في هذا اليوم – باكورة شهر حزيران – قام دولة (حسان) بافتتاح توسعة مستشفى الأميرة إيمان معدي وكان في معيته معالي وزير الصحة.
الذي لفت نظري هو الخبر الإعلامي الذي رافق هذا الإنجاز والذي جاء مؤكدا على أن هذا الإنجاز استغرق سبعة شهور فقط (!) بعد تأخير دام أربع سنوات (!!).
كنت قد أكدت في مقال سابق على أن ميدانية دولة ( حسان ) من الطراز الرفيع: تخطط .. توجه .. تنظم .. تراقب وتتابع ..ويالها من متابعة (!!) سلوني عنها فأخبركم أنها حثيثة .. مرهقة .. لا كلل فيها ولا ملل.
نجحت وزارة الصحة في الاختبار الأول لها في عهد (حسان) ! وأكدت أنه حين يكون هناك دعم ومراقبة حثيثة من دولة الرئيس وفريقه فإن الأحلام تصبح واقعا بإذن الله.
دولة (حسان) نموذج العقل الأردني الحديث .. وقد يقرأ البعض العنوان فيجده عميقا جدا .. وهو كذلك .. والحديث في ثناياه يحتاج إلى إجابات تحليلية.
ببساطة نحن نتحدث عن شخصية صاحبة قرارات مبنية على ما سنصل إليه بعد سنوات لا ما سنصل إليه اليوم .. شخصية استراتيجية حين يرهقها أمر البطالة فإنها لن تقنع بوضع حلول مؤقتة .. بل ستعمد إلى إصلاح التعليم والتدريب المهني لتؤسس ما يعرف بالتشغيل المستدام.
لقد كان دولة (حسان) صاحب قاعدة: حلول جذرية لا معالجات مؤقتة!. وللأسف فإن أغلب السياسات المتبعة في كثير من مؤسسات الدولة تقوم على المعالجات المؤقتة! ولك أن تتخيل طبيعة المواجهة بين العقلين! عقل يهتم بالأعراض، وآخر يهتم بالجذور !.
شخصية لا تنتظر وقوع الأزمة لتضع الحلول لها، بل ستكون سابقة لها بخطوة أو خطوات، فإن وقعت الأزمة بادر إلى السؤال: لماذا؟ وكيف؟.
لماذا وقعت؟ وكيف نمنع تكرارها؟!.
شخصية تمتاز بطرح أسئلة جذرية لا مجرد حلول سطحية! صاحبة خطة لا ردة فعل في حالة الغضب.
إن من الشواهد على الإخلاص في العمل ذلك الرضا الذي تلمسه من الناس عن أداء دولة (حسان) ! وهذا ما أكده مركز الدراسات الاستراتيجية مؤخرا !.
هذا الرضا الشعبي ليس لكون شخصية الرئيس شعبوية، فتاريخ دولة (حسان) قبل أن يستلم زمام رئاسة الحكومة في الدوار الرابع يؤكد على أنه لم يكن شعبويا! بل كان شخصية استراتيجية قد تلجأ إلى خيارات لربما تؤجج الرأي العام عليه؛ لكنه لم يكن ليبالي بذلك لقناعته التامة بأن ما اختاره سيحقق مصلحة الجميع أو على الأقل مصلحة الأغلبية مستقبلا.
كان (حسان) صاحب ملف إعادة هيكلة الدعم، وهو ملف ساخن يحتاج إلى مواجهة صريحة مع التحديات !. هذا منطق شخص لا يمت للشعبوية بصلة ! بل ينطلق من منطق الدولة ! .. وذلك حين دعا (حسان ) يومها ( 2018 ) إلى ربط الدعم بمستحقيه ! ..
الإنسان الشعبوي بعيد كل البعد عن القدرة على مقاومة الضغوط الشعبوية، وبالتالي فهو أبعد ما يكون عن نموذج العقل الاستراتيجي الحديث الذي يقدم مصلحة الوطن في الأمد البعيد على المصلحة الآنية التي سرعان ماتزول.
ما أكثر من يعمل بجد ليصفق له الناس (!) حتى وإن غاب منطق: كيف يعمل النظام بعد مغادرتنا؟ عن مخيلتهم.
(حسان) نموذج العقل الأردني الحديث الذي يؤسس لمؤسسات .. ويقر أنظمة .. ويرسخ قيم.
(حسان) نموذج العقل الأردني الحديث الذي يؤمن بأن الإصلاح الحقيقي يحتاج وقتاً، لذلك تجده صاحب نفس طويل، سلاحه الصبر، والعمل الجاد على المدى الطويل، فلا قرارات لإخماد حرائق للحظات، أو لعيون طرف بحد ذاته …
بالمختصر دولة ( حسان ) – نحسبه ولا نزكيه على الله – هو نموذج رئيس الوزراء الذي يصنع تحولا دائماً لا تهدئة مؤقتة.
حمى الله الأردن وحمى رجالاته المخلصين تحت ظل الراية الهاشمية.