وطنا اليوم – قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، إن صناعة الكتاب، هي جزء من الصناعات الوطنية التي تتصل بالارتقاء بالعقل والارتقاء بقيم الإنسان وتعنى بالجانب الحضاري للاجتماع البشري.
ووفقا لبيان للوزارة بمناسبة اختتام معرض عمان الدولي للكتاب بدورته الرابعة والعشرين، أكد الرواشدة أن القراءة تمثل رصيدا معرفيا يندرج في إطار التنمية الشاملة والمستدامة التي ترتقي بوعي المجتمع، لافتا الى أن الوزارة تدعم الكتاب والقراءة من خلال برنامج مكتبة الأسرة، وبرنامج النشر، والمكتبة المتنقلة، وإصدار المجلات، وتنظيم مسابقات القراءة والمشاركة في معارض الكتب، وتغذية مكتبات البلديات والمدارس في سائر المحافظات، وأهدت آلاف العناوين للمكتبات، وأنشأت عددا من المكتبات في: الجفر، والشونة الجنوبية، ومؤآب، وفقوع في الكرك والمعراض بجرش.
أعرب الرواشدة عن تقديره لدور النشر المحلية والعربية والأجنبية، لمشاركتها في هذه الدورة المتميزة بحضورهم، والذين أثروا المعرض بالجديد في الفكر والمعرفة، وكانوا نعم السفراء للكتاب.
وقدم الرواشدة الشكر لضيف شرف المهرجان، الأشقاء من سلطنة عمان، الذين لم يكونوا ضيوفا، وإنما أخوة أعزاء بين أشقائهم، وكانت مشاركتهم تمثل إضافة نوعية مهمة بما تعكس من حضور لتاريخ عمان الحضاري والثقافي، ونبل الأخلاق والسماحة التي تتجلى في حواراتهم الثقافية.
وقال، إن مشاركة ضيف الشرف/ سلطنة عمان جسدت طبيعة العلاقات العميقة بين البلدين الشقيقين التي عززها جلالة الملك عبدالله الثاني والسلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، مثمنا للمعرض اختيار القامة الأكاديمية الباحث الدكتور سلطان المعاني، وهو العالم في اللغات القديمة والناقد والمفكر، الذي أثرى المكتبة العربية بعشرات العناوين التي تتصل بتاريخ الإنسان والمكان على التراب الأردني.
وشدد الرواشدة على أن صناعة الكتاب أكثر أهمية في هذا العصر، اذ تحتاج إلى جهود كبيرة وتشاركية بين سائر المؤسسات لتطوير المحتوى الثقافي والمعرفي العربي وزيادته شكلا ومضمونا من خلال الكتاب الورقي والمنصات والصفحات الإلكترونية، مشيرا الى ان الوزارة أنشأت منصة “تراثي” التي تتيح للمواطن الأردني أن يعرف تراثه الحضاري من خلال التوثيق .
وقال، إن وزارة الثقافة انطلاقا من إيمانها بالانفتاح على التجارب الإنسانية، تسعى إلى تعزيز برامج الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية، ومن العربية إلى اللغات الحية، والتي تهدف إلى التعريف بالمبدع الأردني، والتعريف بمنتجه الثقافي والفكري.
وأعرب عن سعادته بالنجاح الكبير الذي تحقق لصناعة الكتاب، والقراءة بالتئام الأدباء والمفكرين والشعراء والروائيين وصناع الكتاب في عاصمتنا العزيزة في حوار معرفي مع القراء، مشيرا إلى أن عدد زوار المعرض فاق خلال عشرة أيام 600 ألف وعدد المشاركين في المعرض نحو 400 دار نشر من 25 دولة عربية وأجنبية.
وعبر الرواشدة عن شكره للجنة الثقافية لجهودها الكبيرة في تنظيم البرنامج الثقافي الوازن والشامل والذي عاين نحو خمسين مفردة في العناوين الوطنية والمعرفية المتنوعة، وشارك فيها نحو 170 مفكرا ومؤرخا وشاعرا وروائيا وقاصا وفنانا.
وأضاف، إن هذه الدورة تميزت بتشاركية منتجة بين المؤسسات الأردنية، مبينا انها جاءت بتشاركية بين اتحاد الناشرين ووزارة الثقافة، وتعاون مع أمانة عمان الكبرى والمنتدى الثقافي لمؤسسة عبدالحميد شومان وعدد من الهيئات الثقافية، منها: رابطة الكتاب الاردنيين، واتحاد الكتاب والادباء الاردنيين وجمعية هواة الطوابع والعملات وعدد من المؤسسات الإعلامية.
وثمن الرواشدة جهود وزارة الداخلية، والجمارك الأردنية، وهيئة الإعلام، ومختلف المؤسسات الوطنية، على ما قدموا من تسهيلات للمشاركين العرب، كما قدم شكره للشريك الاستراتيجي، من وسائل الإعلام المحلية والعربية التي تابعت نشاطات المعرض وحملت رسالته إلى العالم.
وقال، إن معرض الكتاب ليس سوقا للبيع، فحسب، بل هو على أهمية ذلك حامل لرسالة الوطن ومواقفه الثابتة التي تؤكد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تعبيرا عن الارتباط التاريخي والوجداني بفلسطين، لتبقى “القدس عاصمة فلسطين”.
وأكد أن غزة وما تتعرض له من دمار وقتل ومحو لمرافق الثقافة وقتل للمبدعين والفنانين بقيت حاضرة في المعرض، وحاضرة في القلوب والمآقي، وكان حضورها في الموقف الأردني وموقف جلالة الملك، بالدعوة لإيقاف الحرب، ورفض كل أشكال التهجير من غزة أو الضفة الغربية.
بدوره قال رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب، جبر أبو فارس: إن الدورة 24 عززت من مكانة معرض عمان الدولي للكتاب كأحد أبرز المعارض العربية، مسجلة حضورا قويا للكتاب والمثقفين، ونجاحا في تقديم تجربة ثقافية منظمة ومريحة للزوار، الأمر الذي انعكس بشكل واضح على الإقبال اللافت بشكل يومي من قبل جمهور المعرض.”
وأضاف، إن هذه الدورة شهدت تطورا على الصعيد الثقافي، مسجلة عدة نقاط بارزة شكلت إضافة نوعية للحدث الثقافي الأبرز في الأردن، منها حضور سلطنة عمان ضيف شرف على المعرض، بوفد ثقافي رفيع، وبرنامج ثقافي مميز ضم أدباء من عمان الشقيقة أثرى البرنامج الثقافي للمعرض الذي شهد هذا العام حضورا كبيرا.
وأشار إلى أن المعرض سجل كذلك حضورا نوعيا ولأول مرة للفائزين بـ “الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)”، اذ شارك عدد من الروائيين الحائزين على الجائزة في ندوات وجلسات حوارية، ما أتاح للجمهور فرصة اللقاء والتفاعل مع أبرز الأسماء الروائية في العالم العربي.
وأشاد أبو فارس بجهود مؤسسة عبد الحميد شومان، وتعاونها مع اتحاد الناشرين الأردنيين، منوها بما قدمت خلال أيام المعرض من فعاليات نوعية للأطفال لمختلف الأعمار، ونقلت خدمات مكتبتها المتنوعة إلى داخل المعرض عبر ركن خاص.
ولفت إلى التطوير على الصعيد اللوجستي، من خلال تصميم جديد لأجنحة المشاركين من دور النشر بهدف توفير جولات سهلة ومريحة للجمهور، الأمر الذي ساهم في انسيابية حركة الزوار وتجنب الازدحام التقليدي، لتعزيز تجربة القارئ والزائر.