وطنا اليوم:في خمسين يوماً فقط، استطاع الدكتور إبراهيم عبد الحفيظ الشخانبة أن يحوّل مدينة الحسن للشباب من منشأة خاملة إلى مركز ديناميكي نابض بالحيوية والإنجاز. وعلى مدار هذه الفترة القصيرة، أظهر نموذجًا قياديًا ميدانياً يعتمد على الرؤية، والمبادرة، والشفافية، والجدية في الإنجاز.
ورغم وضوح الأثر وواقعية النتائج، لم يسلم هذا الجهد من محاولات التجيير والتجاهل، إذ سارع البعض إلى نسب الإنجازات لأنفسهم أو طمس معالم الجهد الحقيقي المبذول، في مشهد لا يعبّر إلا عن أزمة في الاعتراف بالنجاح حين لا يُناسب الأهواء. ولإنصاف الرجل وإعطائه حقه، كان لا بد من توثيق هذه المرحلة بدقة، والإشارة الصريحة إلى حجم العمل الذي تحقق في زمن قياسي وبإمكانات محدودة، بعيدًا عن المبالغات أو المجاملات.
وبينما تُختزل بعض الإنجازات أحياناً في الشعارات أو الديكور والترويج له إعلاميًا، اختار الدكتور الشخانبة أن يُعبّر عن الإنجاز بالفعل. وجاء هذا التقرير الصحفي ليوثق حجم العمل الذي تم إنجازه خلال هذه الفترة، موزعاً على ستة محاور رئيسة تُظهر حجم الجهد ومجالات التأثير.
أولاً: التحول المؤسسي والتنظيم الإداري
وفي إطار تعزيز الانضباط الإداري ورفع كفاءة الأداء، انطلق العمل بسلسلة من الإجراءات التنظيمية داخل المدينة الرياضية والنادي، شملت عقد أربعة لقاءات تفاعلية مع جميع العاملين، للاستماع إلى ملاحظاتهم ومشكلاتهم وتحفيزهم على العمل بروح الفريق الواحد، بما ينعكس إيجابًا على واقع المدينة وجودة الخدمات المقدمة.
كما تم ضبط دوام الموظفين بنظام البصمة دون استثناء، وتنظيم دوام المعارين بالتنسيق مع المديريات المختصة. وتم توزيع البطاقات التعريفية والسترات الرسمية لكافة العاملين، إلى جانب معالجة مظاهر البطالة المقنّعة من خلال إعادة توزيع المهام وفق احتياجات العمل.
وفي سياق متصل، أُعيد تفعيل قسم اللوازم، وتم إجراء جرد شامل للموجودات لضمان الشفافية وتعزيز سهولة تتبع الأصول وحُسن إدارتها.
ثانياً: الصيانة والتأهيل والبنية التحتية
أجرى الشخانبة دراسة علمية لتقييم أصول المدينة، قدّرت قيمتها بنحو 100 مليون دينار، ما يؤكد أهمية الصيانة الدورية والاستثمار في البنية التحتية.
وكان للاستاد الدولي الحصة الأكبر من الجهد، حيث تم استبدال 400 مقعد للاعبين وفق مواصفات الاتحاد الأردني لكرة القدم، وصيانة غرف اللاعبين بشكل استباقي قبل وصول ملاحظات الاتحاد، وإعداد تقرير شامل عن أرضية الملعب بالتنسيق مع الجهات المختصة. ورغم أن عطاء تغيير العشب الطبيعي لم يُستكمل بسبب عزوف الشركات، إلا أن الوثائق الفنية أُعدت بالكامل.
كما تم استدراج عدد من الشركات لتنفيذ مجموعة من الأعمال الحيوية، شملت: تغيير جميع اللوحات الإرشادية في المدينة، وبشكل خاص في استاد الحسن، والتي لم تُستبدل منذ تأسيسه؛ وعزل أسقف المدينة بمساحة تتجاوز 10,000 متر مربع؛ بالإضافة إلى إعادة تأهيل إنارة الملعب بما يحقق متطلبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
كما شملت الأعمال صيانة الممرات المؤدية إلى الصالات، وتأهيل مقاعد الجمنازيوم المهترئة منذ عام 1990، وصيانة مقاعد المكاتب الإدارية، وأجهزة الحاسوب والطابعات.
أجرى الدكتور الشخانبة جولة ميدانية شملت جميع المرافق، ونتج عنها إعداد خطة صيانة شاملة مبنية على المعاينة المباشرة والاحتياج الفعلي لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال بناء وإعادة تأهيل لممرات المشاة المحاذية للمضمار – المرحلة الأولى.
ثالثاً: الأمن والسلامة العامة
نُفذت خطة أمن وسلامة عامة تضمنت تطبيق قانون منع التدخين، وتركيب درابزين حول بركة الغطس، وصيانة كشافات الإنارة، وتقييم وحدة المراقبة الأمنية وكاميراتها. وتم التنسيق مع شرطة إربد لإقامة نقطة أمنية من السادسة مساءً حتى منتصف الليل، ما أسهم في تقليل التجاوزات الليلية. كما تم التعاون مع المعهد المروري ولجنة السير لإعداد مخطط مروري شامل للمدينة.
كما تمت صيانة وتأهيل أسطول مركبات المدينة الرياضية والنادي بعد أن كان في أسوأ حالاته، وذلك لضمان استدامة الخدمات وسلامة النقل. كما جرى تجديد رخص المنقذين تعزيزًا لإجراءات السلامة العامة وحماية مرتادي المسابح، إلى جانب تزويد المرافق بمواد تعقيم مناسبة تواكب أعلى المعايير الصحية.
رابعاً: التمويل وتنمية الموارد
وقام الشخانبة في اتخاذ عدد من الإجراءات التنظيمية والتنموية في مدينة الحسن للشباب، من أبرزها: وضع تصور متكامل لخطة استثمارات نادي المدينة، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والمساهمة في استدامة البنية التحتية.
كما تم تشكيل لجنة التخطيط والإدارة في نادي المدينة، بمشاركة ممثلين عن جميع الأقسام ذات العلاقة، وذلك بهدف إعداد الخطط والمقترحات ورفعها إلى مجلس إدارة النادي. وتُعنى اللجنة بتطوير مستوى الخدمات، وتعزيز الترويج للمدينة الرياضية، ورفع إيرادات النادي، وتعظيم فرص الاستثمار بما يحقق الاستدامة والنمو.
كما شجع الشركات المحلية لتقديم ألعاب ترفيهية، ما يعزز الدخل عبر صندوق دعم الحركة الشبابية، كم عمل على وقف ومنع البيع العشوائي داخل ساحات المدينة حفاظاً على النظام والمظهر الحضاري،
وأثمرت الجهود عن رفع رصيد صندوق النادي من 15,000 إلى 71,000 دينار، بعد بيع اللوازم التالفة بأكثر من 5,000 دينار، وتأجير الكافتيريا بمبلغ 9,000 دينار. وأُعيد تشغيل النوادي الصيفية داخل الجمنازيوم، كما تم توقيع اتفاقية تقسيط مع الضمان الاجتماعي لسداد ديون النادي.
خامساً: العلاقات العامة والتفاعل المجتمعي
وشهدت المدينة خلال الفترة التي عمل بها الشخانبة فعاليات جماهيرية كبرى، أبرزها احتفالية عيد الاستقلال التي استقطبت أكثر من 35 ألف زائر، إلى جانب تنظيم عروض جماعية لمباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم بحضور فاق 10 آلاف شخص. كما استقبلت المدينة وفدًا من مجلس محافظة إربد لعرض خطة الصيانة والتطوير، وفتحت أبوابها أمام الجمعيات لتنفيذ مبادرات توعوية داخل مرافقها.
وفي إطار تعزيز التعاون المؤسسي، قام رئيس مجلس المحافظة بزيارة المدينة، ووجه دعوة رسمية لمجلس محافظة إربد للاطلاع على الخطط المستقبلية المقترحة. كما شملت الزيارات الرسمية كلاً من بلدية إربد الكبرى، وبلدية الوسطية، وبلدية بني عبيد، بهدف تعزيز التشاركية بين الجهات المعنية. كذلك، تم عقد لقاءات مع رؤساء جامعات (آل البيت، وكلية الحصن الجامعية، وعمداء جامعتي اليرموك والإسراء) لبحث سبل تنفيذ مشروع “الريادة في الرياضة”.
سادساً: المتابعة الميدانية والتقدير البرلماني
في تتويج لجهوده، زارت لجنة الشباب والرياضة والثقافة النيابية المدينة، حيث قدم الدكتور الشخانبة عرضًا تفصيليًا حول الخطة التطويرية، وقد أشاد النواب بالجهود المبذولة، مؤكدين دعمهم لتوفير المخصصات من موازنات الوزارة والمحافظات، والاستمرار في النهج المؤسسي الفعال.
وبناءً على ما سبق عرضه، وهو غيض من فيض ما أنجزه الدكتور إبراهيم الشخانبة خلال خمسين يومًا، يتضح أن ما تحقق في هذه الفترة القصيرة يعادل منجزات تحتاج إلى سنوات في ظل غياب الإرادة أو غموض الرؤية. لقد أثبتت تجربة إدارة مدينة الحسن للشباب أن توفر الإرادة، والرؤية العملية، والقيادة الميدانية كفيل بإحداث تغيير حقيقي وملموس. وما جرى في تلك المرحلة يُعد نموذجًا حيًّا يمكن الاحتذاء به في إدارة المرافق الشبابية على امتداد الوطن.