وطنا اليوم:في مشهد قاتم، تحوّلت صالة الوصول بمطار شيريميتييفو الدولي في موسكو إلى مسرح صادم لعنف مباغت، بعد أن أقدم مسافر إسرائيلي على التقاط طفل يبلغ من العمر 18 شهراً وإلقائه أرضاً بعنف شديد، ليرتطم رأسه بالأرض بقوة، ويدخل في غيبوبة خطيرة وسط ذهول من حوله.
وبحسب تسجيلات كاميرات المراقبة التي وثّقت الحادثة، ظهر المدعو فلادیمیر ویتکوف وهو يرفع الطفل من على الأرض ويطرحه بقوة على الأرض، في مشهد وُصف بـ”الوحشي” و”غير المبرر”.
وبحسب وكالة أنباء “رجاء نيوز” الإيرانية، فإن الطفل إيراني وأُصيب بجروح بالغة، شملت كسرًا شديدًا في الجمجمة، وإصابة حرجة في العمود الفقري، وهو حاليًا في غيبوبة، ويصارع للبقاء على قيد الحياة.
وأعلنت السلطات الروسية القبض على الجاني، ووجهت له تهمة “محاولة القتل”، فيما أكد مسؤولون قضائيون أن التحقيقات تشمل أيضًا النظر في احتمال وجود “دوافع عنصرية أو كراهية قومية” خلف الهجوم.
ولم تصدر حتى الآن تعليقات رسمية من السفارتين الإسرائيلية أو البيلاروسية في موسكو، بينما تسود حالة من الغضب والصدمة في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا في صفوف الإيرانيين الذين اعتبروا الحادثة مثالًا صارخًا على العنف المدفوع بالكراهية.
ومن المقرر أن يتم عرض المتهم أمام المحكمة خلال الأيام المقبلة، في وقت يُطالب فيه نشطاء وحقوقيون بمعاقبته بأشد العقوبات، مؤكدين أن ما حدث “جريمة ضد الطفولة والإنسانية”.
بدوه، نفى السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي، ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول هوية الطفل الذي تعرض لاعتداء وحشي في مطار موسكو، مؤكدًا أن الضحية ليس إيرانيًا كما أُشيع، بل يرجح أنه من أصل أفغاني.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال جلالي: “نُشر مقطع فيديو صادم يظهر رجلًا يُسقط طفلًا صغيرًا أرضًا بطريقة وحشية ولا إنسانية، وقد قيل إن الجاني يهودي، لكني لا أملك تأكيدًا بذلك”.
وأضاف السفير الإيراني أن وزارة الخارجية الإيرانية تواصلت فورًا مع نظيرتها الروسية للتحقق من جنسية الطفل المصاب، بعدما شاع أنه مواطن إيراني.
وبحسب ما نقله جلالي، فإن السلطات الروسية أكدت أن التحقيقات تُدار حاليًا من قبل الجهات المعنية بالأفغان، وأن الطفل الذي يرقد في غيبوبة يعود لعائلة أفغانية تقيم في روسيا.
وتابع قائلًا:”حتى الآن، لا توجد دلائل تؤكد أن الطفل إيراني، ونحن نتابع القضية من كثب إنسانيًا وقانونيًا”.