وطنا اليوم:في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن والمنطقة برمتها، وفي مقدمتها تهديدات حكومة اليمين المتطرف في دولة الإحتلال، وسياساتها التوسعيّة في فلسطين والمنطقة؛ اطلق حزب المحافظين “بيان البلقاء” الذي يحدد منطلقات الحزب للمرحلة المقبلة، وثوابته التي تتقدمها الهويّة الوطنيّة الأردنيّة، وسيادة الدولة، وقيمها الراسخة، وتضحيات شهداؤها وبناتها الأوائل، والمصير الخالد بين الأردنيين والهاشميين في عقد تاريخي جسّد مفهوم الأسرة الواحدة، والخيار الأوحد في الولاء المطلق للعرش الهاشمي الأمين.
أن حزب المحافظين الأردني – وقد أخذ على عاتقه مسؤولية التعبير الصادق عن جماهير الموالاة الراشدة في الوسط المحافظ، وقيادة الجهد الوطني النبيل الذي يتجاوز التجاذبات الحزبيّة، والإجتهادات الوقتيّة القاصرة الى أفق الإرتقاء الى مساحات العفّة الوطنيّة، والرشد السياسي للنخب الواعية الصادقة المنتمية – يشدّد على الإنحياز الكامل لحماية الوطن وسيادته، والحفاظ على مصالح الشعب المشروعة في الإنجاز، الرفعة، والحريّة والوحدة الوطنيّة القائمة على الإيمان المطلق بدستور الدولة وهويتها الباسقة، وصيانة استقلالها العتيد من كيد الأعداء والغادرين، وصلف المتآمرين على دورها ورسالتها الخالدة.
ويؤكد الحزب على ضرورة التيقظ التام لسياسات دولة الإحتلال القائمة على التوسع، والتهجير، والإستيطان، وتقطيع اوصال الضفة الغربيّة التي من شأنها تهديد الأمن القومي الأردني، وزرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، وتقويض خيار حل الدولتين القائم على قواعد الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقيّة، وحفاظ الوصاية الهاشميّة على المقدسات الأسلامية والمسيحية في القدس الشريف من كيد المتآمرين والغزاة.
ويرى الحزب أن التهجير القسري للشعب الفلسطيني من ارض فلسطين جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي، وسيشعل المنطقة لعقود طويلة من الحروب والأزمات، وسيجني منه كيان الإحتلال وحكومته اليمينيّة المتطرفة شرور افعالها، وسيحيل منطقة الشرق الأوسط الى برميل بارود لا ينطفئ، وان التهجير الناعم خيانة بحق تضحيات الشعب الفلسطيني البطل الذي سطّر ملحمة الصمود والتشبث بالأرض في غزة والضفة وارض فلسطين الخالدة.
ان تفعيل قانون خدمة العلم يشكّل خطوة من خطوات يتوجب ان يتبعها دعم القوات المسلحة الباسلة – الجيش العربي – درع الوطن الحصين، واجهزتنا الأمنية بكل عوامل المنعة والقوّة في التدريب والتجهيز والإعداد لحماية الوطن، وتشكيل الجيش الشعبي لإسناد قواتنا جيشنا واجهزتنا في اي ظرف لا قدر الله يحتّم علينا الدفاع عن وطننا ومنجزاتنا ومستقبل اجيالنا القادمة، واحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك حماية لأمتنا من صلف الغزاة.
ان حزب المحافظين الأردني – وهو يضع صلب عينيه التحديات الجسام – يحدوه الأمل الكبير في ولوج التحديث السياسي والإقتصادي، وتعزيز دولة الإنتاج التي تكفل تجفيف منابع الفقر والبطالة، وتعيد انتاج الطبقة الوسطى الكفيلة بالحفاظ على قيمنا الإجتماعية والوطنيّة الراسخة، والحفاظ على الحريات المسؤولة التي تكفل للشعب انتاج طبقة سياسية مسؤولة تحفظ للسلطات هيبتها ووقارها، وللوطن لونه المنسجم مع آمال الشعب.
ويشددّ الحزب ان اللحمة الوطنيّة الصادقة التي اعتادت عليها الدولة في ازماتها وتحدياتها الجسام مرهونة الى حدٍ كبير بإجتثاث “النُخب المُعلّبة” و “الوصفات الجاهزة” للموقع العام، و “روّاد السفارات ومراكز الرصد الأجنبي” و “ملّاك الحقائب الجاهزة” الذين لا يرومون الوطن الا في المغانم دون المغارم، ومن في حكمهم ممن ارضعتهم الدولة وسلطاتها من ثديها الغزير مواقع ومناصب؛ حتى اذا غادروا تلك المواقع اوسعوا الوطن شتماً وتقويضاً لأي مسيرة فيها نفع للوطن والشعب.
ويؤكد الحزب عزمه الحثيث على استعادة زمام المبادرة في بناء تيار الموالاة الراشد الذي يتجاوز الفرديّة، والشلليّة، والنفعيّة، وأزدواجية النوايا والسلوك الى مساحات الإنتماء، وتقديم مصالح الوطن العليا على ما دونها، ويحثّ الدولة بسلطاتها ومؤسساتها المختصة على إعادة اعتبار الثقة العامّة، وإحترام الناس للموقع العام، ونبذ النماذج المهترئة والطارئة التي عاثت بالوطن خراباً، وفساداً وضعفاً، وأمعنت في تقويض مفهوم دولة العدالة والقانون والمؤسسات.
ويلتزم حزب المحافظين الأردني بنصرة الدولة وسلطاتها ومؤسساتها في هذه المرحلة الوطنية الدقيقة التي يواجه فيه الوطن أخطر مراحل المواجهة السياسيّة مع كيان الإحتلال، ويعلن انحيازه التام لمواقف جلالة الملك الرافضة للتهجير، والتوطين، والتوسع وتهويد القدس، ويعلن ان مساحات الإجتهاد السياسي تتلاشى عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي الأردني، ومصالح الدولة العليا، وكرامة الأردنيين.
ويحث الحزب القوى السياسيّة على العمل والتنافس البرامجي تحت سقف الدستور، ونبذ الخطابات الموازية للدولة واحتكار الحقيقية والمظلوميّة، والولوج في مساحات قبول الآخر والرشد السياسي الذي يخدم الوطن دون مرجعيات خارجية او تقية داخلية، والإدراك الحصيف بأن لا راية تعلو فوق راية الوطن، ولا هتاف الّا للوطن والقائد تكريساً لحرمة الدستور وتضحيات الأردنيين الخالدة.
ان البيعة والعهد الى سيد البلاد حادي الركب، وحامي الدستور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين خالدة لا تنتهي وميثاق لا ينقضي، والتحيّة المُكلّلة بالفخار الى قواتنا المسلحة الباسلة – الجيش العربي – واجهزتنا الأمنية عين الوطن الساهرة، وشعبنا الأردني الأصيل، والدعاء الى المولى العلي القدير بأن يحفظ الأردن وطناً حرّاً عزيزاً مُهاباً، ويحفظ قائدنا المُفدّى وولي عهده الأمين؛ اللهم آمين.
البلقاء في السابع عشر من ايلول عام الفين وخمسة وعشرون ميلادية
حزب المحافظين الأردني .. بيان البلقاء
