الأردن وكسر الحصار: حين تُحرِج الأفعال صمت العالم

29 ثانية ago
الأردن وكسر الحصار: حين تُحرِج الأفعال صمت العالم

بقلم: د. سعيد محمد ابو رحمه

منذ أكثر من تسعة أشهر، يعيش قطاع غزة واحدة من أقسى المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث: مجاعة، دمار شامل، وحرمان كامل من أبسط مقومات الحياة. وفيما اكتفت غالبية دول العالم بالبيانات والوعود والمؤتمرات، جاء التحرك الأردني الرسمي تجاه غزة كصفعة أخلاقية في وجه الصمت الدولي، وخطوة نادرة تذكّر الجميع بأن كسر الحصار ليس مستحيلًا، بل قرار سياسي شجاع.

فحين بادرت المملكة الأردنية الهاشمية بإدخال مساعدات مباشرة، أو إسقاطها جوًا، أو تأمين قوافل إغاثية، أو حتى مجرد اتخاذ موقف واضح من الحصار، فإنها لم تُنقذ فقط أرواحًا على الأرض، بل أنقذت ما تبقى من صورة الشرف العربي أمام شعوبه، وأحرجت دولًا كبرى لطالما ادّعت الإنسانية بينما كانت تغض الطرف عن جريمة الحصار الجماعي.

التحرك الأردني لم يكن مجرد واجب إنساني، بل أيضًا رسالة سياسية ذكية:

– أن غزة ليست وحدها.

– أن الحصار ليس قدرًا.

– وأن كسر التجويع الممنهج ليس بحاجة لمفاوضات، بل لموقف.

لقد أثبتت عمان أن الدبلوماسية ليست فقط بيانات، بل أيضًا شاحنات، ومعابر، ومواقف ميدانية.

والمفارقة المؤلمة أن دولة مثل الأردن، المحدودة في مواردها، اتخذت خطوات لم تجرؤ عليها دول عربية غنية أو عواصم غربية كبرى. وهذا ما عمّق شعور الخذلان الشعبي تجاه العالم، وفضح حجم النفاق في النظام الدولي الإنساني.

أما في الداخل الفلسطيني، فقد أعاد التحرك الأردني بعث الأمل في قلوب المحاصَرين. لقد شعر أهل غزة أخيرًا أن هناك من قرر أن يراهم لا كأرقام، بل كبشر.

الرسالة التي أوصلها الأردن واضحة:

إن كسر الحصار ممكن… فقط حين تكون الإرادة موجودة.

فهل تلتقط الدول الأخرى هذه الرسالة، أم أن الأردن سيبقى وحده في مواجهة هذا العار الإنساني المستمر؟

حقا أنهم من نسل بني هاشم في زمن تكاثر فيه بنو سلول.