضائيات الإخوان الحدث.. باعتباره إنجازا يضاف إلى إنجازات الأمة الإسلامية، والهاربون من أوطانهم لعواصم الغرب.. سيخرجون على فضائيات (غراب البين)..وسينصبون تركيا كقائدة للعالم للمسلمين..وربما في برلماننا العتيد سيقف نائب، ويطالب بأن نرسل تحية مودة وشكر.. ونائب اخر سيبشر بفجر جديد يبزغ للإسلام، (وطوبرجي).. في أدنى درجات الوعي.. ربما سيهتف لتركيا.

سيدي..

الملك حسين الراحل.. من نسل الحسين بن علي، وأنتم تشيع عالم كامل من البشر للحسين بن علي حبا وتقربا.. ولكن قدر الحسين أن يمشي وحيدا، وأن يقاتل وحيدا.. وأن يستشهد وحيدا.. ويا ليت أنهم تركوا الرأس الكريم الطاهر، في مستقره الأخير.. يا ليت أنهم فعلوا ذلك وأراحوا الأمة من بكاء امتد.. من اخر أفغانستان وحتى مطلع الجنوب اللبناني… ولكنهم طافوا بالرأس.. طافوا بالشفتين اللتين قبلهما رسول الله…

قدر السادة النجب هكذا يكون، وأنت فيك دم أهلك.. فيك دم عائلة قررت عن طيب خاطر أن تدفع دمها مهرا لوحدة الأمة وأملها.. ولكن السؤال الذي قضَّ مضجعي وهو سؤال مشروع.. لماذا هو الأردن تفرد بالبطولة.. وعابوا عليه أن سيفه كان أقسى من سيوف الاخرين؟

سيدي

تأكد أننا أحببنا فيك رجولتك، وتأكد أن من يرى الرجولة في عيون قائد غيرك هو من أصيب بالعمى ويظن أنه على درب الصواب يسير، ونحن أحببنا فيك شيبك.. لأنه لم يأت من ترف الحياة.. ولا بذخ المشهد، بل جاء من العمر الذي أمضيته بين الثكنات.. وفي الترحال، وعلى بوابات الطائرات تجهز جندك وهم يقفزون في المظلات… وفي الخنادق تشاركهم في المناورات واختبار جودة السلاح..

تأكد أننا نفخر بك، ومن لايملكون شرف الفخر بك.. هؤلاء الذين زاغت في عيونهم معاني ومضامين الحقيقة، وللأسف شاهدوها في تركيا.. التي ما زالت كل يوم تذكرنا بمشهد الذبح الأليم لأهلي على أسوار قلعة الكرك، القلب مثل التاريخ لن يغفر أبدا.. والكرك هي القلب والتاريخ ولن تغفر..

سيدي..

كل ما وددت قوله أنت لم تمنع طائرة نتنياهو فقط, ولكنك قمت بتعرية الوجوه المصطنعة.. ولويت يد المستحيل… وأنت استعدت بي قصيدة أمل دنقل : ( حين أفقأ عينيك وأثبت جوهرتين مكانها فهل ترى ؟..هي أشياء لا تشترى).. حسنا من فقأت تركيا عيونهم وركبت مكانها الجواهر.. فليشاهدوا الجواهر بهذه العيون..

أما أنت فالعين التي لا تراك قائدا وبطلا وزعيما لهذا الشعب، هي عين ابتليت بالعمى وزادتها الأيام عمى فوق العمى.

حماك الله أيها الملك البطل.