عام على كورونا في الأردن .. أسبوعين بنشف وبموت

2 مارس 2021
عام على كورونا في الأردن .. أسبوعين بنشف وبموت

وطنا اليوم:في الثاني من آذار عام 2020، سجل الأردن أول إصابة بفيروس كورونا لمواطن عائد من إيطاليا، وبعد ذلك ب 11 يوما أعلن وزير الصحة في الحكومة السابقة، سعد جابر، خلو الأردن من فيروس كورونا.
“وين كنا ووين صرنا” هو حال الأردنيين اليوم، وهم يعودون بذاكرتهم إلى قبل عام من الآن، عندما سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المملكة، يجردون ما مر من أحداث طوال تلك الفترة، وكيف انقلب الحال إلى حال، وربما لسان حالهم يقولون “سقا الله على هديك الأيام”.
على الرغْم مما هو متعارف بأن ذاكرة الأردنيين في تفاعلهم مع الأحداث قصيرة، ولا يتعدى نشاطهم التفاعلي مع أحداث بلدهم الأربعة أيام، لكن لأن “الأسى لا ينتسى” فإن الذاكرة ما تزال نشطة في مقارنة ما بين الأمس واليوم، كيف كان الوضع “الكوروني” في الأردن قبل عام من الآن، وكيف أصبح اليوم، فاليوم هو الذكرى السنوية لأول اجتياح “كوروني”، وليتها تكون ذكرى تنذكر ولا تعاد.
من الواضح أن المواطن الصحفي الأردني، قد تطورت أدواته في نشر الأخبار، فمن يراقب مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس، يلحظ أن المواطن الصحفي في الأردن أو كما يسمى أحياناً بالناشط على تلك المواقع، قد تطورت أساليبه وأصبح يمارس أسلوب يمارسه الصحفيون ألا وهو أسلوب الرصد، ونبش ذاكرة الأرشيف وعمل ما يسمى صحفياً بال “بانوراما”، أي استرجاع أبرز الأحداث التي حصلت خلال عام، مثل ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس من قبل ناشطين فيها، استعراض بانوراما فيروس كورونا في الأردن، مع تضمين ما شمله من تسلسل في تطوراته.
“الحياري، صور طاقم وزراي يزور مول سجلت فيه إصابة، تعقيم المواد الشرائية عندما كانت هناك 13 حالة فقط في الأردن، وبالطبع تصريح: “نشف ومات”، وغيرها من العناوين والذكريات الأبرز لعمر ولادة فيروس كورونا في الأردن، يراها من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس، التي طالتها تغريدات ومنشورات غلبت فيها مشاعر التهكم والحسرة لما مضى كذلك مشاعر الحزن والخوف لما أصبحت عليه الوضع الوبائي في الأردن.
“ليتها توقفت عند عرس إربد” واحدة من المنشورات ذات الحسرة التي كتبت في بانوراما كورونا الأردن 2020-2021، فليت الذروة في أعداد الإصابات التي حصلت العام الماضي كانت الوحيدة في “عرس إربد” الذي كان حدثاً رناناً في العام الماضي، واليوم انتقل عرس إربد وما صاحبه من تجمع ساهم في انتشار للوباء، إلى باقي محافظات المملكة التي ما يزال الأردنيون يحاولون التعافي من تبعات ما ألحقه حظر التجول الشامل الذي حصل في الربع الأول من العام الماضي، دفع الأردنيون وقته كلفاً اقتصادية ومعيشية وبالطبع نفسية.
أما المنشورات والتغريدات التي اتسمت بشعور الخوف خلال استعراض أبرز تطورات الفيروس في الأردن، فاتجهت نحو الترقب المرعب لعودة الحظر الشامل من جديد في هذا العام، خصوصاً وأن أعداد حالات الإصابة ليست 13 حالة مثل عام من الآن، فاليوم باتت تتجاوز الـ6 آلاف حالة، وارتفاع مريب في حالات الوفيات.
هل كانت تصريحات الحكومة السابقة لا تتناسب مع هول الحدث؟ وبثت في نفوس الأردنيين حالة أمل يقترب من اليقين بأن كورونا لن يبقى له وجود؟ أسئلة تدور في مواقع التواصل الاجتماعي، تحديداً مع المقولة الشهيرة: “كورونا نشف ومات” لوزير الصحة السابق الدكتور سعد جابر، قابلتها تغريدات في جانب آخر “تترحم” على أيام الوزير السابق جابر.
ليس “نشف ومات” فقط ما تم استرجاعه في الذاكرة من تصريحات من قبل مغردين وفيسبوكيين، بل كان لتصريح “والباقي تفاصيل” حضور لا بأس به، في الجدار الافتراضي الذي أعاد ذلك التصريح عندما خرج قبل عام على لسان وزير المالية محمد العسعس، واليوم وبحسب ما جاء من تغريدات ومنشورات فإن الأردنيين “دفعوا ثمن تبعات كورونا الاقتصادية بكل تفاصيلها”!
عام مر، ولم يمر “المر” حتى الآن، وبات اليوم طعم “المر” نكهة يومية في الوجبة الأردنية، لعلها تختفي مثل اختفاء حاسة التذوق لكل مصاب.