اندماج تاريخي بين حزبي الأنصار ونماء… خطوة نوعية قد تعيد رسم المشهد الحزبي الأردني

دقيقة واحدة ago
اندماج تاريخي بين حزبي الأنصار ونماء… خطوة نوعية قد تعيد رسم المشهد الحزبي الأردني

وطنا اليوم:في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها في الحياة الحزبية الأردنية، علم موقع وطنا اليوم الإخباري أن حزبي الأنصار ونماء وقّعا مساء أمس مذكرة تفاهم مشتركة، تمهيدًا للاندماج الكامل بينهما خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

اتفاق سلس وروح إيثار

الاجتماع الذي جمع قيادات حزب الانصار الأردني برئاسة عوني الرجوب الامين العام وحزب نماء برأسة محمد الرواشدة، شهد أجواء توافقية نادرة؛ إذ تم الاتفاق على جميع تفاصيل الاندماج بسهولة وسلاسة، بعيدًا عن التعقيدات أو النزعة الفردية.

واعتبر مراقبون أن غياب التشبث بالمواقع أو الأسماء يعكس روحًا من الإيثار والتقدير المتبادل، ما جعل هذا الاندماج مختلفًا عن أي محاولات سابقة لم تكتمل.

إرث سياسي واقتصادي متكامل

يمتلك حزب الأنصار خبرة سياسية تمتد لأكثر من ربع قرن؛ إذ تأسس في تسعينيات القرن الماضي، وأعاد تصويب أوضاعه عام 2014، ثم كان من اقوى أوائل الأحزاب التي وثّقت أوضاعها بقوة في مرحلة التحديث السياسي عام 2023.
وقد اكتسب الحزب سمعة عالية من المصداقية والكفاءة، واستطاع تجاوز مختلف المراحل التي مرّت بها الحياة الحزبية ليبقى حاضرًا بقوة على الساحة.

أما حزب نماء، فيُعرف ببرامجه الاقتصادية الرائدة التي وصفت بأنها الأكثر شمولية وتخصصًا بين الأحزاب الأردنية، إلى جانب طابعه الشبابي الذي يضفي بعدًا تجديديًا على العمل الحزبي. إضافة الى مقعدين في مجلس النواب
ومن هنا، يرى المراقبون أن الاندماج بين الحزبين يجمع بين رصيد الخبرة السياسية للأنصار والقوة الاقتصادية والبرامجية لنماء.

تقاسم متوازن للمهام

بحسب مذكرة التفاهم، تم توزيع المهام بشكل متوازن، حيث انخرط أعضاء الأنصار في مختلف هيئات حزب نماء: الأمانة العامة، المجالس، المكاتب الوطنية والمركزية، إضافة إلى اللجان الاقتصادية والسياسية. ولم يفقد أي من الحزبين مواقعه أو حضوره، وهو ما يعكس أن الهدف الأساسي ليس الهيمنة، بل تأطير العمل الحزبي الجاد والبنّاء تحت مظلة واحدة.

نموذج مختلف عن التحالفات السابقة

على عكس التجارب السابقة التي غالبًا ما فشلت بسبب الخلافات على المواقع أو الأسماء، تميز اندماج الأنصار ونماء بالترفع عن الحسابات الشخصية. فلم يُصر أي من الطرفين على بقاء اسم الحزب أو أمانته، بل قدم كل منهما تنازلات متبادلة حرصًا على الوحدة. واعتبر المراقبون أن هذه التجربة تقدّم نموذجًا جديدًا في الثقافة الحزبية الأردنية، يمكن أن يكون قدوة لبقية الأحزاب.

نحو قوة حزبية موحدة

المتابعون للشأن الحزبي يرون أن دخول حزب الأنصار في هذا الاندماج سيمنح حزب نماء دفعة قوية على الساحة الوطنية، والعكس ايضا صحيح ليغدو كيانًا موحدًا يتمتع بخبرة سياسية يقودها الرجوب، وكفاءة اقتصادية يرسّخها الرواشدة. ويُتوقع أن يشكل هذا التحالف قوة وازنة في مواجهة التحديات، وأن يضع الحزب الجديد في مقدمة الأحزاب الفاعلة خلال المرحلة المقبلة.

انعكاسات على المشهد السياسي الأردني
الاندماج لا يقتصر على تقوية الحزبين فقط، بل يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في المشهد الحزبي الأردني. فمن جهة، يُعطي إشارة واضحة لبقية الأحزاب بأن الاندماج والتكتل هو السبيل لتعزيز الحضور والتأثير، خصوصًا في ظل قانون الأحزاب الجديد ومتطلبات الإصلاح السياسي. ومن جهة أخرى، يوجّه رسالة إلى الشارع الأردني بأن هناك أحزابًا قادرة على تجاوز المصالح الفردية، والعمل بروح جماعية من أجل الوطن والمواطن.

مستقبل واعد
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة حراكًا حزبيًا متجددًا، تقوده هذه التجربة التي جمعت بين التاريخ العريق للأنصار والطابع البرامجي لنماء. ويرى مراقبون أن هذا الاندماج سيُسهم في صياغة خطاب حزبي أكثر قربًا من احتياجات المواطن، وأكثر قدرة على المشاركة في عملية الإصلاح والبناء الوطني، بما يجعل من الحزب الجديد كيانًا موحدًا يمتلك مقومات الديمومة والتأثير.