قِمم بلا همم…و زعامات وُلدت من رحم الهزائم

28 ثانية ago
قِمم بلا همم…و زعامات وُلدت من رحم الهزائم

بقلم الدكتور : إبراهيم النقرش

“عندما أبلغوها في 1982 بأن حكومة الأرجنتين العسكرية قامت بغزو جزر فوكلاند التابعة لبريطانيا، قالت رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر: سندخل الحرب فوراً! فقالوا لها: هل نشكو أولاً إلى مجلس الأمن الدولي؟! فردت عليهم: استدعوا مجلس الحرب، أنا لست “زعيماً عربياً” يتسول حقوق بلاده.”
تقف هذه المقولة ” وان لم تثبت ” شاهدة على الفارق الصارخ بين زعيمة تعرف متى تتحرك ومتى تصنع القرار وبين قمم عربية ” النطيحه والمترديه وما اكل الضبع” تخرج بقرارات مخجله مخزيه. ففي حين أطلقت تاتشر أمر الحرب دون تردد لحماية مصالح بلادها، نجد زعماء العرب ينتظرون الإذن والموافقة من قاتلي شعوبهم لولاده عسيره لشجب أو استنكار، ببيان عاجز لا يوازي الورق الذي كُتب عليه. إنها قمم تشبه ” جلسات الوناسه.. تنتهي بمن يقودك لبيتك بعد الشرب والاكل “: عالية الضوضاء، غُثاء، تعيد تدوير الهزيمة وتجميلها في زمن القبح العربي كما لو كانت صنعة لبوس لهم، بينما تظل الشعوب تُغني”من يشتري مني العرب” وشهود زور على بطولاتهم.
ويظل الملك عبدالله الثاني الاستثناء العربي الأوضح ألأوحد، إذ سعى لمواجه التحدي الإسرائيلي بعزمٍ صادق، لكن لم يكن بالامكان أكثر مما كان .
. “الاختلاف صارخ وجليّ، وأترك لكم التفكير والمقارنة بين من يصنع القرار ويقود مسار الأحداث، وبين من يكتفي بالجلوس على القمم خواة بلا همم . “أقول هذا وبهذا القدر كفايه” ,فالتاريخ لا يخلّد هواته، بل أولئك الذين امتلكوا الجرأة لصنعه بقوة وأقتدار