وطنا اليوم:في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، والتحولات المتسارعة في المشهد الأمني، يواصل الأردن تعزيز منظومته الدفاعية والإعلامية، لضمان حماية أراضيه وصون أمن مواطنيه، ضمن إطار تكاملي يجمع بين الجاهزية العسكرية والمهنية الإعلامية.
وفي وقت تشهد فيه المنطقة تحديات غير مسبوقة، تتكامل جهود القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، مع خطاب إعلامي وطني هادف، للتصدي لمحاولات التشكيك والشائعات، وصياغة رواية أردنية موحدة ترتكز إلى الثوابت الوطنية والمصالح العليا للدولة.
وأكد اللواء المتقاعد علي غدايرة أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تعمل ضمن منظومة عملياتية موحدة، تستند إلى أعلى درجات التنسيق والتكامل، بهدف حماية الوطن وصون مقدراته وضمان سلامة المواطن.
وأشار إلى أن المهمة الجوهرية للقوات المسلحة تتمثل في الدفاع عن سماء الوطن وحدوده البرية ومياهه الإقليمية من أي اعتداء خارجي.
وبيّن أن كفاءة الجيوش في العالم تُقاس بمعايير متعددة، منها الجاهزية القتالية، والروح المعنوية، ومستوى التدريب والتسليح، إلى جانب الإيمان بالهدف، مؤكدًا أن هذه العناصر مجتمعة متوفرة في مختلف صنوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وهو ما مكّنه من سرعة الاستجابة للظروف الإقليمية المتغيرة، والمساهمة الفاعلة في حماية أجواء المملكة.
ولفت إلى أن تدفق المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب وعيًا وطنيًا متقدمًا في التمييز بين الحقائق والشائعات، مؤكدًا أن بعض الجهات تسعى لبث الفتنة والتشكيك بالمواقف الوطنية، لذلك يجب استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الالتفات إلى محاولات التشكيك التي تستهدف وحدة الصف الوطني.
من جهته، أكد النائب السابق والمحلل السياسي الدكتور هايل الدعجة أن القوات المسلحة باتت نموذجًا في حماية الوطن، مستندة إلى قدرات تقنية متطورة لرصد ومنع التسلل والتهريب، مشيدًا بالدور الدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.
وأكد أن موقف الأردن من العدوان الإسرائيلي على إيران كان واضحًا بإدانته ورفضه استخدام المجال الجوي الأردني في الصراعات الإقليمية، داعيًا إلى تسوية شاملة لوقف التدهور في المنطقة.
وحول الحملات الإعلامية التي تستهدف الأردن، شدد الدعجة على أهمية دور الإعلام الوطني في تعزيز الوعي المجتمعي ومواجهة الشائعات، إلى جانب الأجهزة الأمنية.
بدوره، أكد أستاذ الإعلام الرقمي المشارك في جامعة الشرق الأوسط، الدكتور محمود الرجبي، أن الإعلام الرسمي يلتزم بالتوازن والموضوعية في تغطية الأوضاع الأمنية، مستندًا إلى بيانات الجهات المختصة، ومبتعدًا عن التهويل، بعكس بعض المحتويات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي قد تفتقر إلى الاحترافية وتؤدي إلى رسائل سلبية.
وأشار إلى أهمية تعزيز ثقافة التحقق من المعلومات والرجوع إلى المنصات الرسمية، داعيًا إلى دعم برامج محو الأمية الإعلامية.
وشدد على ضرورة التصدي للمعلومات المضللة عبر خطاب إعلامي مهني قائم على الحقائق والأرقام، ولغة واضحة بعيدة عن الإثارة، مؤكدًا أن الرد على الشائعات يجب أن يكون سريعًا ومدروسًا دون انفعال، وبخطاب ذكي يدافع عن السردية الوطنية دون الإساءة للآخرين.
وأكد أهمية تزويد الصحفيين وصنّاع المحتوى بالمعلومات الكافية في الوقت المناسب، لما لهم من دور محوري في توعية المواطنين ومواجهة الشائعات، مبينًا أهمية وجود استراتيجية إعلامية وطنية موحدة، تتبنى خطابًا يعزز الأمن الوطني عبر محتوى مسؤول يخاطب العقل والوجدان.
الأردن يعزز جاهزيته الأمنية والإعلامية لمواجهة التحديات الإقليمية
