‏نعم ، يتعمدون تشويه شخصيتنا الأردنية

22 ثانية ago
‏نعم ، يتعمدون تشويه شخصيتنا الأردنية

حسين الرواشدة

لا يوجد لدينا ، حدّ علمي ، دراسات رصينة عن الشخصية الأردنية ، جمال حمدان كتب عن شخصية مصر وعبقريتها ، علي الوردي كتب عن الشخصية العراقية ، المكتبة العربية تزدحم بمؤلفات عديدة في هذا المجال ، لكن الأردنيين ، للأسف، قصّروا بحق بلدهم وتاريخهم، مقابل هذا الغياب والتقصير لدينا حملات منظمة ومستمرة ، وجهود لا تكلّ ولا تملّ لتشويه الشخصية الأردنية ؛ في الدراما وبرامج الشاشات ،وفي وسائل التواصل الاجتماعي، ثمة متخصصون يتعمدون السخرية والإساءة والتشويه، صورة (الأردني ) كما تبدو في خطابهم تجمع بين الفهلوة و”الهبلنة”، بين قلة الوعي والتخلف ..يا حيف على من يسمون أنفسهم مبدعين !

قبل أن أستطرد في تفاصيل محاولات تشويه صورة الأردنيين ، واغراقهم في السواد العام ، وإشغالهم بالدفاع عن أنفسهم والرد على الإتهامات التي تُوجه إليهم، أشير إلى أن أكثر من تجربة عربية حصّنت شخصيتها الوطنية من هذه الافتراءات ، وجرّمت بالقانون أي إساءة لها ، سواء في الدراما أو الإعلام أو الفضاء العام ، في مصر ، مثلاً، تمَّ فرض عقوبات رادعة، بموجب القانون ، تمنع أي عمل درامي من التعرض بشكل سلبي للشخصية المصرية، وبالتالي لا يوجد ، الآن ، في الإنتاج الدرامي المصري ما يشكل أي ( اهانة) للشخصية المصرية ، أو إساءة إليها ، بأي شكل من الأشكال.

ما حدث تجاه الدراما هناك ، حدث أيضا اتجاه الأعلام ، إبراز أفضل سمات الشخصية الوطنية كان قرار دولة ( نقطة)، في برامج الإذاعات الصباحية يتحدث المذيعون عن جمال وطنهم ، وعن إنجازات دولتهم ،وعن إيجابيات تبعث الأمل والتفاؤل في صدور المستمعين ، وجبة الانتقادات السياسية والمطالب الحياتية تأخذ مكانها الطبيعي بلا مبالغات ، في بلدنا ، على العكس تماماً، حدّث ولا حرج، معايير نجاح الدراما وشعبيّتها تستند إلى السخرية من الشخصية الأردنية ، مسطرة الإذاعات الصباحية تعتمد على تلقين الأردنيين دروساً في الالتزام والتأنيب على أخطائهم ، ثم تقديمهم بصورة شكائين بكائين.. وهكذا.

آخر نسخة وصلتنا ،في هذا الإطار ، شيطنة العشيرة الأردنية بذريعة مشاجرة في إحدى الجامعات (ما علاقة العشائر بإدارة الجامعات ؟)، قبلها تحركت ماكينة الإساءة ضد “الأردنيات” ، برامج تخصصت بفتح ملفات عن زواج القاصرات ، وعن الدعارة التي تمارسها طالبات لدفع الرسوم ..وغيرها ، كل هذا جاء متزامناً مع حملات التشويه السياسي والإعلامي للمواقف الأردنية، أقول حملات لأنني أعرف أن وراءها تيارات سياسية تتعمد إبقاء الأردنيين في دائرة الشك بأنفسهم، والإحساس بذنب التقصير مع أشقائهم ، وضرب انسجامهم الاجتماعي وعلاقتهم مع دولتهم.

لا يوجد دولة تقبل أن تتعرض شخصيتها الوطنية للإساءة والسخرية ، ويتجرأ بعض من يعيش فيها على إهانة مجتمعها وتاريخها ومؤسساتها ، ثم تتحمل ذلك ، أو لا تعاقب عليه ، والأغرب ان من يرد من أبنائها المخلصين على هذه الافتراءات يُتهم بأنه عنصري أو إقليمي، لا أريد أن أزيد على ذلك ، أقول فقط : حان الوقت لتجريم كل من يسيء إلى الشخصية الأردنية تحت أي ذريعة ، حان الوقت لكي نقدم الأردني ، في الدراما والإعلام ، وفي الفضاء العام أيضاً، بالصورة التي تليق به ليكون ملهماً لأجيالنا، وباعثاً على الاعتزاز بهويتنا الوطنية الأردنية ، ودماء شهدائنا ، وجيشنا الباسل ، وقيادتنا ، ومواقفنا وقيمنا النبيلة.