وطنا اليوم – كتب نضال العضايلة – اختتمت في البحر الميت، اليوم الاربعاء، فعاليات المؤتمر السادس عشر للإعلاميات العربيات الذي عقد بعنوان “الإعلام في مواجهة العنف ضد المرأة السياسية”.
واوصى المؤتمر الذي جاء بدعم من برنامج تمكين النساء من صنع القرار في الشرق الأوسط المنفذ من قبل الوكالة الالمانية للتعاون الدولي (جي آي زد)، وبالنيابة عن الوزارة الألمانية الإتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، بضرورة الحماية التشريعية التي تجرّم جميع أشكال العنف ضد المرأة، بما فيها العنف السياسي والتمييز ضد النساء على أساس سياسي، وتنظيم الممارسات الاعلامية من خلال وضع مرصد إعلامي للدول المشاركة. واكد المؤتمر أهمية تدريب الإعلاميين والاعلاميات، وبخاصة المعنيين بتغطية النشاطات السياسية في البرلمان والشأن الحكومي، ومواقع صنع القرار على خصوصية النوع الاجتماعي في التغطية الاخبارية، اضافة الى تشجيع تشكيل تحالفات وشبكات وطنية ومحلية داعمة للنساء المنخرطات في الشأن العام لمناصرتهن وتدريبهن والوقوف الى جانبهن والحرص على ان يكون الإعلاميون والاعلاميات جزءا من هذا التحالف.
كما دعا المؤتمر الى تغيير الصورة النمطية للنساء، وبخاصة في مواقع صنع القرار وتوضيح الأفعال التي تعتبر عنفا سياسيا ضد المرأة، وتعزيز أهمية مشاركة المرأة السياسية على اعتبار أنها مصلحة وطنية، وكذلك الالتزام بأهمية المعيار الرسمي للعمل المهني “ميثاق الشرف الاعلامي”، وتطبيقه بشكل فاعل في كل المؤسسات الإعلامية، وتعميق الشراكة بين الرجل والمرأة وصولا الى الاستثمار الامثل في رأس المال البشري.
واوصى المؤتمر ايضا بضرورة تحديد وإيجاد آليات وطنية ذات مصداقية، تضمن حرية تقديم الشكاوى والتحقيق فيها بشكل محايد، وبما يضمن عدم الإفلات من العقاب، والاهتمام بإجراء المزيد من الدراسات عن الممارسات الإعلامية فى العالم العربي، وكذلك ايجاد استراتيجيات متنوعة لتدخل النساء في الوسائل الإعلامية فرديا وجماعيا للحد من استغلال المرأة.
وتم خلال الجلسة الختامية للمؤتمر التوقيع من قبل المشاركين على لوحة دعم المراة السياسية، والاعلامية، والقيادية القادرة على التحدي والتغيير.
وكان المؤتمر قد انطلق يوم الاحد الماضي تحت رعاية الأميرة بسمة بنت طلال، الرئيسة الفخرية لمركز الاعلاميات العربيات، وتحت عنوان “الأردن يجمعنا.. لا للعنف والكراهية، معاً لإعلام حر، ومواطنة صالحة مسؤولة” وذلك في قصر المؤتمرات التابع لمركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات.
وقال مدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات أن “العناوين التي يقوم عليها المؤتمر هي قواعد رئيسة وثابتة ولا يمكن التنازل عنها في سعينا نحو دولة حضارية مدنية متقدمة”، مشيراً إلى أن “للإعلام دوراً محورياً في نقل الصورة الحقيقية وتحليلها وإلقاء الضوء عليها. وأضاف “إن هذا الدور يوجب على الإعلام مسؤولية مهمة على كافة الأصعدة ويحتم عليه التحول إلى مؤسسة ديمقراطية تستوعب ذلك الدور بشروط أساسية مهمة تتضمن مهنية عالية واستقلالية مجردة ومصداقية أساسها أخلاقيات العمل والحيادية والالتزام الصارم بالمصلحة العامة والصورة الحقيقية للخبر الهادف”.
من جانبه، لفت ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان دانيال باكر إلى تخصيص المؤتمر جلسة حول موضوع العنف المبني على النوع الاجتماعي “هام في نشر الوعي حول هذه القضية وإيصال صوت الإعلاميات في تلك المضامين إلى صنّاع القرار والمسؤولين”، مقدماً لعمل الصندوق في مجالات تمكين المرأة والنفسية لمختلف مواضيع الصحة الانجابية للمرأة، معلقاً بقوله “لا يمكن أن نكون ناجحين في عملنا إلا إذا شملنا تمكين المرأة في مختلف المجالات”.
بدورها أعربت رئيسة مركز الإعلاميات الزميلة محاسن الإمام عن شكرها لسمو الاميرة بسمة لمساندتها مسيرة المركز وعلى مدى سبعة عشر عاماً، مرحبةً بالإعلاميات العربيات وجميع المشاركين، “معربة عن اعتزازها بإنجازات الإعلاميات العربيات وتضحياتهن وعملهن النابض بروح الاخلاص والوفاء لمهنة اختارتهن ونما عشقها في شرايينهن”. وأضافت “يداً بيد لنكمل المشوار بالكلمة الصادقة والرأي الحر بعيداً عن التطرف والاقليمية والجهوية والطائفية”.
يذكر أن المؤتمر ينظمه مركز الإعلاميات العربيات بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وجامعة البترا وجامعة فيلادلفيا وشركة خليل وخميس عطية والراعي الإعلامي سفن ستار وأضواء. وقد نظم على هامش المؤتمر معرضاً للتراث الثقافي والفني العربي.