بعد عام على هدنة هشة.. شبح الاجتياح الإسرائيلي يخيم على جنوب لبنان

20 ثانية ago
بعد عام على هدنة هشة.. شبح الاجتياح الإسرائيلي يخيم على جنوب لبنان

وطنا اليوم:دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، إلى تكثيف الحوار لتفادي تجدد التوترات العسكرية في الجنوب، محذّرة من أنّ شبح العودة إلى الأعمال العدائية لا يزال قائمًا.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن بلاسخارت قولها إنّ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيّز التنفيذ قبل عام، “أدى إلى تهدئة سريعة بعد شهرين من المواجهات المدمرة والمعاناة الإنسانية على جانبي الخط الأزرق”، مشيرة إلى أنّ هذا التفاهم “قدّم قدراً من الأمل ورفع سقف التوقعات بإمكانية التوصل إلى حلول أكثر استدامة وسط تحولات تشهدها المنطقة”.
وتصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لدخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وميليشيا حزب الله حيز التنفيذ فجر الـ27 من نوفمبر 2024 برعاية أمريكية-فرنسية، لكن الواقع الميداني يؤكد أن ما تحقق لم يكن سلامًا، بل هدنة مؤقتة هشة قد تنهار في أي لحظة .
وفي ظل تواصل تعثر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار فقد اتخذت التوترات خلال الأسابيع القليلة الماضية مسارًا تصاعديًّا وباتت كل المؤشرات توحي بأن الأوضاع في طريقها إلى مزيد من التصعيد مع تهديد إسرائيل بهجوم بري ضد لبنان لتدمير ما تبقى من ترسانة سلاح ميليشيا حزب الله.
ويظهر الرصد الميداني للتطورات التي أعقبت وقف إطلاق النار، أن الـ60 يومًا الأولى (حتى الـ26 من يناير 2025)، قامت إسرائيل بسحب قواتها من بعض المناطق السكنية في جنوب لبنان، لكنها احتفظت بخمس نقاط حدودية “إستراتيجية” (مثل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا).
وفي إطار مساعي الدولة اللبنانية لإحكام سيطرتها على كافة المناطق وتنفيذ القرار الاممي 1701 فقد قام الجيش اللبناني بالانتشار في جنوب الليطاني، بدعم من قوات اليونيفيل، وتم تفكيك بعض بنى حزب الله العسكرية .
وفي ظل تعثر تنفيذ الاتفاق فقد مددت الولايات المتحدة الاتفاق حتى الـ18 من فبراير 2025، لكن إسرائيل لم تنسحب من النقاط الخمس التي لا زالت تحتلها، مطالبة بنزع سلاح حزب الله في كل المناطق اللبنانية وليس فقط جنوب لبنان .
من جهتها، أعربت ميليشيا حزب الله عن استعدادها لمناقشة نزع السلاح مع الرئاسة اللبنانية “بعد انتخاب جوزيف عون” مقابل انسحاب إسرائيلي كامل، لكن الضغط الأمريكي عبر ما يعرف بلجنة “الميكانيزم ” زاد على بيروت لفرض نزع سلاح الحزب وفق مهلة جرى تحديدها مع نهاية العام 2025.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة واصلت إسرائيل الغارات وعمليات الاغتيال لقيادات وعناصر “حزب الله”، وسط تواصل الجولات المكوكية للموفدين الأمريكيين للضغط على السلطات اللبنانية لنزع سلاح الحزب.
وتُظهر أرقام رسمية لبنانية وتقارير أممية أن إسرائيل ارتكبت أكثر من 10000 انتهاك لوقف إطلاق النار خلال الـ365 يومًا الماضية، منها نحو 7,800 خرق جوي وأكثر من 2,700 خرق بري وبحري.
وأسفرت هذه الانتهاكات عن مقتل أكثر من 4800 لبناني، بينهم 127 مدنيًّا، وإصابة الآلاف من عناصر الحزب، إضافة إلى تدمير أو تضرر 2846 منزلًا ومبنى في القرى الحدودية.
وبعد مرور عام على اتفاق وقف إطلاق النار يتوقع المحلل السياسي لطيف أبو السبع ، أربعة سيناريوهات رئيسية للأشهر المقبلة يتصدرها التصعيد إلى حرب شاملة إذا قررت إسرائيل شن عملية برية لتدمير الترسانة المتبقية للحزب .
أما السيناريو الثاني بحسب المحلل أبو السبع، فيتضمن استمرار الهدنة الهشة مع تواصل الغارات الإسرائيلية اليومية دون قتال واسع، مع ضغط أمريكي على لبنان لنزع سلاح الحزب.
وقال المحلل أبو السبع، إن السيناريو الثالث يتضمن قبول إسرائيل بمبادرة الرئيس اللبناني لإجراء مفاوضات لوضع حد للصراع وترسيم الحدود بين البلدين، فيما من المتوقع وفق السيناريو الأخير اندلاع حرب أهلية لبنانية في حال فشل الجيش في نزع سلاح حزب الله مع تواصل الضغط الأمريكي وفرض المزيد من العقوبات على لبنان .
من جهته يصف المحلل السياسي ميشيل نجم، ما تم الاتفاق عليه بأنه ليس “وقف إطلاق نار”، بل حرب بطيئة وممنهجة، فقد كان من المفترض أن يُعيد الاتفاق تطبيق القرار 1701 ويُنهي أخطر جولة قتال بين إسرائيل و”حزب الله” منذ 2006 لكن ما يجري على أرض الواقع غير ذلك .
وأكد المحلل نجم أن الجيش الإسرائيلي ما زال يحتل خمس نقاط حدودية ويرفض الانسحاب منها، بذريعة أن وجوده فيها ضروري لمنع عودة حزب الله إلى الجنوب.
وتابع نجم حديثه قائلًا: عام مرّ على الاتفاق، لكن الحدود لا تزال مشتعلة بنيران الطائرات والمدفعية الإسرائيلية واحتلال المزيد من الأراضي اللبنانية .
وخلص المحلل نجم، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار فشل بعد مرور عام على توقيعه في بناء الثقة بين الجانبين، مع مخاوف من حرب جديدة في 2026 إذا لم يتم التدخل الجدي من قبل الولايات المتحدة لوضع حد للصراع.