الأردن… وطنُ الأمن والأمان وطنٌ نعضّ عليه بالنواجذ

28 ثانية ago
الأردن… وطنُ الأمن والأمان وطنٌ نعضّ عليه بالنواجذ

بقلم: عوني الرجوب
باحث وكاتب سياسي

في زمنٍ تتزعزع فيه الأوطان، وتتهاوى فيه المجتمعات تحت ضربات الفوضى والاضطراب، يبقى الأردن شامخًا كالطود، ثابتًا كالجبل، راسخًا كإيمان أبنائه الذين حملوه في قلوبهم قبل أكتافهم.

ليس صدفة أن يُعرف الأردن بأنه وطن الأمن والأمان؛ بل هو ثمرة تاريخ طويل من الحكمة السياسية، والقيادة الهادئة، والوعي العميق لشعبٍ يدرك معنى الوطن ويحفظه كما تُحفظ الأرواح.

وطنٌ لم يتغيّر رغم العواصف

ورغم ما يحيط بنا من نيرانٍ ولهيب، ظلّ الأردن — بحمد الله — جزيرة استقرار في بحرٍ مضطرب.
لم تهزّه رياحٌ عاتية، ولا مؤامرات، ولا أمواج فتنة أغرقت دولًا كاملة من حوله.
وظلّ الأردني يخرج صباحًا مطمئنًا إلى بيته… إلى عمله… إلى أطفاله.
وهذه نعمة لا تُقاس بثمن، ولا يعرف قدرها إلا من فقدها.

القيادة الحكيمة… حجر الأساس

وراء هذا الأمن قيادة واثقة الخطى، تمسك بالدفة في أعتى الأمواج، وتعرف متى تُظهر الحكمة، ومتى تُعلن الموقف، ومتى تفرض القرار.
قيادة جعلت من الأردن دولة تحسب لها القوى حسابًا رغم محدودية الموارد، لأنها تملك عظمة الموقف ونقاء التوجّه وذكاء السياسة.

تحية إلى الجيش العربي… سياج الوطن وحامي حدوده

لا يكتمل الحديث عن أمن الأردن دون الوقوف إجلالًا أمام الجيش العربي المصطفوي…
جيشٌ نقيّ العقيدة، صلب الإرادة، ثابت العزيمة.

هؤلاء الرجال الذين يقفون على الحدود في البرد والحرّ، في الليل والنهار، يسهرون لتبقى الأرض آمنة، ويحرسون التراب كما تُحرس الأرواح.
رجالٌ لا يتراجعون ولا يلينون، ويقفون سدًّا منيعًا أمام كل خطر يقترب من الأرض والعرض والسيادة.

إنه الجيش الذي لا يُخترق سياجه…
والدرع الذي لا ينكسر معدنه…
والعنوان الأرفع للبطولة والشرف.

فمن حقهم علينا أن نقولها عالية مدوّية:
تحية فخر واعتزاز لجيشنا العربي الباسل… حامي الديار وحصن الوطن المتين.

المخابرات العامة والأجهزة الأمنية… العيون الساهرة

وإلى جانب جيشنا العظيم، تقف الأجهزة الأمنية كافة، وفي مقدمتها دائرة المخابرات العامة؛ السدّ الذي تتحطم عليه المؤامرات، والجدار الذي يعلو فوق كل محاولات العبث.
رجالٌ يعملون بصمت، ويتقدمون نحو الخطر قبل أن يقترب الخطر من المواطن.
هم خط الدفاع الداخلي، وعنوان اليقظة والحكمة والقدرة.
لهم منا كل التقدير… وكل الاحترام… وكل الفخر.

الأردنيون… السند الذي لا يلين

وبعد الوفاء لأبطال الحدود والميدان، نرفع التحية إلى الأردنيين جميعًا…
إلى الشعب الذي أثبت دائمًا أنه السند الحقيقي للدولة، وأن تماسكه ووعيه هو الدرع الأول والأقوى.

هذا شعبٌ يعرف قيمة الأمن، ويحافظ على وطنه، ويقف خلف قيادته ومؤسساته بلا تردد ولا مواربة.
شعبٌ إذا أحبّ وطنه… أحبّه بصدق.
وإذا وقف… وقف برجولة.
وإذا انتمى… انتمى بقلبه وروحه ودمه.
ولهذا نقولها بلا تردد:
هذا الوطن… نعضّ عليه بالنواجذ.

الأردن… رسالة لا مجرد حدود

الأردن ليس مساحة جغرافية فقط…
الأردن رسالة سياسية وأخلاقية للعالم بأسره:
كيف يمكن لدولة صغيرة بمواردها… أن تكون كبيرة بعقلها وعزيمة رجالها!

هذا الوطن لم يكن آمنًا صدفة…
بل لأنه قيادة حكيمة… وجيش ثابت… وأجهزة أمن قوية… وشعب واعٍ وفيّ