خواطر لا تسُر الخاطر…!

9 ثواني ago
خواطر لا تسُر الخاطر…!

بقلم د. مفضي المومني.
منذ ما يقرب الشهر… وفي ظل ما يدور حولنا… فقدت نفسي ما يحرضها على الكتابة… واجتاحني كما يجتاحكم موجة من الاحباط… بين مشاهد الموت المحكم… والعربدة الصهيو استعمارية… والخذلان العربي والاسلامي… والنفاق العالمي… ومشروع استعماري غاشم يستمر في فرض هيمنته على أمتنا… وأصوات محلية تضرب بكل الاتجاهات… وتحلل وتدلل… وكأننا اصحاب قرار… والحقيقة أننا في أوج الضعف والخذلان… حد الخيانة لدى البعض… والمواطن الاردني هرب من واقعه إلى السطوح…وكأن تراشق الصواريخ والمسيرات العابرة والغابرة العاب نارية في حفلة عرس..! وهذا بعض من خواطر وشذرات تسجل المشهد داخلياً وخارجياً دون فلسفات تحليلية توقعنا في فخ (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين… أو الإصطفاف غير المحسوب..) ونبقى على حب هذا الوطن… رغم كل الظروف…!.
داخلياً…
-استبشرنا خيراً بالوزارة الجديدة… وصولاتها وجولاتها… ولكن لم يشعر المواطن أن شيءً ما تغير… الواسطات والمحسوبيات والضرائب والفواتير وضيق ذات اليد والقروض.. والتنفيذ .. تدق الباب وتهزه أكثر من هواء ليلة شتاء قارص…، همس في اذني أحدهم أن احد وزراء الأحزاب ينقل قرايبه للضمان.. ويعين منهم في إدارات الشركات… فأين تصريحاتك يا دولة الرئيس… بالشفافية والعدالة والمؤسسية ومحاربة الفساد..! ونسمع قصص فساد كثيرة من هنا وهناك تعيدنا إلى مربع تحويل الوطن لمزرعة… والتحديث بواد… وسلوك بعض الوزراء والمسؤولين في واد..!. فهل تعلم دولتك..!؟.
– التحديث والتحول الرقمي يشق طريقه ولكن على التوازي مع بيروقراطية مقيتة وروتين وكأنك يا ابو زيد ما غزيت..!
– شركات الاتصالات تستخدم عقد الاذعان الموقع من المشتركين وترفع الاشتراكات والبطاقات دون علمهم… وتحجب الخدمة لأنهم لم يعلموا بالغيب الآتي من لدن الشركات… ولم يشحنوا بالزيادة المفروضة… وهيئة الاتصالات آخر من يعلم..!.
– التعليم والتعليم العالي مكانك سر… لا توجد جهود وخطط وطنية معلنة… وتبقى الفزعات والانجازات البهلوانية وردات الفعل ذات النهج الذي يمعن في تأخرنا..!.
– يبقى المواطن على أمل أن تفرحه الحكومة العتيدة بخبر واحد… يخرجنا للسطوح مثلما اخرجتنا الصواريخ..!.
خارجياً:
– قالها احدهم… الدول المتقدمة تخترع ودورنا أن نحلل ونحرم… والآن تدور رحى حرب الشرق ومسمار جحا الغربي ورأس حربته…الذي يعربد علينا وعلى العالم… وفرحنا لكل صاروخ يصلهم ويوقع بهم ما اوقعوه ويوقعوه بنا منذ النكسة.. ليس حبا بدولة الفقيه… ولكن شماتةً بالعدو.. ودورنا لا يعدو (دور الاطفال في لم الفشك ايام الطخ في الاعراس)… مع أن ذات العدو يعلنها وبوقاحة من خلال مجرميه… اننا على الدور… ولم تنهض امتنا العربية والاسلامية لمواجهة مشروع صهيواستعماري…يستبيحنا… عاجلاً أو آجلاً… ولم نفهم معادلة القوة والردع بما استطعتم… التي فهمتها ايران وباكستان وعملت لها.. لحماية بلدانها… وتحفظاتنا على ما يدور أن ايران تحمل مشروعاً لا يقل شراسة عن العدو ضد عالمنا العربي والاسلامي…وامعنت في تصدير ثورتها بشتى الطرق الخبيثة… ولكن يبقى عدو عدوك صديقك الذي لن يصدقك..!.
– الثالوث الاستعماري الصهيو امريكي الاوروبي… جسم واحد وشريك في كل ما يقوض امتنا… ويعطل نهضتها… ومعهم وكلاء اما بالخوف او الخيانة التي اصبحت وجهة نظر… والايام القادمة حبلى…سيكون فيها منتصر وخاسر… او تتاجل المعركة… والخاسر الوحيد امتنا العربية… التي تجلس على اطلال الخراب والموت الذي حل بغزة وفلسطين… حتى أن الإدانة والاستنكار شطبت من قواميسها… واستبدلتها بسكوت العار… وبعض من الخيانة نعلمها ولا نعلمها… ولكن يدركها كل لبيب.
نمارس حالياً لعبة تتبع الأخبار… من الجزيرة الى العربية… وننتقد هنا وهناك… وتبلدت المشاعر… فاصبح الموت دون كسرة الخبز وكيس الطحين.. خبر عادي…واكثر ردات الفعل الانتقال لمحطة أخرى… واخذ خلاصة اعداد الشهداء والمصابين… وصل الاحباط فينا حده… ولا فعل إلا الدعوات لرب العالمين القادر على كل شيء…لكن (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
مشهد العالم حالياً مقزز ومخيف… ومحبط… عالم لا تحكمه قوانين ولا قيم…ولا انسانية… بلطجة عالمية.. والكل ينتظر ماذا سيقول طرامب…سيد العالم البائس…
ويبقى الأمل بالله… أن نعود لذاتنا…ونعمل لمواجهة مشاريع مخيفة تستبيحنا… وتتعامل معنا كرعاع… ومصالح… وندفن رؤوسنا بالرمال…! بانتظار تحسين شروط الذبح…! ما لهذا خلقنا يا رعاكم الله… حمى الله امتنا… حمى الله الاردن.