تصريحات مثيرة للجدل من صحفي إسرائيلي: هزمنا حماس وإيران وتركيا في النهائي

10 ثواني ago
تصريحات مثيرة للجدل من صحفي إسرائيلي: هزمنا حماس وإيران وتركيا في النهائي

وطنا اليوم:لم تكن النكتة التي شبه فيها الصحفي الإسرائيلي إيال بيركوفيتش في برنامج على القناة 13 الإسرائيلية، التطورات في المنطقة ببطولة كرة قدم، حديثاً عابراً أو سخرية عبر برنامج تلفزيوني، حيث جاء فيها: «هزمنا حماس في ربع النهائي، وهزمنا إيران في نصف النهائي. وفي النهائي، هناك تركيا».
هذه النكتة التي ألقاها صحفي عبر قناة إسرائيلية، تعبر عن ما يدور على الأرض بالفعل؛ إذ إن المعركة على أشدها على غزة وإيران، لكن الأهم هو ما قد يحدث لاحقاً من مخاوف تتطور إلى انجرار المنطقة نحو مواجهة إسرائيلية- تركية، في ظل التوترات الكبيرة القائمة بينهما.
فيما رد عليه صحفي تركي وقال أن تركيا سبقتكم ووصلت قبلكم إلى النهائي، وتستعد لكم بكل ما أوتيت من قوة، دبلومسياً وتحالفياً وبالسلاح.
وأضاف الصحفي التركي قائلاً، إنكم تقولون أنه بعد إيران تركيا، ونحن نقول لكم أنه بعد إيران ستكون إسرائيل، وفي سياق متصل أكد الرئيس التركي اليوم في خطابه أن تركيا تعمل على حماية أجوائها بنفسها ولا تعتمد في ذلك على أحد، مضيفاً أن تركيا قريباً ستصل إلى درجة ردع تجعل أعدائها يرتعبون من ذكرها.
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، من أن الضربات الجوية بين إيران وإسرائيل قد تؤدي إلى موجة هجرة تؤثر على أوروبا والمنطقة.
ونقل عنه مكتبه قوله في مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن “دوامة العنف الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية قد تؤذي المنطقة وأوروبا من ناحية الهجرة مع احتمال تسرب نووي”.
وقال إن الحل للخلافات النووية مع إيران هو “من خلال المفاوضات”، مضيفا أن العنف “رفع التهديد على الأمن الإقليمي إلى أعلى مستوى”، وأن تركيا “تبذل جهودا لإنهاء النزاع”.
رغم تصاعد المواجهة، قال مصدر في وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنه لم تُسجل “زيادة” في أعداد القادمين من إيران.
ولم تنشر السلطات التركية أي أرقام في هذا الصدد.
وأفاد مراسلو فرانس برس في معبر كابيكوي الحدودي الرئيسي قرب مدينة فان بشرق تركيا بمشاهدة عدة مئات من الأشخاص يعبرون في الاتجاهين فيما قال مسؤول في الجمارك إن الأعداد “ليست غير طبيعية”.
خلال زيارة إلى الحدود الأربعاء، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر “تشديد التدابير الأمنية على حدودنا”.

أردوغان: نستعد لأي سيناريو
مع بدء إسرائيل هجومها المفاجئ والكبير على إيران، يوم الجمعة الماضي، أخذت تركيا موقفاً صارماً ضد هذه الهجمات، على غرار موقفها من الهجوم الإسرائيلي على غزة ثم للبنان وصولاً إلى سوريا، وعدت ذلك مساساً بأمنها على المديات المقبلة، خصوصاً أن إسرائيل تقترب من حدودها من جهة سوريا، في حين تجمعها حدوداً كبيرة مع إيران التي تُشن حرباً إسرائيلية عليها.
ولا يخلو آخر تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، من مخاوف مقبلة على بلاده، حيث قال: إن إيران لديها حق «مشروع» في الدفاع عن النفس ضد الضربات الإسرائيلية، موضحاً أن بلاده تستعد لأي سيناريو بشأن التداعيات المحتملة لهذه الهجمات.
وأكد أردوغان: «إن من حق إيران الطبيعي والمشروع والقانوني تماماً الدفاع عن نفسها ضد إرهاب الدولة الإسرائيلي»، غداة نعته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو بأنه «أكبر تهديد لأمن المنطقة».
وأضاف الرئيس التركي: «هذه الهجمات شنت بينما كانت المفاوضات النووية الإيرانية جارية». وتابع: «إسرائيل التي تملك السلاح النووي ولا تعترف بأي قواعد دولية.. لم تنتظر انتهاء المفاوضات؛ بل شنت عملها من دون انتظار النتيجة».
وأوضح: «نتابع عن كثب هجمات إسرائيل لى إيران. كل مؤسساتنا في أعلى درجات التأهب بشأن تداعيات محتملة لهذه الهجمات، على تركيا».
وأضاف: «نستعد لأي سيناريو. وينبغي ألاّ يجرؤ أحد على اختبارنا».

أهداف «شاملة وخبيثة»
وفي وقت سابق، نشر الرئيس التركي بياناً على حسابه الرسمي في موقع «إكس»، قال فيه: «لقد وصلت إسرائيل صباح اليوم، إلى مستوى خطر للغاية في استراتيجيتها لإغراق منطقتنا وخاصة غزة بالدماء والدموع وعدم الاستقرار».
وقال: «هجمات إسرائيل على جارتنا إيران هي استفزاز صارخ يتجاهل القانون الدولي.. هذه الهجمات التي تأتي في وقت تكثف فيه المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني ويتزايد فيه الضغط الدولي ضد الأعمال اللاإنسانية التي تستهدف غزة، تظهر عقلية إسرائيل المخالفة للقواعد».
كما صرح بأن الهجوم الذي تشنه إسرائيل ضد إيران، «بات يتكشف يوماً بعد يوم أن هدفه ليس البرنامج النووي؛ بل أهداف شاملة وخبيثة». وقال أردوغان: «ندرك بشكل متزايد أن الهجوم، الذي شُن بذريعة ضرب المنشآت النووية الإيرانية، له أهداف بعيدة المدى وخبيثة».
وأضاف: «تركيا مستعدة للقيام بما يقع على عاتقها بما في ذلك تأدية دور لإنهاء الصراع بين إسرائيل وإيران»، مشدداً على أن «إسرائيل التي تتغطرس بدعم الغرب لا تدرك ما تفعله وتعرض وجودها للخطر من خلال ظلمها».

حراك دبلوماسي
وثمة حراك دبلوماسي وأمني في دوائر صنع القرار التركية، انطلاقاً من أردوغان، مروراً بالحكومة وانتهاء بالمؤسسات الأمنية.
ونقلت وسائل الإعلام التركية، أن أردوغان، عقد اجتماعاً أمنياً طارئاً مع قادة المؤسسات الأمنية في القصر الرئاسي في أنقرة بعد ضرب إيران، وذلك عقب اجتماع موسع شارك فيه وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس الأركان العامة متين غوراك.
وتزامن الاجتماع مع اتصالات دبلوماسية مكثفة؛ إذ أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري أحمد الشرع، ناقشا فيه ضرورة بقاء سوريا خارج نطاق هذا الصراع، وبحثا السبل الممكنة لردع إسرائيل.
كما أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وأكد له أن «المفاوضات النووية هي الطريق الوحيد لحل الخلاف»، وقال: «نحن في تركيا مستعدون لبذل كل ما بوسعنا لمنع تصاعد التوتر وخروجه عن السيطرة». وتحدث مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وأجرى اتصالات مع عدد من قادة دول المنطقة، وأكد ضرورة وقف الهجوم الإسرائيلي.
وأجرى وزير الخارجية فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات قالن، محادثات مع نظرائهما في عدة دول، وتناولا أخطار انتشار الحرب والإجراءات الممكنة لاحتوائها، وشددا على خطورة الوضع وضرورة التعامل معه بجدية.

رسائل نارية إسرائيلية
بدورها، فإن إسرائيل ترى أن سوريا أصبحت الامتداد الطبيعي لتركيا، في ظل سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، ووجود حكومة حليفة لأنقرة في دمشق، وأكد ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أهمية الدور التركي في سوريا، واصفاً أردوغان بأنه «رجل قوي وذكي للغاية». وأضاف: «أردوغان رجل قوي وذكي للغاية، فعل شيئاً لا يمكن لأحد أن يفعله (في سوريا)، يجب الإقرار بذلك»، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض.
ورداً على تصريحات نتنياهو بوجود مشاكل (مع تركيا في سوريا)، قال ترامب مخاطباً نتنياهو: «أعتقد أنه يمكنني حل كل مشكلة لديك مع تركيا (بخصوص سوريا). طالما أصبحت معقولاً، يجب أن تكون أنت ونحن معقولين في هذا الشأن».
وأكد ترامب أنه يتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع تركيا ورئيسها، معرباً عن ثقته في قدرته على حل هذه المشكلة (الإسرائيلية مع تركيا في سوريا). وأضاف: «لا أعتقد بأن هذا الأمر سيصبح مشكلة».​​​​​​​
لكن إسرائيل ترى أن الوجود التركي في سوريا يعد تهديداً لها، ووجهت رسائل بالنار للحكومة السورية، عبر احتلال مناطق واسعة في الجنوب السوري، وقصف قواعد ووصل الأمر إلى قصف محيط القصر الرئاسي في دمشق.
وتشن إسرائيل بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل سوريين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وعلى الرغم من المحادثات التقنية بين إسرائيل وتركيا، بهدف خفض التصعيد وتفادي أيّ احتكاك مباشر في سوريا، فإن المخاوف بينهما تبقى هي العنوان الأبرز. فإسرائيل تسعى إلى فرض شروط صارمة في جنوب سوريا، من خلال نزع السلاح ومنع التحرك العسكري للحكومة الجديدة، فضلاً عن منع أنقرة من التمركز عسكرياً في هذا البلد.
وترى إسرائيل أن لخطط التركية المتعلقة بالتمركز في قاعدة «تي فور» العسكرية قرب تدمر ونشر أنظمة دفاع جوي متطوّرة، تهديداً مباشراً لتفوقها ومصالحها في سوريا.
وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فقد شدد مسؤولون إسرائيليون، خلال لقاء نظرائهم الأتراك في العاصمة الأذربيجانية، باكو، على أن إقامة قواعد عسكرية تركية في تدمر «ستُعتبر تهديداً خطِراً للأمن القومي الإسرائيلي».