بقلم: المحامي الاستاذ حسين أحمد الضمور
لم أسمع صوت غزة يهتف بالشكر والتقدير للأردن…
لكنني رأيتُ ما هو أبلغ من الهتاف.
رأيتُ في عيون ذاك الشاب، الذي حمل كيس الطحين على كتفه، وهو يلهث في الأزقة المحاصرة، يحاول أن يوصله لأهله قبل أن تغرب الشمس…
رأيت في عينيه فرحًا صامتًا، ودهشةً دافئة، وامتنانًا لا يحتاج إلى ترجمة.
عندها فقط، أيقنت أن هذا الفرح سببه الأردن…
الأردن بقيادته الهاشمية النبيلة، بقيادة الملك الإنسان عبدالله الثاني بن الحسين، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذين ما توانوا يومًا عن نصرة المظلوم، ومد يد العون في زمن الجفاف الإنساني.
أيقنت أن الشكر لا يُقاس بالكلمات، بل بنظرة العين حين تمتلئ بالبكاء والرجاء، ثم تلمع فجأة بالأمل.
لا نحتاج إلى بيان ولا إلى تغطية إعلامية، فالصادقون لا ينتظرون التصفيق، بل يزرعون الخير ويمضون…
هكذا هو الأردن: يُسعف، لا يزايد. يُغيث، لا يتفاخر.
وغزة، وإن لم تهتف، فهي تدعو، وتبكي في صمتها، وتعرف جيدًا من الذي ما خان، وما غاب، وما تأخر،
و يعلم الجميع أن الاردن لم ولن يتأخر.