أ.د. مصطفى عيروط
بوضوح وصراحه و(لمصلحة الجميع وهو اسم برنامج نفذته في التلفزيون الرسمي لسنوات) لم تعد جودة الجامعات عالميا اليوم تُقاس من خلال موقعها في التصنيفات العالمية، بل من خلال قدرتها على أداء رسالتها التدريسيه والبحثية والمجتمعية بفاعلية. فالمتابع عبر الانترنت لأداء الجامعات العالمية الكبرى ــ مثل هارفرد وستانفورد ــ يدرك أن كثيرًا منها لا يشارك في بعض أنظمة التصنيف، لأنها تعتبر التصنيف نتيجة طبيعية لمسارٍ طويل من التطوير،والتحديث وليس هدفًا يُفرض على خططها أو يوجّه أولوياتها.
فهذه الجامعات ركزت على اساس: تطوير البرامج، وتحديث البنى التحتية، ورفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس، وتوسيع الشراكات البحثية والصناعية. لذلك حققت مكانتها العالمية دون أن تجعل التصنيف هو البوابة أو العنوان.
فمثلا يُعدّ تصنيف عالمي أحد أبرز التصنيفات العالمية، ويعتمد على مؤشرات تشمل التدريس والبحث والاستشهادات والنظرة الدولية والدخل من الصناعة. لكن السنوات الأخيرة كما يبدو شهد تغييرات منهجية متكررة، بعد إدخال اشتراكات مالية في بعض مساراته، مثل تصنيف الاستدامة، بما يثير تساؤلات حول العدالة والشفافية.
وفي تشرين الأول 2025، أعلنت جامعات وطنيه اردنيه عامه وخاصه انسحابها من تصنيف عالمي . وسبقها أو رافقها جامعات مرموقة عالميًا وإقليميًا مثل السوربون والجامعة الأمريكية في بيروت.
وجاءت الأسباب متشابهة للانسحاب :في كونه قام
بتغييرات مستمرة تُضعف الاستقرار الاستراتيجي.
إدخال اشتراكات مالية في التقييم.
ومؤشرات لا تعكس بدقة جودة البحث أو أثر الجامعة الحقيقي.
وغياب الشفافية في بعض محاور القياس.
وقد أثار القرار نقاشًا يمثل الرأي والرأي الاخر هل هو موقف ضد منهجية غير عادلة، أم انسحابا تفاديًا لنتائج غير مرضية؟
لكن الجامعات المنسحبه أكدت التزامها بتطوير الجودة، وأن التصنيف ليس غاية وإنما مجرد أداة تقييم.
وقدمت جامعة هارفرد نموذجًا واضحًا لهذا الاتجاه. ففي 2024 انسحبت كلياتها من تصنيفات أخرى اعتراضًا على المنهجية، ورغم ذلك بقيت:
رقم 1 عالميًا في تصنيفات CWUR و EduRank.
الرابعة عالميًا في QS 2025.
الثالثة عالميًا في THE 2026.
أي أن الجامعة تصنع موقعها بقوة برامجها ونتاجها، وليس من خلال مطاردة أرقام.
والسؤال ما الذي تحتاجه الجامعات الوطنيه من عامه وخاصه وفي رأيي تحتاج إلى
بأن الجودة تبدأ من الداخل:
-أعضاء هيئة تدريس يعملون أكثر على التطوير والتحديث والتدريس البعيد عن الحفظ والتلقين والغاء الكتاب المقرر .في جميع المجالات العلميه والإنسانية
-طالب يمتلك مهارات القرن الحالي.
-برامج محدثة مرتبطة بسوق العمل.
-قاعات ومختبرات حديثة تدعم التعلم والابتكار.
-حوكمة شفافة تركز على الأداء والنتائج.
-بحث علمي جاد يربط الجامعة بمجتمعها وصناعته واقتصاده.
وبالتالي خريج ينافس بشده في سوق العمل في الداخل والخارج بدلا من تخريج الشباب للانضمام إلى بطاله تشكل خطراً في العالم
وتحتاج جامعات في العالم إلى إدارات جامعيه أساس تعيينها الكفاءه وليس الواسطه والمحسوبية وتتابع وتسائل فالاتفاقبات التي توقعها جامعات مع مؤسسات في الداخل والخارج فالاساس يجب ألا تكون للإعلام والصور والخبر والسفر من البعض والمياومات بل لتكون لها نتيجه فما هي نتائج اتفاقيات وقعتها جامعات فلتعلن ذلك للجميع ؟ وان يخضع كل قرار حول التصنيفات وغيرها في الجامعات للاستماع والرأي والرأي الاخر
والان كما سمعت فهناك امكانيه مقابل مادي من يزيد نسب المتابعين في قنوات التواصل الاجتماعي فهل يمكن زيادة نسب الاستشهادات البحثيه بنفس الطريقه؟
فهذه الأسس هي التي تبني سمعة الجامعة وتقدمها، سواء شاركت في التصنيف أم انسحبت منه.
فالتصنيفات قد تكون أداة قياس، لكنها ليست معيارًا للجودة ولا محددًا لمستوى الجامعات عالميا . والجامعة عالميا التي تضع الطالب وعضو هيئة التدريس والاداري والبحث والبيئة التعليمية وخدمة المجتمع في مقدمة أولوياتها وتعمل إداراتها للإنجاز والعمل وتبتعد عن تأثير الواسطه والمحسوبية السلبيه والشعبويات والإرضاءات السلبيه المناطقية ستتقدم، سواء ظهرت في التصنيف أو غابت عنه.






