السياده الاردنيه خط احمر

ساعة واحدة ago
السياده الاردنيه خط احمر

بقلم : الدكتور سداد عوني الرجوب
حزبي وكاتب سياسي

في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، وتصاعد وتيرة التهديدات التي تطال سماء المنطقة وأمنها، برز الأردن كدولة متزنة، ثابتة، تتعامل مع التحديات بأعلى درجات المسؤولية والحكمة، دون أن تفرّط بذرة من ترابها أو تسمح بانتهاك سيادتها، لا من قريب ولا من بعيد.

ووسط هذه الظروف، تتعالى بعض الأصوات – عابرة للحدود – تنتقد أداء الدولة في حماية أجوائها، وتثير الشكوك حول قرارات الأجهزة العسكرية والأمنية، وتدعو إلى التشويش على القرارات السيادية الأردنية التي تتخذها القوات المسلحة الأردنية لحماية الوطن.

وهنا، لا بد من التذكير بحقيقة ثابتة رسختها التجارب:
أهل الأردن أدرى بشعابه، وأعلم بواقعه، وأصدق في حرصهم على أمنه واستقراره.

من ينتقد الدفاعات الجوية الأردنية التي تتصدى لأي اختراق للأجواء، أو يشكك في قدرة الجيش العربي والأجهزة الأمنية على حماية الوطن، فهو إما جاهل بحقائق الجغرافيا والسياسة والأمن القومي، أو ينفّذ أجندة لا تخدم الأردن ولا مصلحة أهله.

الأردنيون، ورغم اختلافاتهم الطبيعية في الرأي والمواقف تجاه القضايا الاقتصادية والسياسية، إلا أنهم يتوحدون لحظة الخطر، ويلتفّون حول الراية الهاشمية، ويتحدّون خلف جيشهم ومؤسساتهم الأمنية، مؤمنين أن لا بديل عن الدولة، ولا أمان خارج مؤسساتها.

فحين تُخترق أجواؤنا، أو تقترب الأخطار من حدودنا، لا مكان للمزايدات، ولا وقت للتشكيك أو التحريض، بل يجب أن يُسمع صوت واحد: صوت الدفاع عن الوطن.

السيادة الوطنية ليست مجرد كلمة تُقال في الخطب، بل هي خط أحمر يُرسم بالدم والتضحيات. والأردن، الذي ظل على مدى عقود ملاذًا آمنًا للمنطقة وشعوبها، لا يقبل أن يكون مسرحًا لتصفية الحسابات، ولا بوابة عبور للتهديدات.

لقد برهنت القيادة الهاشمية، على الدوام، أنها صمام أمان وحكمة وسط اضطرابات الإقليم، وأن خياراتها في التعامل مع التحديات تنطلق من مصلحة الشعب أولًا، ومن ثوابت الدولة الأردنية ثانيًا، دون خضوع لأي إملاءات أو ضغوط.

أما الجيش العربي – الجيش المصطفوي – فهو ليس فقط حامي الأرض، بل هو عنوان الكرامة الأردنية، ومصدر فخر لكل مواطن. ومعه، تقف الأجهزة الأمنية ساهرةً، لا تنام، لتؤمّن كل بيت وشارع وحدود.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى أن نُعلي منسوب الوعي الوطني، وأن نغلق الباب في وجه التدخلات الخارجية التي تحاول أن تتسلل من خلال التشكيك أو التحريض أو زرع الفتنة.
فالأردن لن يكون إلا للأردنيين، ولن يحميه سوى وحدتهم والتفافهم حول دولتهم ومؤسساتهم.

رسالـتـنا واضحة:
السيادة الأردنية مصانة،
والجيش خط الدفاع الأول والأخير،
والدولة الأردنية، بشعبها وقيادتها، لا تسمح بأي تهديد أو تدخل خارجي في شؤونها أو قراراتها.

وليكن معروفًا للجميع:
من يعبث بوحدة الأردن، أو يشكك في قراراته الدفاعية، لا ينتمي لهذا الوطن مهما ادّعى. ولا يحب الخير والامن والامان للأردن وشعبه