بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور
ليس سهلاً أن تجد نفسك واقفًا أمام مفترق طرق لا يحتمل سوى خيارين: أكون أو لا أكون.
إنه الموقف الذي تتجلى فيه الحقيقة ويُختبر فيه الإيمان بالنفس، وتنكشف فيه النوايا وتُصقل فيه الإرادة.
عند هذا المفصل الحاسم، لا مكان للتردد، ولا متسع للتراجع. بل لا بدّ من وقفة شجاعة، ومن قرار حاسم يحمل في طياته ملامح المصير.
هنا تتقدم قوة العزيمة لتقود الموقف، ويُستدعى الإصرار كدرع واقٍ، يُجمّع معه كل سلاح شرعي للدفاع عن الذات، عن الفكرة، عن الكرامة.
ولكن الدفاع وحده لا يكفي، فالهجوم المدروس، المبني على الحكمة لا الانفعال، يصبح ضرورة لا ترفًا.
أن تواجه التحديات لا يعني أن تقف متحصنًا بخندق الانتظار، بل أن تكون في طليعة الفعل، تقرأ المشهد، وتضرب في الوقت المناسب، وتكتب فصلك الخاص من حكاية الصمود والانتصار.
ما بين أكون أو لا أكون لا يقف الإنسان فقط على حافة المصير، بل يقف على عتبة التجدد، حيث يُولد أقوى، أنضج، وأشد تمسكًا بحقه في الوجود الفاعل.
وإنني – وأنا أكتب هذه الكلمات – أؤمن أن لكل معركة طريق، ولكل طريق ثمن، ولكن الكرامة هي دائماً المبدأ الذي لا مساومة عليه.
هكذا علّمتني الحياة، وهكذا أعيشها…