وطنا اليوم:أثار قرار مجلس الوزراء قبل يومين، بالموافقة على نقل ملكية أراض في منطقة ماعين لصالح صندوق الاستثمار الأردني؛ لغايات السير في إجراءات إنشاء مستشفى مادبا الحكومي الجديد، تفاؤلا بين أبناء المحافظة الذين يعولون على أن يسهم المستشفى في تحقيق نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية.
ويأتي القرار بعد أن كان أعلن رئيس الوزراء جعفر حسان أعلن خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في محافظة مادبا خلال شهر آذار (مارس) الماضي، عن قرار البدء بإنشاء وتجهيز مستشفى حكومي جديد ومتطور في مادبا، يضم مختلف الاختصاصات، على أن يبدأ العمل بإنشائه العام الحالي، وإنجازه خلال 4 أعوام، بتكلفة تقدر بــ60 مليون دينار، وتصل إلى قرابة 80 مليون دينار مع كامل التجهيزات.
وبحسب مواطنين في مادبا، فإن إنشاء المستشفى الجديد، يعد خطوة مهمة وسيشكل نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية في المحافظة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن المشروع سيخفف العبء عن المستشفيات الأخرى ويوفر خدمات صحية متقدمة ومتكاملة لأبناء المحافظة.
وأعرب المواطن معتز عبد الحافظ عن سعادته بهذا القرار، مؤكدا “أن هذا المشروع يمثل حلما طال انتظاره لأبناء المحافظة”، بينما أعرب المواطن خالد سليمان عن أمله في “أن يساهم المستشفى الجديد في تحسين مستوى الرعاية الصحية في المحافظة، وتوفير فرص عمل جديدة للكوادر الطبية والتمريضية”.
وقالت المواطنة سارة علي إنها تتطلع إلى أن يساهم المستشفى الجديد في توفير فرص عمل جديدة للكوادر الطبية والتمريضية في المحافظة، مضيفة: “نحن بحاجة إلى مستشفى متكامل يقدم خدمات صحية متقدمة للمواطنين، وأتمنى أن يتم تنفيذ المشروع وفقا للمواعيد المحددة”.
من جهتها، أكدت النائب رند الخزوز أهمية تنفيذ قرار إنشاء مستشفى مادبا الحكومي الجديد، مشيدة كذلك باهتمام رئيس الوزراء بتنفيذ هذا المشروع الحيوي.
وأضافت الخزوز أن هذا القرار يأتي نتيجة جهود مشتركة بين النواب السابقين والحاليين والمجتمع المحلي والأعيان في محافظة مادبا.
“تأثير إيجابي كبير”
وبحسب رئيس الغرفة التجارية في مادبا ورئيس لجنة مجلس محافظة مادبا اللامركزية المهندس حسام عودة، إن المشروع يعد مهما وحيويا للمحافظة، مشيرا إلى أن إنشاء المستشفى سيكون له تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المحلي والخدمات الصحية في المحافظة.
تقرير سابق سبق وأن سلط الضوء على ازدياد التحديات أمام مستشفى النديم الحكومي في محافظة مادبا، والمتعلقة بمشكلة الاكتظاظ في قسم الطوارئ الذي لم يواجه صعوبة في استيعاب المزيد من المراجعين الذين يأتون من المحافظة والمناطق المجاورة لها، حيث يصل عددهم يوميا، وفق التقديرات، إلى أكثر من 500 مريض ومراجع.
حينها، دعا مواطنون إلى ضرورة أن تجري الجهات المعنية دراسة شاملة لواقع الخدمات الصحية والطبية في المحافظة، لا سيما أن مستشفى النديم الحكومي يتحمل عبئا زائدا على إمكانياته جراء الأعداد الكبيرة من المرضى والمراجعين.
وقال المواطن معتز عبد الرحمن “إن هناك ضرورة لاتباع نهج جديد للتخفيف من الاكتظاظ الذي يشهده قسم الإسعاف والطوارئ في المستشفى، من خلال تفعيل دوام المراكز الصحية الشاملة لتصبح على مدار الساعة، ما يسهم في التخفيف من معاناة الكادرين الطبي والتمريضي بالمستشفى، وإيجاد غطاء أمني يعمل على تنظيم دور المراجعين، وحماية الكوادر الطبية والتمريضية، وتقديم المعالجة الطبية لمستحقيها، لحين إنشاء المستشفى الجديد”.
ضغط على مستشفى النديم
ومن وجهة نظر المواطن مسعود الشوابكة، فإن “قلة عدد المستشفيات في محافظة مادبا، ووجود كثافة سكانية عالية، يشكلان ضغطا كبيرا على الخدمات الصحية في مادبا، ويحتمان تشغيل المراكز الصحية الشاملة، لتقديم أفضل الخدمات الصحية للأهالي على مدار الساعة”، موضحا أن ذلك يسهم بتخفيف وطأة المشاكل التي يعاني منها الأطباء، علما أن طبيب الطوارئ يتجمهر حوله بالعادة المراجعون، ما يؤدي إلى حدوث إرباك يفقده حالة التركيز أثناء عملية المعاينة الطبية للمريض.
وفي التقرير ذاته، أكد عدد من الأطباء في قسم الإسعاف والطوارئ، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، “أن القسم لا يستوعب الكم الهائل اليومي من المراجعين، إذ إنه في الأغلب يصل عدد الحالات غير الطارئة إلى ما يزيد على 95 في المائة”، معتبرين أن هذا مؤشر حقيقي لأن تفكر الإدارة العاملة في وزارة الصحة بشكل جدي ومنطقي لحل هذه المعاناة، كي يتم التخلص من الأخطاء قبل وقوعها، وإعطاء الراحة للطبيب العامل في هذا القسم، ولطبيب الاختصاص كي يقوم بعمله على أكمل وجه.
تعليقا على ذلك، كان مدير المستشفى الدكتور بهاء الدين الحلالمة أكد “أن قسم الطوارئ يبذل جهدا مضاعفا في التعامل مع جميع المراجعين، ولا يمكن تجاهل أي حالة تصله”، لافتا في الوقت ذاته إلى أن “المستشفى شهد تطورا وتحديثات ملموسة في مختلف الأقسام، لخدمة أبناء المحافظة وتخفيف العبء عليهم”.
ويعد مشروع مستشفى جديد في مادبا أحد مشاريع البنية التحتية أو التنموية الكبرى المشمولة بأحكام قانون صندوق الاستثمار الأردني رقم 16 لسنة 2016، كونه من المشاريع التي ترغب “شركة كي بي دبليو” للاستثمار والبنية التحتية بتنفيذها، وهو المشروع الأول من نوعه بالشراكة مع القطاع الخاص.
مادبا.. مشروع المستشفى الجديد يثير تفاؤلا بمستوى رعاية صحية متقدم
